الممرضة إيمان معرفي الداعمة لغزة تروي تفاصيل اعتقالها في فرنسا (فيديو)
“المحققون قالوا إنني نجمة ولكن”
أثار اعتقال الممرضة الفرنسية إيمان معرفي من قبل الشرطة، صباح الخميس الماضي، ردود فعل غاضبة على منصات التواصل، معتبرة أن هذا التصرف يهدف بشكل أساسي إلى تخويف الأصوات الداعمة للقضية الفلسطينية في فرنسا.
وفي تفاصيل ما حدث، قالت إيمان -في مقابلة خاصة مع الجزيرة مباشر- إن رجال الأمن وصلوا إلى منزلها في تمام الساعة السابعة والنصف صباحًا لاقتيادها إلى مركز الشرطة في الدائرة الثامنة بالعاصمة باريس بحضور أطفالها وزوجها.
اقرأ أيضا
list of 3 itemsممرضة فرنسية: أهل غزة قدموا لي أهم درس في الحياة (فيديو)
شهادة بالدموع لممرضة فرنسية عائدة من غزة (فيديو)
ووُجهت إليها تهمة “التهديد بالقتل بسبب العرق أو الدين” بسبب اتصالها بمديرة صالون هوش الواقع بالقرب من جادة الشانزيليزيه، والذي استضاف يوم الأحد المعرض العقاري الإسرائيلي.
“تسجيل المكالمة أنقذني”
تقول الممرضة الفرنسية “أخبرت مديرة الصالون أن تأجيرها المكان لاستضافة معرض إسرائيلي مخالف للقانون الدولي، وأنها تتورط في مسألة جادة للغاية تتعلق ببيع الأراضي الفلسطينية المسروقة والمحتلة، لكنها كانت عدوانية ولم تكترث لما قلته ثم أقفلت الخط في وجهي”.
وأثناء التحقيق، تذكّرت إيمان أنها سجّلت المكالمة الهاتفية “ذلك ما أنقذني في الحقيقة لأن الشرطة أدركت أنني لم أكن أكذب في تصريحاتي، ولا يمكنني تخيّل ما كان سيحدث لي لولا هذا التسجيل”.
وأضافت “قبل مغادرتي مركز الشرطة، هنّأت رجال الأمن على استجابتهم السريعة للشكوى في مدة زمنية لم تتجاوز 48 ساعة، لكنني أتمنى أن يستفيد الجميع من القانون الفرنسي على قدم المساواة”.
“المحققون قالوا إنني نجمة ولكن”
وذكرت إيمان في حديثها للجزيرة مباشر، أن عناصر الشرطة فتشوا منزلها وقاموا بمصادرة العلم الفلسطيني وقميص كتب عليه “فلسطين حرة”، فضلًا عن دبوس على شكل قلب كتب عليه “هدنة”، بالإضافة إلى ذلك، قاموا بتفتيش هاتفها وصورها والمحادثات على تطبيقات المراسلة ومنصات التواصل.
وعن طبيعة الأسئلة التي وُجهت إليها خلال التحقيق، أشارت الممرضة الفرنسية أنه تم التركيز على التزامها ودعمها للقضية الفلسطينية ودخولها إلى قطاع غزة ضمن الوفد الطبي “حتى إنهم قالوا لي: إنك نجمة! لكنني أخبرتهم أن النجوم بالنسبة لي هم الفلسطينيون وأنا صوتهم فقط وشاهدة على ما رأيته عندما كنت هناك”.
“هذا ما أثار استغرابي”
وما أثار استغرابها واستنكارها هي الأسئلة المتعلقة بأطفالها، موضحة “سألوني بشكل أساسي عما أقوله لأطفالي بشأن نشاطي والتزامي رغم أنني لا أرى أي علاقة بين ذلك ومجريات التحقيق”.
وبعد ذلك، نُقلت إيمان إلى الزنزانة، موضحة “لقد قدّموا لي طبقًا من المعكرونة مع كوب من الماء وانتقلوا لسماع الشخص الثاني. لذلك بقيت في الزنزانة طوال فترة ما بعد الظهر، بمفردي. لقد أطفؤوا جميع الأضواء، وكنت في ظلام دامس قبل أن تعود مرة أخرى”.
“إسرائيل احتلت العالم باستثناء غزة”
وتعتبر إيمان أن انتهاء الألعاب الأولمبية ينبئ بالانتقال إلى مرحلة جديدة من القمع للأصوات الداعمة لفلسطين في فرنسا، معتبرة أن اعتقالها “أمر خطير” في هذا البلد الذي يتغنّى بحقوق الإنسان وحرية التعبير.
وختمت الناشطة الفرنسية حديثها بالقول “تجربتي في غزة غيّرت حياتي ورؤيتي للحياة والموت والإنسانية. وإذا كان يُقال إن إسرائيل تحتل غزة، فالحقيقة هي أن العالم محتل من قبل إسرائيل، باستثناء غزة لأن الفلسطينيين أحرار في عقولهم رغم كل ما يحدث”.
شهادة مؤثرة أمام البرلمان
والجمعة، أطلقت السلطات الفرنسية، بعد اعتقال قصير، سراح إيمان، التي تطوعت لمدة أسبوعين في المستشفى الأوروبي بخان يونس في قطاع غزة، وعند عودتها أدلت بشهادة مؤثرة أمام البرلمان عما رأته هناك.
وكانت إيمان قد روت عبر الجزيرة مباشر، في فبراير/شباط الماضي، الأهوال التي رأتها في قطاع غزة، والتدهور الكبير في القطاع الصحي، مؤكدة أن المشاهد التي عاينتها ستبقى عالقة في ذاكرتها دون نسيان.
وكشفت الممرضة الفرنسية في شهادتها، عن احتمالية استخدام جيش الاحتلال قنابل الفسفور الأبيض وأسلحة أخرى محرمة دوليًا في الحرب على قطاع غزة.