قائد سابق بجيش الاحتلال: إسرائيل تنزف في غزة وعليها الخروج سريعًا

قال الرئيس السابق لشعبة العمليات في جيش الاحتلال الإسرائيلي اللواء يسرائيل زيف، إن بلاده عالقة في قطاع غزة وتنزف هناك، داعيًا إياها للخروج منه في أقرب وقت ممكن.
واعتبر زيف، وهو أيضًا قائد سابق لفرقة غزة بجيش الاحتلال، في مقال نشره اليوم السبت، على موقع القناة الـ12 العبرية الخاصة، أن الحرب على القطاع أصبحت في حد ذاتها الهدف الذي يشكل مصدر استقرار لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وحكومته.
وتابع زيف: في الشهر الـ12 من أطول حرب وأكثرها إنهاكًا في تاريخنا، تجد دولة إسرائيل نفسها عالقة في دوامة أمنية، وضعنا ليس فقط لا يتحسن، بل يزداد تعقيدًا، ومن ناحية أخرى لا يوجد أفق يشير إلى نهاية الحرب أو حتى اتجاه لحل الوضع، مشددًا على أن إسرائيل في غزة عالقة وتنزف.
وأشار إلى أن الحرب التي كان من الممكن أن تنتهي قبل نصف عام “عندما باع نتنياهو للجمهور شعار: نحن على بعد خطوة من النصر، قد بدت بلا نهاية، والجهد الرئيسي الذي يبذله الجيش الإسرائيلي اليوم هو كبح انتعاش حماس التي تواصل السيطرة على القطاع”.
حيلة من نتنياهو
ودحض القائد الإسرائيلي السابق، المزاعم التي روج لها نتنياهو ذريعة للبقاء في محور فيلادلفيا بين غزة ومصر، وقال “اتضح أن حيلة محور فيلادلفيا الذي يقدمها رئيس الوزراء لا معنى لها، بعدما تبين أنه لا يوجد أي نفق نشط على الإطلاق، في المنطقة”.
ورأى أن نتنياهو يستغل رواية جديدة لما يسمى “التهديد الوجودي”، ما يسمح له بالتمسك باستمرار الحرب وتجنب التوصل إلى صفقة لإطلاق سراح المختطفين تعجل بإنهاء الحرب، على حد وصفه.
وأردف زيف “من الناحية العملية، تعتبر غزة مستنقعًا كبيرًا، وقد بذل الجيش الإسرائيلي قصارى جهده لتجفيف جزء كبير منه، معتبرًا أنه في هذا الوضع، ليس لدولة إسرائيل، باستثناء إعادة المختطفين، ما تفعله في القطاع وعليها الخروج منه في أقرب وقت ممكن”.

حرب استنزاف
وتابع زيف: في الشمال، إسرائيل في خضم حرب استنزاف لا تلوح نهايتها في الأفق، وأكد أن احتمال الدخول البري إلى لبنان من دون أي إستراتيجية خروج أو التفكير فيما سيحققه، حتى لو كان غزوًا محدودًا، سيعقد الوضع أكثر بكثير.
وشدد على أنه في ظل غياب قدرة حكومة ضعيفة على اتخاذ قرارات بشأن العودة (الانسحاب) فإن إسرائيل سوف تظل عالقة هناك.
وبين أن “عمليًا هي عالقة في ساحتين بالوقت نفسه بثمن استنزاف كبير، ما يؤدي إلى إجهاد الجيش بطريقة لن يتمكن من تركيز جهوده في أي مكان، وسيترك ساحات إضافية معرضة لخطر كبير”.
التصعيد يتفاقم
وبشأن التصعيد في الضفة الغربية المحتلة، حمّل القائد العسكري السابق الأفعال الخطيرة التي يرتكبها المتطرفان في الحكومة وزيرا الأمن القومي إيتمار بن غفير والمالية بتسلئيل سموتريتش مسؤولية إشعال النار في المنطقة.
وقال إنه “حتى في الضفة الغربية فإن التصعيد يتفاقم، حيث يبذل بن غفير المهوس بإحراق كل ما في وسعه لإشعال النار في المنطقة، في منافسة مع سموتريتش بشأن من ينجح في إحداث حرب شاملة تؤدي إلى إعادة احتلال يهودا والسامرة (التسمية التوراتية للضفة الغربية المحتلة)، وتطيح بالسلطة الفلسطينية مع طرد أعداد كبيرة من الفلسطينيين”.
وأكد زيف أنه ليس لدى الوزيرين المتطرفين فكرة عما تعنيه أفعالهما الخطيرة، وكيف سيؤدي استغلالهما ضعف نتنياهو إلى مشكلة عدم الاستقرار الإقليمي.
وقال إن نتنياهو لا يهتم إلا بالاعتبارات السياسية والشخصية، ويحاول ربط جدول بقائه بالحرب التي تخدمه.

فقدان الردع
وخلص زيف إلى أنه على عكس الحروب القصيرة والحاسمة، فإن الحروب المستمرة لها تكاليف باهظة، ففي البداية تتآكل كل الإنجازات، كما يفقد الملاكمون في الجولة الخامسة عشرة القدرة على الحسم، وتختفي آلية الخروج أيضًا. لكن المعنى الأخطر هو فقدان الردع، فلا يمكن استعادته في حالة استنزاف مستمر في ظل استمرار القتال.
وأضاف أنه في الوضع الحالي، أصبحت الحرب نفسها الهدف الذي يشكل مصدر استقرار لنتنياهو والحكومة، ليس لنتنياهو مصلحة في إنهائها طالما أن تكاليفها تدفعها الدولة وليس هو.