السودان.. وفد حكومي إلى جدة للتشاور مع واشنطن بشأن مفاوضات جنيف والدعم السريع تعلق

تحذير من “مراوغة”

مفاوضات جدة السودان
مباحثات سابقة في جدّة بشأن الحرب في السودان (رويترز)

أعلنت الحكومة السودانية، اليوم الجمعة، عزمها إرسال وفد إلى مدينة جدّة السعودية للتشاور مع الإدارة الأمريكية بشأن مشاركتها في مفاوضات لوقف إطلاق النار مع قوات الدعم السريع.

من جانبها دعا قوات الدعم السريع، كلًّا من الولايات المتحدة والسعودية إلى عدم الاستجابة لما سمّته “مراوغة البرهان ومجموعته بقيادة علي كرتي التي تعمل على استمرار الحرب”، بحسب وصفها.

جنود من الجيش السوداني فوق دبابة (الفرنسية)

إرسال وفد إلى جدة

وأعلنت الحكومة السودانية، إرسال وفد إلى مدينة جدة السعودية برئاسة وزير المعادن محمد بشير أبو نمو للتشاور مع الحكومة الأمريكية حول دعوتها إلى حضور مفاوضات جنيف في الرابع عشر من الشهر الحالي.

وقال مجلس السيادة السوداني في بيان، إن حكومة السودان قررت إرسال الوفد إلى جدة “حرصا منها على تحقيق السلام والأمن والاستقرار في البلاد ولرفع المعاناة الناتجة عن الحرب” التي تشنها ما وصفها بـ”المليشيا المتمردة عن كاهل الشعب”.

وقالت الحكومة في البيان “قررت حكومة السودان إرسال وفد (دون تحديد موعد) إلى مدينة جدة للتشاور مع حكومة الولايات المتحدة حول الدعوة المقدمة منها لحضور المفاوضات التي ستنعقد بجنيف في 14 أغسطس الجاري، بخصوص الحرب التي تشنها مليشيا الدعم السريع على بلدنا السودان”.

ولم يصدر عن الحكومة الأمريكية أي تعليق فوري على بيان الحكومة السودانية.

والاثنين الماضي، شدد رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان، في اتصال هاتفي تلقاه من وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، على “ضرورة معالجة شواغل (مطالب) الحكومة السودانية” قبل بدء أي تفاوض مع قوات الدعم السريع.

“تحذير من المراوغة”

من جانبه دعا الباشا طبيق مستشار قائد قوات الدعم السريع، الولايات المتحدة والسعودية إلى عدم الاستماع والاستجابة لـ”مراوغة البرهان ومن خلفه مجموعة الحرب بقيادة علي كرتي” التي تعمل على استمرار الحرب وإفشال المبادرة الأمريكية، بحسب ما قال.

وأشار الباشا طبيق، في منشور على منصة أكس إلى أن الحديث الذي يدور حول ما سماه “حكومة بورتسودان” الآن “ما هو إلا مراوغة وتلاعب لكسب مزيد من الوقت على حساب المواطن الذي يعيش في ظروف إنسانية بالغة التعقيد”.

ودعت الخارجية الأمريكية في 23 يوليو/تموز الماضي، الجيش السوداني والدعم السريع إلى المشاركة في مفاوضات لوقف إطلاق النار تتوسط فيها واشنطن وتبدأ بسويسرا في 14 أغسطس/آب الجاري، ليعلن بعدها قائد الدعم السريع محمد حمدان دقلو حميدتي موافقته على الدعوة الأمريكية.

انعدام الخدمات الصحية

يأتي ذلك في وقت، قالت فيه اللجنة الدولية للصليب الأحمر، إنه لم يعد بإمكان اثنين من كل ثلاثة مدنيين سودانيين الحصول على الخدمات الصحية الأساسية.

وقالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر في بيان، إنه لم يعد بإمكان اثنين من كل ثلاثة مدنيين سودانيين الحصول على الخدمات الصحية الأساسية بعد أن اضطرت معظم المستشفيات والمراكز الصحية في البلاد إلى إغلاق أبوابها.

وأشارت إلى مقتل وإصابة أطباء وممرضين، منذ اندلاع النزاع في إبريل/نيسان من العام الماضي، وتضرُّرِ الكثير من المرافق الصحية من جراء القصف والضربات الجوية.

وقالت المشرفة على البرامج الصحية للجنة الدولية للصليب الأحمر في السودان إيميلي شباط “تعجز الكلمات عن وصف الوضع في العيادات الصحية، يفتقر المصابون إلى الأدوية والغذاء والمياه، ولا يتلقى كبار السن والنساء والأطفال العلاجات الأساسية ويزداد الوضع سوءًا”.

وأشارت اللجنة الدولية إلى تزايد التقارير الواردة عن نهب مرافق الرعاية الصحية وتخريبها، وتهديدات العاملين فيها والمرضى وتعرضهم للعنف الجسدي وحرمان المدنيين من خدمات الرعاية الصحية.

وقالت، إن المقاتلين والمدنيين يلقون حتفهم بسبب حرمانهم من تلقي الرعاية الطبية في الوقت المناسب، كما أصبحت مجتمعات محلية بأسرها محرومة من الخدمات الحيوية، مثل خدمات رعاية الأمومة والطفولة والتحصينات.

المصدر : الجزيرة مباشر

إعلان