نيويورك تايمز تفجر مفاجأة: إسرائيل هي التي زودت حزب الله بأجهزة بيجر
شركات وهمية أنشأها الموساد
كشفت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، عن مفاجأة بشأن “تفجيرات بيجر” في لبنان، ونقل التقرير شهادات لخبراء استخباريين أمريكيين وإسرائيليين، جاء فيه أنه بعد الثالثة والنصف ظهر يوم الثلاثاء بتوقيت لبنان، بدأت أجهزة الاستدعاء (البيجر) في إطلاق صافرات الإنذار لتنبه أعضاء حزب الله إلى رسالة من قيادتهم.
لكن لم يكن القادة هم الذين أطلقوا هذه الرسائل، بل أرسلها “أعداء” حزب الله، وفي غضون ثوان قليلة تبعت هذه الرسائل أصوات انفجارات وصرخات ألم وذعر في الشوارع والمحلات التجارية والمنازل في مختلف أنحاء لبنان.
اقرأ أيضا
list of 4 itemsعام على الحرب الإسرائيلية على غزة.. تسلسل زمني لأبرز الأحداث
لأول مرة منذ بداية الحرب.. مقتل جنديين إسرائيليين وإصابة آخرين بجروح خطرة في هجوم من العراق
بالتزامن مع تنفيذ 10 عمليات.. حزب الله يبث مشاهد لقصف مواقع إسرائيلية (فيديو)
وبحسب شهود عيان ومقاطع فيديو، فإن الانفجارات التي نجمت عن استخدام مادة متفجرة مخبأة داخل الأجهزة، أدت إلى تطاير الرجال من فوق دراجاتهم النارية وارتطامهم بالجدران. وسقط آخرون كانوا يتسوقون على الأرض، وهم يتلوّون من الألم، والدخان يتصاعد من جيوبهم.
وبحلول نهاية اليوم، كان ما لا يقل عن اثني عشر شخصًا قد لقوا حتفهم وأصيب أكثر من 2700 آخرين، وكان العديد منهم مشوّهين.
وفي اليوم التالي، قُتل عشرون آخرون وجُرح المئات عندما بدأت أجهزة الاتصال اللاسلكي في لبنان تنفجر بشكل غامض. وكان بعض الشهداء والجرحى من أعضاء حزب الله، وبعضهم ليسوا من الحزب؛ وكان أربعة من القتلى أطفالًا.
لم تؤكد إسرائيل أو تنفِ أي دور لها في الانفجارات، لكن 12 مسؤولًا دفاعيًّا واستخباريًّا بينهم مسؤولون حاليون وآخرون سابقون اطلعوا على تفاصيل الهجوم وقالوا إن الإسرائيليين كانوا وراءه، ووصفوا العملية بأنها معقدة وطويلة الأمد. وتحدثوا إلى صحيفة نيويورك تايمز بشرط عدم الكشف عن هوياتهم، نظرًا لحساسية الموضوع.
“ادفنوها، وضعوها في صندوق حديدي”
كانت أجهزة النداء واللاسلكي المفخخة قد أحدث موجة في الصراع المستمر منذ عقود بين إسرائيل وحزب الله، وتصاعدت التوترات بعد بدء الحرب في قطاع غزة.
وبينما كانت إسرائيل تستهدف كبار قادة حزب الله من خلال عمليات الاغتيال، توصل زعيم الحزب حسن نصر الله إلى استنتاج مفاده: إذا كانت إسرائيل تتجه نحو التكنولوجيا المتقدمة، فإن حزب الله سوف يتجه نحو الانهيار. وقال نصر الله إن إسرائيل تستخدم شبكات الهاتف المحمول لتحديد مواقع عملائه.
وفي خطاب تلفزيوني عام ألقاه في فبراير/شباط، قال نصر الله “تسألونني أين العميل؟ فأقول لكم إن الهاتف الذي بين أيديكم، وفي أيدي زوجاتكم، وفي أيدي أبنائكم هو العميل”، ثم أصدر نداءه “ادفنوها، وضعوها في صندوق حديدي وأغلقوها”.
شركات وهمية
ظل نصر الله لسنوات يدفع حزب الله إلى الاستثمار في أجهزة النداء (بيجر)، التي على الرغم من قدراتها المحدودة يمكنها تلقي البيانات دون الكشف عن موقع المستخدم أو أي معلومات أخرى خطيرة، ورأى مسؤولو الاستخبارات الإسرائيلية في هذا الأمر فرصة كبيرة لهم.
ووضعوا خطة لإنشاء “شركة وهمية” تقدم نفسها على أنها منتِج دولي لأجهزة البيجر، وكانت تلك الشركة هي “BAC Consulting” وهي شركة مقرها المجر متعاقدة لإنتاج الأجهزة لصالح شركة تايوانية تدعى غولد أبولو.
وبحسب التقرير، كانت هذه الشركة جزءًا من واجهة إسرائيلية، بجانب شركتين وهميتين أخريين على الأقل تم إنشاؤهما أيضًا لإخفاء الهويات الحقيقية للأشخاص الذين يصنعون أجهزة النداء، وهم في الأساس ضباط استخبارات إسرائيليون في الموساد.
وتعاملت شركة “BAC” مع عملاء عاديين، حيث أنتجت لهم مجموعة من أجهزة النداء العادية، ولكن العميل الأساسي الذي كان مستهدفًا لها هو حزب الله، وكانت أجهزة النداء التي تنتجها للحزب بعيدة كل البعد عن الأجهزة العادية، حيث كانت هذه الأجهزة، تحتوي على بطاريات مملوءة بمادة (PETN) المتفجرة.
وبدأ شحن أجهزة النداء إلى لبنان في صيف عام 2022 بأعداد صغيرة، لكن الإنتاج تسارع بعد أن ندد نصر الله بالهواتف المحمولة.
واستثمرت إسرائيل ملايين الدولارات في تطوير هذه التكنولوجيا، وخلال الصيف، زادت شحنات أجهزة بيجر إلى لبنان، حيث وصلت الآلاف منها إلى البلاد وتم توزيعها بين ضباط حزب الله وحلفائهم، وفقا لمسؤولين استخباريين أمريكيين.
وتعاملت أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية مع أجهزة البيجر باعتبارها “أزرارًا” يمكن الضغط عليها عندما يبدو الوقت مناسبًا، ويبدو أن تلك اللحظة جاءت هذا الأسبوع، فوقعت تفجيرات الثلاثاء والأربعاء.
ولإحداث الانفجارات، قامت إسرائيل بتشغيل أجهزة الاستدعاء لتطلق صافرات الإنذار وأرسلت رسالة باللغة العربية بدت كأنها جاءت من القيادة العليا لحزب الله، وبعد ثوانٍ، عمّت الفوضى لبنان.
ومع سقوط هذا العدد الكبير من الجرحى، ضجت الشوارع بسيارات الإسعاف وسرعان ما امتلأت المستشفيات بالمصابين.
وختم التقرير بأن الموجة الثانية من الانفجارات، التي وقعت الأربعاء، كانت تأكيدًا للدرس الذي تعلمه الجميع في اليوم السابق “إنهم يعيشون الآن في عالم يمكن فيه تحويل أكثر أجهزة الاتصال شيوعًا إلى أدوات موت”.