السودان.. البرهان وحميدتي يعلقان على دعوة الرئيس الأمريكي لاستئناف المفاوضات
هل يتوقف إطلاق النار؟
أكد رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان، عزمهم على بذل الجهود الرامية إلى إنهاء الصراع الحالي في البلاد بشكل سريع وحاسم، بحسب ما ذكر إعلام المجلس.
من ناحيته، جدد قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو (حميدتي)، استعدادهم التام لوقف إطلاق النار في كافة أرجاء السودان والسماح بمرور المساعدات الإنسانية وتوفير ممرات آمنة للمدنيين ولعمال الإغاثة.
اقرأ أيضا
list of 4 itemsحاكم دارفور يدعو سكان الإقليم للانضمام للقوات المشتركة والجيش
السودان يؤكد التزامه بحرمة المقار الدبلوماسية وحمايتها
الإمارات تدين الاعتداء الذي استهدف مقر بعثتها في الخرطوم
“حرب لا معنى لها”
جاء ذلك ردًّا على تصريح الرئيس الأمريكي جو بايدن الذي دعا فيه طرفي النزاع في السودان إلى استئناف المفاوضات الرامية لإنهاء الحرب المستمرة بينهما منذ منتصف إبريل/نيسان 2023.
ونقل البيت الأبيض في بيان عن بايدن قوله “أدعو الأطراف المسؤولة عن معاناة السودانيين إلى سحب جيوشها، وتسهيل وصول المساعدات الإنسانية دون عوائق، واستئناف المفاوضات لإنهاء هذه الحرب”.
وقال الرئيس الأمريكي في بيان مساء الثلاثاء “لقد تحمّل الشعب السوداني لأكثر من سبعة عشر شهرًا حربًا لا معنى لها، خلقت واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم”.
جهود لإنهاء الصراع
وقال البرهان، أمس الأربعاء، “اطلعنا على البيان الذي أصدره الرئيس الأمريكي، بشأن الوضع في السودان.. وبالنيابة عن الحكومة السودانية والشعب السوداني، أرحب بتعبير الرئيس بايدن عن قلقه”.
وأضاف “أقدر دعم الولايات المتحدة للجهود الإنسانية داخل السودان وفي الدول المجاورة، ونحن نشاركه قلقه البالغ إزاء التكلفة البشرية للصراع الدائر، والذي جلب آلامًا ومصاعب لا حصر لها لشعب السودان”.
التوصل إلى حل سلمي
وأكد البرهان أن الحكومة تظل مصممة وملتزمة تماما بإنهاء معاناة المواطنين، وقال “نحن عازمون على بذل جهودنا الرامية إلى إنهاء الصراع الحالي بشكل سريع وحاسم وضمان استعادة السلام والأمن والاستقرار في جميع أنحاء البلاد”.
وأشار إلى أن هدفهم “ليس مجرد إنهاء العنف، بل القيام بذلك بطريقة تضع الأساس لسلام مستدام، سلام يعالج الأسباب الجذرية لعدم الاستقرار ويعزز الوحدة والمصالحة على المدى الطويل بين جميع السودانيين”.
ودعا البرهان، المجتمع الدولي إلى إدانة “الجرائم التي يرتكبها الدعم السريع ومحاسبة الدول (دون تسميتها) التي تواصل دعم وتمكين السلوك المدمر للمليشيات” في إشارة لقوات الدعم السريع.
وقال البرهان إنهم على استعداد للعمل مع جميع الشركاء الدوليين سعيًا للتوصل إلى حل سلمي، وقال “إنني أتطلع إلى تعميق هذه المناقشات مع المسؤولين الأمريكيين خلال مشاركتي المقبلة في الجزء الرفيع المستوى للجمعية العامة للأمم المتحدة الأسبوع المقبل”.
“استعداد تام لوقف إطلاق النار”
من جانبه جدد حميدتي -ردًّا على بيان الرئيس الأمريكي بشأن السودان وبيان مجلس الأمن والسلم الإفريقي- استعدادهم التام لوقف إطلاق النار في السودان للسماح بمرور المساعدات الإنسانية وتوفير ممرات آمنة للمدنيين ولعمال الإغاثة.
وأعلن حميدتي كذلك استعدادهم لبدء “محادثات سياسية جادة وشاملة تؤدي إلى حل سياسي شامل وإقامة حكومة مدنية، تقود البلاد نحو التحول الديمقراطي والسلام الحقيقي الدائم”.
وقال إنهم يرحبون بلا تردد بجميع المبادرات الإقليمية، التي تهدف إلى تحقيق السلام الشامل واستعادة مسار الانتقال الديمقراطي في السودان، وأضاف “سوف نذهب إلى أي مكان في العالم بحثًا عن السلام، لأننا لسنا دعاة حرب”.
وقال قائد قوات الدعم السريع إن العقبة الكؤود أمام إيقاف هذه الحرب وإنهاء المعاناة الإنسانية هي القوات المسلحة المسيطر عليها كليًّا من النظام القديم.
ودعا حميدتي المجتمع الدولي خاصة الاتحاد الإفريقي والولايات المتحدة والأمم المتحدة “إلى ممارسة ضغط موحد ومنسق ضد القوات المسلحة وقيادتها التي تتصرف بالتنسيق مع دول ذات نوايا خبيثة (لم يحددها) لا تريد للسودان وشعبه خيرًا”.
وفي 14 أغسطس/آب الماضي بدأت الولايات المتحدة مناقشات في سويسرا لتوسيع نطاق وصول المساعدات الإنسانية والتوصل إلى وقف لإطلاق النار بالسودان.
وانتهت المحادثات بعد نحو عشرة أيام من دون التوصل إلى اتفاق على وقف لإطلاق النار، لكنّ الطرفين المتحاربين التزما بضمان وصول آمن ومن دون عوائق للمساعدات الإنسانية عبر ممرّين رئيسيين.