هجوم مزدوج على ناقلة نفط قبالة سواحل اليمن وغارات على الحديدة

الحديدة المطلة على البحر الأحمر إحدى أهم المحافظات اليمنية

اليمن سفينة الحوثي
مسلحون تابعون لجماعة الحوثي خلال استيلائهم على سفينة شحن (رويترز أرشيف)

أعلنت جماعة الحوثي، اليوم الجمعة، أن الولايات المتحدة وبريطانيا شنّتا 3 غارات على محافظة الحديدة غربي اليمن، كما أعلنت القيادة المركزية الأمريكية (سنتكوم) تدمير زورق وصاروخين ومحطة تحكم أرضية تابعة للجماعة خلال 24 ساعة.

وذكرت قناة المسيرة الناطقة باسم الحوثيين، في خبر عاجل عبر تطبيق تلغرام أن “عدوانا أمريكيا بريطانيا استهدف بـ3 غارات منطقة رأس عيسى في مديرية الصليف التابعة لمحافظة الحديدة”.

ولم تتطرق القناة إلى آثار الاستهداف، كما لم يصدر تعقيب فوري من الجانب الأمريكي أو البريطاني بهذا الشأن.

والخميس، قالت جماعة الحوثي إن طيران التحالف الأمريكي البريطاني شن غارتين على منطقة الجبانة في المحافظة نفسها.

وتعد الحديدة المطلة على البحر الأحمر إحدى أهم المحافظات اليمنية، لكونها تحوي مطارا دوليا وثلاثة موانئ حيوية، إضافة إلى امتلاكها شريطا ساحليا طويلا.

سفن تجارية تبحر مع سفينة بحرية إسرائيلية في البحر الأبيض بعد بدء هجمات من الحوثي تضامنا مع غزة (غيتي – أرشيفية)

هجوم مزدوج

يأتي ذلك في وقت وقع فيه هجوم مزدوج على ناقلة للنفط الخام قبالة اليمن، وقالت هيئة عمليات التجارة البحرية البريطانية، إن ربان ناقلة للنفط الخام تدعى دلتا بلو أبلغ عن تعرضها “لهجوم مزدوج”.

وأفادت هيئة عمليات التجارة البحرية مساء أمس الخميس، أن الهجوم الأول وقع بزورقين صغيرين أطلقا قذيفة صاروخية انفجرت قرب الناقلة على بعد 45 ميلا بحريا جنوبي ميناء المخا اليمني.

وأشارت الهيئة إلى أن صاروخا آخر انفجر بعد ساعات من القذيفة الصاروخية، على مقربة من الناقلة، وقالت إن الناقلة، التي ترفع علم ليبيريا، وطاقمها بخير وإنها تبحر نحو ميناء الرسو التالي.

وبحسب ما ذكرت بيانات مجموعة بورصات لندن تُدير الناقلة شركة دلتا تانكرز ومقرها أثينا، ولم يصدر تعليق فوري من الشركة.

وكان على متن كل من الزورقين المطليين باللونيين الأبيض والأسود، أربعة أشخاص، وكانوا جميعا يرتدون معاطف واقية من المطر باللونين الأبيض والأصفر، حسبما ورد في تقرير الهيئة.

وأثارت هجمات جماعة الحوثي ضربات انتقامية من الولايات المتحدة وبريطانيا، وأدت إلى اضطراب التجارة العالمية بعدما حول ملاك السفن مسار سفنهم بعيدا عن البحر الأحمر وقناة السويس للإبحار في الطريق الأطول حول رأس الرجاء الصالح.

خفر السواحل اليمني التابع لجماعة الحوثي في البحرين العربي والأحمر (غيتي – أرشيفية)

“ضوء ساطع وضوضاء عالية”

وقالت أمبري للأمن البحري، إن سفينة “تجارية تعرضت لهجوم بمسيرة على بعد نحو 58 ميلًا بحريًّا إلى الجنوب الغربي من الحديدة في اليمن.

وذكرت أن سفينة تجارية أصيبت بطائرة مسيّرة على بعد 58 ميلا بحريا جنوب غرب الحديدة في اليمن، ولاحظ الطاقم “وجود ضوء ساطع وضوضاء عالية” ولم يبلغ عن وقوع إصابات أو أضرار جسدية.

وقالت “كان على متن السفينة فريق أمني مسلح خاص وكانت تحجب نظام التعرف الآلي الخاص بها في ذلك الوقت، تم تقييم السفينة لتكون متوافقة مع ملف تعريف الهدف الحوثي، تم تقييم أن السفينة قد تم استهدافها في وقت سابق من اليوم”.

وقدمت الهيئة نصيحة وقالت “يُنصح الشحن التجاري بالعبور بحذر، ووقف تحركات سطح السفينة وتقليل عدد أفراد الجسر، يُنصح السفن بالحفاظ على مسافة 5 أميال بحرية من السفن الأخرى حيثما أمكن ذلك”.

وتشن جماعة الحوثي اليمنية هجمات على مسارات الملاحة الدولية القريبة من اليمن منذ نوفمبر/تشرين الثاني الماضي تضامنًا مع الفلسطينيين في الحرب التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة.

العميد يحيى سريع، المتحدث العسكري باسم الحوثيين (رويترز)
العميد يحيى سريع، المتحدث العسكري باسم الحوثيين (رويترز)

“ترقبوا بيان العميد”

من جانبها قالت قناة المسيرة اليمنية في بيان مقتضب “القوات المسلحة اليمنية تستهدف سفينة تجارية مرتبطة بالعدو في باب المندب”.

وأشارت إلى بيان هيئة عمليات التجارة البحرية البريطانية وقالت “هيئة عمليات التجارة البحرية البريطانية تؤكد تلقيها بلاغًا عن حادث على بعد 45 ميلًا بحريًّا جنوب المخا في اليمن” وأضافت “ترقبوا بيان العميد”.

وكان زعيم “أنصار الله” عبد الملك الحوثي قد أكد الخميس، أن “الرد الحتمي” على الضربة الإسرائيلية التي استهدفت خزانات الوقود في ميناء الحديدة في غرب البلاد “آت”.

وفي 20 يوليو/تموز، أغار سلاح الجو الإسرائيلي على ميناء الحديدة الخاضع لسيطرة الحوثيين في غرب البلاد، غداة تبنّي المتمرّدين اليمنيين هجومًا بمسيّرة مفخّخة أوقع قتيلا في تل أبيب، وكانت تلك المرة الأولى التي تتبنى فيها إسرائيل هجومًا على اليمن.

واعتبر الحوثي أن المعركة مع إسرائيل “في ذروتها”، وقال إن “الرد المتأخر من جانب الحوثيين وحلفاء إيران الإقليميين على التصعيد الإسرائيلي هو مسألة تكتيكية بحتة وبهدف أن يكون الرد مؤثرًا”.

والحوثيون منخرطون في النزاع منذ نوفمبر/تشرين الثاني، عبر شنّ هجمات بالصواريخ والمسيّرات على سفن تجارية في البحر الأحمر وبحر العرب يقولون إنها مرتبطة بإسرائيل أو متّجهة إليها، مؤكدين أن ذلك يأتي دعمًا للفلسطينيين في قطاع غزة في ظل الحرب التي تشنها إسرائيل هناك.

ولفت الحوثي في هذا الصدد إلى أن انخفاض حركة الملاحة “انتصار عظيم”، مشيرًا إلى أن عدد السفن المستهدفة حتى الآن بلغ 177 سفينة.

المصدر : الجزيرة مباشر + وكالات

إعلان