خالد مشعل يكشف لنيويورك تايمز سيناريو “اليوم التالي” للحرب في غزة
“حماس لها اليد العليا في غزة”
أكد رئيس حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في الخارج خالد مشعل، أن المقاومة انتصرت في الحرب وأنها ستلعب دورا حاسما في مستقبل قطاع غزة.
وقال مشعل، في مقابلة مع صحيفة (نيويورك تايمز) الأمريكية، الثلاثاء، إن حماس أصبح لها اليد العليا بفضل بقائها صامدة طوال الفترة الماضية وأدخلت جيش الاحتلال الإسرائيلي في حالة من الاستنزاف.
اقرأ أيضا
list of 4 itemsعام على الحرب.. شهادات أهل غزة عن أصعب اللحظات التي مروا بها (فيديو)
“عملية مركبة”.. القسام تفجر عبوة في قوات الاحتلال وتستهدف مجموعة نقل القتلى والجرحى وتقصف إسرائيل (فيديو)
شاهد: اللحظات الأولى لعملية بئر السبع وهروب جنود إسرائيليين مسلحين
وأوضح مشعل أن “المنطق الذي تبنّته حماس بسيط، فالانتصار يعني ببساطة البقاء، وعلى الأقل في الوقت الحالي، نجحت الجماعة في تحقيق ذلك”.
لا تنازل
وأشار مشعل إلى أن “قادة حماس ليسوا في عجلة من أمرهم للتوصل إلى وقف لإطلاق النار مع إسرائيل بأي ثمن، فهم لن يتنازلوا عن مطالبهم الرئيسية بإنهاء الحرب وانسحاب جيش الاحتلال”.
وأوضحت الصحيفة أنه في بداية الحرب، أعرب الرئيس الأمريكي جو بايدن عن موقف مماثل لموقف رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، وهو أنه يجب القضاء على “حماس”، لكن بايدن لاحقًا لم يعد يتحدث عن ذلك، بل شاركت كل من الولايات المتحدة وإسرائيل في مفاوضات غير مباشرة مع حماس. وقال مشعل، للصحيفة، إن ذلك يعني اعترافا ضمنيا من واشنطن بأن حماس لن تذهب إلى أي مكان.
وأضاف مشعل “لم تكن الرؤية الإسرائيلية الأمريكية تتحدث عن اليوم التالي للحرب، بل عن اليوم التالي لحماس، أما الآن فالولايات المتحدة تقول: إننا ننتظر رد حماس”. وتابع “لقد صاروا يعترفون عملياً بحماس”.
جنرال إسرائيلي يعترف
ولفتت نيويورك تايمز إلى أن عددا من المسؤولين الأمنيين الإسرائيليين الحاليين والسابقين أيضاً، يعتقدون أنه من غير المرجح أن تُهزم حماس في هذه الحرب.
وقال الجنرال غادي شامني، القائد السابق لفرقة غزة في جيش الاحتلال، للصحيفة “حماس تنتصر في هذه الحرب؛ إن جنودنا يتفوقون في المواجهات التكتيكية معهم، لكننا نخسر الحرب، وبصورة كبيرة”.
وبينت الصحيفة الأمريكية، أن الآلاف من مقاتلي حماس يواصلون فرض سيطرتهم على أجزاء كبيرة من غزة، وأن المدن التي سيطر عليها جيش الاحتلال لفترة وجيزة، ترك رحيلهم في نهاية المطاف فراغاً ملأته حماس وغيرها من فصائل المقاومة بسرعة.
الفشل الأكبر لنتنياهو
وقال الجنرال شامني، للصحيفة، إنه في حين لا يمكن إنكار أن إسرائيل دمرت القدرات العسكرية لحماس، فقد استعادت حماس المدن في غضون “15 دقيقة” من الانسحاب الإسرائيلي. وأضاف “لا يوجد أحد يستطيع تحدي حماس هناك بعد رحيل القوات الإسرائيلية”.
وأوضح شامني أن “الفشل الأكبر الذي وقع فيه نتنياهو، هو أنه لم يحاول تقديم هيئة حاكمة بديلة واقعية في غزة عقب الانسحابات الإسرائيلية”.
ونقلت الصحيفة، عن مسؤول في الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية، قوله إن “إسرائيل نجحت في تقويض قدرة حماس على إطلاق الصواريخ بعيدة المدى على إسرائيل، لكن عملية الاستيلاء على الأنفاق وهدمها تعتبر مشروعًا هندسيًا معقدًا للغاية وقد يستغرق سنوات”.
اليوم التالي لانتهاء الحرب
وعلى الرغم من الخسائر الهائلة التي تكبدتها حماس، بحسب الصحيفة، بما في ذلك استشهاد العديد من كبار قادتها، قال مشعل إنه واثق من أن الحركة سوف تلعب دورًا رئيسيًا في غزة بعد الحرب، مؤكدًا رفضه المقترحات الأمريكية والإسرائيلية البديلة لإدارة القطاع بدون حماس.
وكان وزير الدفاع الإسرائيلي قد اقترح، وفقًا للصحيفة، أن تتولى دول الجوار العربية مسؤولية الأمن في القطاع بعد الحرب، بينما فضّل نتنياهو العمل مع “شركاء محليين من ذوي الخبرة الإدارية”.
وقال مشعل إن “افتراض عدم وجود حماس في غزة بعد الحرب هو افتراض خاطئ”، مؤكدًا أن الفلسطينيين وحدهم هم من سيقررون الترتيبات الخاصة بالقطاع.
وبينت (نيويورك تايمز) أن حركة حماس أظهرت، خلال الاجتماعات الأخيرة مع الفرقاء الفلسطينيين “رغبة واثقة”، في الحفاظ على دورها المحوري في غزة بعد الحرب.