نيويورك تايمز: هذا ما نعرفه عن تاريخ السنوار

“بوتقه القيادة”

قائد حركة حماس في غزة يحيى السنوار
قائد حركة حماس في غزة يحيى السنوار (مواقع التواصل)

سلّطت صحيفة نيويوك تايمز الأمريكية، الضوء على يحيى السنوار أحد الأعضاء الأكثر تأثيرًا في حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وأحد العقول المدبرة لمعركة طوفان الأقصى في 7 أكتوبر/تشرين الثاني الماضي.

واختير السنوار، الثلاثاء، رئيسًا لحماس خلفًا لإسماعيل هنية الذي اغتيل الأسبوع الماضي خلال زيارته لطهران.

إسماعيل هنية إلى جانب يحيى السنوار في غزة
إسماعيل هنية إلى جانب يحيى السنوار في غزة (رويترز ـ أرشيف)

سنوات التكوين

ولد السنوار في غزة عام 1962 لعائلة هُجّرت قسرًا مع مئات الآلاف من العائلات الفلسطينية إثر العدوان الإسرائيلي وبداية تكوين الاحتلال، وأثّرت عمليات التهجير في قراره الانضمام إلى حماس عام 1980.

عين الشيخ أحمد ياسين -مؤسس حماس- السنوار رئيسًا لجهاز الأمن والدعوة (مجد)؛ مما تسبّب العديد من المشكلات مع سلطات الاحتلال، واقتصر منصبه على ملاحقة المشتبه في تعاونهم مع إسرائيل.

تقديرات إسرائيلية بأن حركة حماس تعيد تسليح نفسها من مخلفات ذخيرة جيش الاحتلال في غزة (غيتي – أرشيفية)

“بوتقة القيادة”

في عام 1988، اعتقل السنوار بتهمة قتل أربعة فلسطينيين اشتبه في تعاونهم مع سلطات الاحتلال وفق المحكمة الإسرائيلية، وظل في سجون الاحتلال لأكثر من عقدين.

وأثناء فترة اعتقاله، استغل يحيى السنوار فترة حبسه في تعلّم اللغة العبرية وإتقانها ومراقبة المجتمع الإسرائيلي وقام بترجمة العديد من السير الذاتية الخاصة برؤساء سابقين في الأمن الداخلي للاحتلال إلى العربية.

وبحسب يوفال بيتون -وهو طبيب أسنان إسرائيلي عالج السنوار وكوّن علاقة معه أثناء فترة حبسه- قام السنوار بتهريب أوراق مترجمة إلى زملائه لدراسة تكتيكات وكالة مكافحة الإرهاب ولقّب نفسه “المتخصص في تاريخ الشعب اليهودي”.

يحيى السنوار، رئيس حركة المقاومة الإسلامية حماس
يحيى السنوار، رئيس حركة المقاومة الإسلامية حماس (غيتي)

وأضاف بيتون “لم تكن المحادثات مع السنوار شخصية أو عاطفية، كانت فقط عن حماس”. وقال الطبيب الإسرائيلي إن أهداف السنوار “دينية وليست سياسية” وأشار إلى أن السنوار حفظ القرآن الكريم عن ظهر قلب.

وكتب السنوار أثناء فترة احتجازه رواية بعنوان “الشوك والقرنفل” يحكي فيها معاناة الشعب الفلسطيني عبر صبي غزّي اسمه أحمد يخرج من مخبئه للمقاومة ضد الاحتلال.

وصرّح يحيى السنوار لصحفي إيطالي بأن السجن كان بمثابة “بوتقة القيادة”، وأضاف أن فترة الحبس أعطته وقتًا للتفكير فيما يؤمن به والثمن الذي سيكون على استعداد لدفعه مقابل ذلك.

نهج السنوار

ومع ذلك حاول السنوار الهروب من سجنه عدة مرات، في إحداها قام بشق حفرة في أرضية زنزانته على أمل حفر نفق تحت السجن والخروج من مركز الزوّار.

ووجد السنوار وسيلة للتخطيط مع قيادات حماس في الخارج ضد إسرائيل عن طريق تهريب الهواتف المحمولة إلى زنزانته عبر محامين وزوّار، إضافة إلى احتجاز أسرى من جيش الاحتلال لمبادلتهم بالأسرى الفلسطينيين.

وأثّرت هذه الأعمال في النهج الذي اتبعه السنوار فيما بعد خلال التخطيط لهجوم السابع من أكتوبر.

قائد حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في غزة يحيى السنوار
قائد حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في غزة يحيى السنوار

وقال السنوار بعد إطلاق سراحه عام 2011 إن احتجاز أسرى من الجيش الإسرائيلي كان ضروريًّا لتحرير الأسرى الفلسطينيين بعد فشل المفاوضات مضيفًا أنه “بالنسبة للأسير، فإن أسر جندي إسرائيلي هو أفضل خبر في الكون، لأنه يعلم أن بصيص أمل قد فُتح له”.

“أبي، أمي، ومسيّرة”

وبالرغم من تجنّبه التحدث عن عائلته في العلن، فقد ذكر السنوار -الذي تزوج بعد إطلاق سراحه- كلمات ابنه الأولى قائلًا “كانت كلمات ابني الأولى أبي، أمي، ومسيّرة”.

تأثير السنوار في مفاوضات وقف إطلاق النار

وبحسب وصف الصحيفة، فنظرًا إلى موقف السنوار “المتشدد” فإنه يرجح أن لا يكون حريصًا على وقف إطلاق النار في غزة وإعادة الأسرى الإسرائيليين، وقال ضباط مخابرات أمريكيون وإسرائيليون إن الهدف الأساسي للسنوار هو “تخريب صورة إسرائيل وهدم علاقتها مع حليفتها الأساسية”، في إشارة إلى الولايات المتحدة.

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (رويترز)

وللسنوار دور مهم في المفاوضات التي دارت في مصر وقطر حيث كان مفاوضو حماس ينتظرون رده “قبل الموافقة على أي تنازلات”، وفقا لمسؤولين مطلعين على المحادثات. وزعمت الصحيفة وجود خلافات بين السنوار وقادة حماس بالخارج في هذا الشأن.

ووفق العديد من الآراء، فإن دور السنوار القيادي في غزة وقوة شخصيته أعطياه دورًا مهمًّا في طريقة عمل حماس على الرغم من تأكيد قيادي بالحركة أن الرأي النهائي لا يعود إلى السنوار.

وقال صلاح الدين العواودة -وهو محلل سياسي في حماس- كان مع السنوار خلال فترة اعتقاله بين 1990 و2000 “لا يوجد قرار يمكن اتخاذه دون استشارة السنوار”، وأضاف أن “السنوار ليس قائدًا عاديًّا، إنه شخص قوي ومهندس للأحداث”.

وأثّر تضرر البنية التحتية للاتصالات في غزة على بطء سير مفاوضات إطلاق النار بسبب صعوبة وصول الرسائل إلى السنوار، إذ كانت في بعض الأحيان تصل بعد يوم من المفاوضات.

من جهته علق يسرائيل كاتس وزير الخارجية الإسرائيلي، على تعيين السنوار رئيسا لحماس، عبر منصات التواصل، بأن ذلك “سبب مقنِع آخَر للقضاء عليه بسرعة ومحو هذه المنظمة من وجه الأرض”.

المصدر : الجزيرة مباشر + نيويورك تايمز

إعلان