تفتيش عارٍ وعزل وتنكيل بحامل.. تقرير صادم يكشف واقع الأسيرات في سجون إسرائيل
المحطة الأقسى في بداية الاعتقال

فرضت سلطات سجون الاحتلال الإسرائيلية، سلسلة إجراءات وسياسات وجرائم ممنهجة على الأسرى والأسيرات كافة منذ بداية الحرب على غزة في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
واستعرض تقرير لهيئة شؤون الأسرى والمحررين (وهي هيئة رسمية) ونادي الأسير الفلسطيني، واقع الأسيرات في سجون الاحتلال بعد مرور أكثر من 345 يوما على الحرب المدمرة التي تشنها إسرائيل على غزة.

المحطة الأقسى في بداية الاعتقال
وذكرت الهيئة ونادي الأسير، في تقرير مشترك صدر أمس الاثنين عن واقع الأسيرات في سجون الاحتلال، أنّ ظروف اعتقال الأسيرات مرّت بتحولات كبيرة، بعد سلسلة إجراءات وسياسات وجرائم ممنهجة فرضتها منظومة السّجون على الأسرى والأسيرات.
اقرأ أيضا
list of 4 items“معرضون للموت في أي وقت وأي مكان”.. شهداء وجرحى بقصف إسرائيلي لمدنيين وسط مدينة غزة (فيديو)
شوادر خيام وأدوات بسيطة.. مها المغاري تُعيد فتح صيدلية دمرها الاحتلال في غزة (فيديو)
جميل مزهر: لن نسمح بأي تدخل خارجي في غزة
وأشار التقرير إلى تلك الانتهاكات، وكان أبرزها “جرائم التّعذيب والتّجويع، والجرائم الطبيّة، إلى جانب سلسلة عمليات التنكيل الممنهجة”، والعزل الفردي والجماعيّ.
كما أشار التقرير إلى التفتيش العاري، وقال إنه “شكل من أشكال الاعتداءات الجنسية” يقع تحديدا أثناء احتجاز الأسيرات في سجن هشارون، الذي يشكل المحطة الأقسى في بداية الاعتقال، وإلى تحويل احتياجتهن الخاصة إلى أداة للتنكيل بحرمانهن منها.
“انتهاكات وجرائم”
واستنادًا إلى زيارات لسجن الدامون برزت مجموعة من الحالات والقضايا التي تعكس مستوى الانتهاكات والجرائم التي تمارس بحق الأسيرات، وهي جزء من سلسلة قضايا وانتهاكات جسيمة مورست بحقّهن بشكل غير مسبوق منذ بدء الحرب.
وقال التقرير إن من أبرز ذلك استمرار عزل الأسيرة الحقوقية خالدة جرار منذ أكثر من شهر في عزل سجن “نفي تيرتسيا”، حيث تواصل إدارة سجون الاحتلال عزل الأسيرة الحقوقية والناشطة خالدة جرار في ظروف قاهرة وصعبة جدًّا، تمس أبسط حقوقها الإنسانية، وتتجدد معاناتها المضاعفة، مع تمديد أمر عزلها.
ووفقا لزيارة جديدة جرت للأسيرة جرار، لفتت إلى أنّ إدارة السّجون أبلغتها أن عملية عزلها الحالية ستستمر حتى 27 سبتمبر/أيلول الجاري، من دون توضيح المدة المحددة لعزلها الانفرادي.
وعلى مدار مدة عزلها الحالية، تعمدت إدارة السّجون قطع المياه عنها ثلاث مرات، وفي إحداهنّ بقيت بدون مياه ليومين، هذا فضلًا عن تعمد السّجانات تأخير وجبات الطعام عنها، رغم أنها تعاني من مشاكل صحية وهي بحاجة إلى طعام خاص يتناسب معها.
أسيرة حامل
وتواصل سلطات الاحتلال اعتقال الأسيرة جهاد دار نخلة من مخيم الجلزون، منذ 26 إبريل/نيسان، على خلفية ما يدعيه الاحتلال من “التّحريض”، وحين اعتقلت كانت حاملًا في شهرها الثالث، وهي أم لأربعة أطفال، أصغرهم طفلة عمرها أربع سنوات.
وتُعاني الأسيرة جهاد دار نخلة، من ضعف في الدم وفقًا للفحوص الطبية التي أُجريت لها قبل اعتقالها، وهي بحاجة إلى تغذية خاصّة، ورعاية صحيّة مضاعفة.
وذكرت الهيئة والنادي أنّ الأسيرة دار نخلة، تواجه وضعًا صعبًا داخل سجن الدامون، ورغم الجهود التي بذلتها المؤسسات من أجل الإفراج عنها فإنّ الاحتلال يصرّ على اعتقالها، علمًا بأنّ لجهاد أربعة أشقاء آخرين معتقلين في سجون الاحتلال.
حاجة إلى الرعاية الخاصّة
ويورد التقرير قصة أسيرة فلسطينية تواجه وضعًا نفسيًّا صعبًا، ويصرّ الاحتلال على اعتقالها ويُضاعف من جريمته بعزلها، وقد اعتُقلت الأسيرة مطلع العام الجاري مع استمرار ارتفاع وتيرة حملات الاعتقال.
وتعاني الأسيرة من اكتئاب مزمن، وهي بحاجة إلى رعاية خاصّة، ورغم وجود تقارير طبيّة تثبت وضعها النفسيّ الصعب فإنّ الاحتلال يواصل اعتقالها حتّى اليوم، بل قام بعزلها، وهو ما فاقم وضعها النفسيّ بشكل كبير.

اكتظاظ السجون
وهو من أبرز القضايا التي فرضت معاناة مضاعفة على الأسيرات، مع تصاعد حملات الاعتقال للآلاف بعد السابع من أكتوبر واستهداف الفئات كافة، بمن فيهم النساء، حيث ارتفع عدد الأسيرات بشكل غير مسبوق مقارنة مع الفترة التي سبقت الحرب.
وكان عدد الأسيرات، قبل السابع من أكتوبر 40 أسيرة، وقد بلغ عددهن اليوم نحو 94 أسيرة، بعد الإفراج مؤخرًا عن أسيرتين هما تهاني الخواجا من رام الله، وفاطمة بشارات من طوباس.
وتعتقل سلطات الاحتلال 23 أسيرة إداريًّا من بينهنّ طالبات وهي الشريحة العليا من حيث عمليات الاستهداف بعد الحرب، وغالبيتهن تم اعتقالهن إداريًّا، وكان آخرهن ثلاث طالبات من محافظة الخليل جرى تحويلهن إلى الاعتقال الإداريّ.
ويواصل الاحتلال اعتقال الغالبية العظمى من الأسيرات على خلفية ما يسمّيه “التّحريض” الذي يُشكل وجهًا آخر للاعتقال الإداريّ، حيث صعّد الاحتلال من الاعتقال على خلفية تهمة “التّحريض” التي تحوّلت إلى أداة للقمع.
محاميات وصحفيات وناشطات
وإلى جانب الطالبات المستهدفات بالاعتقال والمحتجزات في سجن الدامون هناك محاميات وصحفيات وناشطات وأسيرات سابقات، وأمهات من بينهن أمّ شهيد وأمهات أسرى وأسرى محررين، وشقيقات لشهداء وأسرى.
وجددت الهيئتان مطالبة المنظمات الحقوقية “بتجاوز حالة العجز التي يتضاعف معناها مع استمرار حرب الإبادة، ويتضاعف مخاطرها على الإنسانية جمعاء، وعلى الدور الإنساني المنوط بها”.