“السلام أفضل لقاح”.. الصحة العالمية تعلق مع بدء حملة التطعيم ضد شلل الأطفال رسميا في غزة

انطلاق المرحلة الأولى في وسط القطاع المحاصَر

انطلاق المرحلة الأولى من حملة التطعيم ضد شلل الأطفال في قطاع غزة (الفرنسية)

قال مدير عام منظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس، إن أفضل لقاح يمكن تطعيمه للأطفال في غزة “هو إحلال السلام في المنطقة”، وذلك عقب الإعلان رسميًا عن بدء حملة التطعيم ضد فيروس شلل الأطفال في القطاع المحاصر، اليوم الأحد.

وتابع غيبريسوس عبر منصة إكس “بالتعاون بين وزارة الصحة الفلسطينية واليونيسيف والأونروا، بدأت حملة تطعيم أكثر من 640 ألف طفل دون سن العاشرة في قطاع غزة باللقاح المضاد لشلل الأطفال”.

وكانت منظمة الصحة أعلنت في وقت سابق أن حملة التطعيم التي تجري في مدينة دير البلح ستستمر حتى الرابع من سبتمبر/أيلول الجاري. وسبق أن جرى السبت تطعيم عدد غير محدد من الأطفال في مناطق جنوبية من القطاع.

وصباح اليوم، أعلنت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) عبر منصة إكس انطلاق المرحلة الأولى من حملة التطعيم في المناطق الوسطى للقطاع، وأضافت أنهم يسابقون الزمن للوصول إلى أكثر من 600 ألف طفل في غزة خلال الأيام القادمة، وتابعت “من أجل أطفال المنطقة، حان الوقت لوقف إطلاق النار الدائم”.

مع بدء المرحلة الأولى.. كيف يتم تنظيم حملة التطعيم؟

أرسلت الأمم المتحدة 1.26 مليون جرعة من اللقاحات التي تُعطى بالفم. وخلال الحملة سيتم إعطاء الجرعة الأولى (قطرتين) لما لا يقل عن 90% من أطفال المنطقة.

اتفقت إسرائيل وحماس على 3 هدن منفصلة في ثلاث مناطق تستمر الواحدة منها ثلاثة أيام، وذلك للسماح بإجراء الجولة الأولى من حملة التطعيم.

وبدأت الحملة في وسط غزة اليوم بثلاث فترات توقف يومية متتالية في القتال، ومن المقرر أن تنتقل بعد ذلك إلى الجنوب يليه شمال القطاع. وهناك اتفاق على تمديد الهدنة في كل منطقة ليوم رابع إذا لزم الأمر.

ونشرت الأونروا خارطة توضح الأماكن التي يجب التوجه إليها في المحافظة الوسطى للحصول على التطعيمات.

وحددت وزارة الصحة في غزة ووكالات الأمم المتحدة 67 مركزًا للتطعيم، في مستشفيات ومستوصفات ومدارس في وسط القطاع الفلسطيني الصغير. وفي الجنوب سيكون هناك 59 مركزًا، إضافة إلى 33 مركزًا في الشمال غير مأهولة إلى حد كبير. وفي هذين الجزأين من القطاع، سيجري التطعيم في مرحلة ثانية ثم ثالثة.

وحسب طواقم طبية مشرفة على عمليات التطعيم في مراكز دير البلح، فقد ظهرت علامات الإعياء وسوء التغذية على مئات من الأطفال ممن حصلوا على التطعيمات بسبب الظروف الصعبة التي يعيشونها جراء الحرب الإسرائيلية المتواصلة على القطاع منذ نحو 11 شهرًا.

وأعلن مدير مستشفى العودة ياسر شعبان انطلاق الحملة في 3 نقاط طبية بالمستشفى لتطعيم الأطفال، وأضاف “التطعيم بدأ عند التاسعة من صباح اليوم (6:00 بتوقيت غرينتش)”. وبحسب شعبان “يوجد تحليق مكثف لطائرات مسيّرة إسرائيلية في أجواء المحافظة الوسطى”.

وتقول منظمة الصحة العالمية إن نجاح الحملة يعني الوصول إلى 95% على الأقل من أطفال القطاع، ومن المقرر إجراء جولة ثانية من الحملة في أواخر سبتمبر/أيلول الجاري.

في 16 أغسطس/آب المنصرم، دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، إلى هدنة إنسانية لـ7 أيام، من أجل تنفيذ حملة لمكافحة شلل الأطفال تشمل 640 ألف طفل، أيّدتها مباشرة الأونروا آنذاك.

وجاءت هذه الدعوة بعد أن سُجلت الشهر الماضي أول حالة شلل أطفال منذ ربع قرن في القطاع.

اكتشاف الفيروس وخطورته

واكتُشفت السلالة، المعروفة باسم (فيروس شلل الأطفال الدائر المشتق من اللقاح من النمط 2)، في يوليو/تموز في ست عينات من مياه الصرف الصحي جُمعت من خان يونس ودير البلح.

ولم تتضح بعد كيفية وصول السلالة إلى غزة، لكن التسلسل الجيني أظهر تشابها مع متحور اكتُشف في مصر، وربما دخل إلى القطاع في سبتمبر/أيلول الماضي، بحسب منظمة الصحة العالمية.

وينتشر فيروس شلل الأطفال في أغلب الأحيان عن طريق مياه الصرف الصحي والمياه الملوثة، وهو شديد العدوى، قد يصيب الجهاز العصبي ويمكن أن يسبب تشوّهات وشللًا دائمًا، وقد يصبح مميتًا، ويكون الأطفال الذين تقل أعمارهم عن عامين الأكثر عرضة للخطر. ولا تظهر أي أعراض على كل الحالات تقريبًا مما يجعل اكتشافه صعبًا.

وعلى مدى أشهر الحرب المدمرة التي خلّفت عشرات آلاف القتلى والمصابين، حذرت منظمات صحية وحقوقية من انتشار وتفشي الأمراض والأوبئة في القطاع جراء نقص الأدوية والتطعيمات، والظروف الصحية والمعيشية الصعبة التي يمر بها النازحون.

المصدر : الجزيرة مباشر + وكالات

إعلان