عملية إسرائيلية جديدة في خان يونس وآلاف ينزحون قسرا “صوب المجهول” (فيديو)

للمرة الثالثة منذ بدء الحرب

المجزرة الجديدة التي ارتكبتها إسرائيل بحق نازحين فلسطينيين بمنطقة المواصي غرب مدينة خان يونس بجنوب قطاع غزة (رويترز)

أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الجمعة، بدء “عملية عسكرية” جديدة في مدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة، التي سبق أن توغّل فيها عدة مرات منذ بدء العدوان في أكتوبر/تشرين الأول 2023، متجاهلًا التحذيرات الدولية وقرارات مجلس الأمن ومحكمة العدل الدولية بشأن عملياته فيها.

وقال المتحدث باسم الجيش، أفيخاي أدرعي، في بيان نشره على منصة إكس، إن “قوات من الفرقة 98 بدأت عملية هجومية في منطقة خان يونس بجنوب قطاع غزة”. وزعم  أن قوات الاحتلال تلقت معلومات استخبارية عن وجود ما سمّاه “بنى إرهابية في المنطقة”.

وأضاف أنه مع بداية دخول قوات الاحتلال إلى المنطقة شنّت الطائرات الإسرائيلية غارات مكثفة استهدفت أكثر من 30 هدفا لحماس في خان يونس، بحسب ادّعائه.

ونشرت هيئة البث الإسرائيلية أنه للمرة الثالثة منذ بدء الحرب، عاد جيش الاحتلال للنشاط الهجومي في منطقة خان يونس عقب ورود معلومات استخبارية، تزعم وجود من تسميهم “إرهابيين” هناك واستئناف إطلاق القذائف الصاروخية منها.

وقال المتحدث العسكري “إن النشاط يُنفذ فوق الأرض وتحتها”، وإنه “تم القضاء على عشرات المسلحين في وسط القطاع وجنوبه، وأغار سلاح الجو على نحو ستين هدفًا في أرجاء القطاع”.

إصابة ضابط بجروح خطرة

وأعلنت الهيئة، اليوم الجمعة، إصابة ضابط من لواء ناحال بجروح خطيرة خلال القتال في جنوب قطاع غزة، جراء إطلاق صاروخ مضاد للدروع، وتم نقله إلى المستشفى للمعالجة.

إخلاء قسري ونزوح صوب المجهول

وكانت قوات الاحتلال قد طالبت، أمس الخميس، سكان أحياء جديدة في مدينة خان يونس بإخلائها قسرا؛ تمهيدا لشن هجوم جديد عليها بادعاء إطلاق حركة حماس صواريخ منها.

وجاء ذلك بعد 4 أيام من شنّ قوات الاحتلال هجوما مدمرا على مناطق زعمت سابقا أنها “آمنة” شرقي خان يونس؛ مما خلّف 255 قتيلا ودمارا واسعا.

وسبق أن نفذت قوات الاحتلال الجيش الإسرائيلية منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، عدة هجمات مدمرة على مدينة خان يونس، شملت مناطق زعمت سابقا أنها “آمنة” بالمدينة؛ مما خلف مئات الشهداء والمصابين وألحق دمارا واسعا في البنية التحتية للمدينة.

وفي يونيو/حزيران الماضي، ارتقى عشرات الشهداء الفلسطينيين إثر استهداف قوات الاحتلال خيام نازحين بمنطقة مواصي خان يونس التي صنفتها في وقت سابق بأنها “آمنة”.

“وين نروح يا عمي؟ ع البحر؟”

لم تمهل أوامر جيش الاحتلال بالإخلاء النازحين في مدينة خان يونس وقتًا كافيًا ليأخذوا متاعهم، حيث خرجوا بالآلاف سيرًا على الأقدام هائمين على وجوههم لا يعرفون أين يذهبون، ووقف النازحون في طوابير بشرية تملء الشوارع يتسألون بغضب العاجز “وين نروح؟”.

وأفاد أحد النازحين أن ما يقرب من 120,000 مواطن كانوا قد نزحوا من المنطقة الشرقية بمدينة خان يونس إلى غربها قبل ثمانية أيام فقط، مُضيفًا: “واليوم تم إنزال مناشير ونشر تحذيرات عبر الإنترنت تحمل أوامر بالإخلاء الفوري لمناطق شرقية أخرى من المدينة والتوجه إلى غربها”.

وقال أحد النازحين في المرتين “يمكن من أول الحرب وأنا عشرين مرة نزحت. في نزوح الأسبوع اللي فات فقدت خيمتي وأغراضنا وسيارتي، واليوم تفاجأنا بأوامر الإخلاء طلعنا بطولنا”.

وعن تجمّع المصائب، تحدث نازح عن عدم قدرتهم على الوقوف من الخوف، فضلًا عن الجوع، إضافة إلى تحمل مسؤولية أفراد العائلة المصابين والمعاقين.

وبشأن تكاليف النزوح التي يغفل عن ذكرها الكثيرون، قال رجل مسنّ “والله فوق الـ300 و400 شيكل بتكلف عملية النزوح، روحة بـ300 ورجعة بـ300”.

وصرخ نازح بحرقة “لا أملك شيكل، والسجن اللي للمجرمين جينا نأوي ونتخبئ فيه، أي أخلاق هذه وأي دين هذا يقول إننا ننزح أربع مرات في الشهر؟!”.

وتساءل أحد الشباب النازحين مستهجنًا في يأس “وين نروح يا عمي؟ ع البحر؟”.

وعبّرت طفلة عن وضع المناطق الآمنة في قطاع غزة، وعن المكان الذي ينشده الكثيرون في ظل هذه الأوضاع المستحيلة قائلة “المكان الآمن عند ربنا.. عند ربنا وبس والله”.

المصدر : الجزيرة مباشر + وكالات

إعلان