تحقيق ميداني وتنكيل.. استشهاد معتقل من غزة في سجن الرملة الإسرائيلي
من بين عشرات من معتقلي غزة استشهدوا نتيجة عمليات التّعذيب الممنهجة
أعلنت هيئة شؤون الأسرى والمحررين ونادي الأسير الفلسطينيّ، استشهاد المعتقل نصر سالم سعيد زيارة (65 عامًا)، من قطاع غزة، في سجن (الرملة) بتاريخ 16 من أغسطس/آب الماضي.
وقالا في بيان لهما إن الأسير واحد من بين العشرات من معتقلي غزة الذين استشهدوا نتيجة عمليات التّعذيب الممنهجة، لكن الاحتلال يواصل إخفاء هويات الغالبية منهم، كما يحتجز جثامينهم.
اقرأ أيضا
list of 4 items“قمر سيدنا النبي”.. مُنشد يصدح مع أطفال غزة بصوت عذب بين خيام النزوح (فيديو)
تبنّت هجومين بالضفة وتوعّدت بمفاجآت.. القسام تكشف تفاصيل “أولى عملياتها الاستشهادية في الخليل”
ملامح صفقة نهائية لوقف حرب غزة.. واشنطن بوست تكشف التفاصيل
وأوضحت الهيئة والنادي ، أن الشهيد زيارة وبحسب عائلته، اُعتقل بتاريخ 29 من ديسمبر/كانون الأول 2023، إلى جانب نجله جهاد زيارة (37 عامًا)، والذي يقبع في سجن النقب وفقًا لما يتوافر من معطيات.
تحقيق ميداني وتنكيل
وأضافت العائلة أن الشهيد متزوج وأب لسبعة أبناء، واعتقلته قوات الاحتلال من منزله في حي التفاح، حيث تعرض هو ونجله، لعلمية تحقيق ميداني داخل المنزل، إلى جانب عمليات التّنكيل التي استمرت لساعات قبل اعتقالهما.
وذكرت الهيئة والنادي، أن أسرى جرت زيارتهم في سجن (الرملة) أكدوا أن الشهيد نقل إلى هناك قبل استشهاده بأسبوع، حيث كان يعاني من وضع صحي صعب جدًا، ومن إصابات كالحروق في الجزء السفلي من جسده، إذ لم يكن قادراً على السير على قدميه، ومكث لمدة أسبوع في سجن (الرملة) إلى أن استشهد فيه.
وأكدت العائلة أنّ الشهيد نصر كان يعاني من مرض السكري، ومشاكل في القلب، ولم يكن يعاني من أي حروق في جسده عند اعتقاله.
وأضافت الهيئة والنادي أنه وباستشهاد المعتقل زيارة ومسّن آخر من جنين ارتقى اليوم تحت التعذيب، فإن عدد الشهداء بين صفوف الأسرى والمعتقلين المعلن عنهم بعد تاريخ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، ومنذ ما وصفوه ببدء حرب الإبادة بحقّ الشعب الفلسطيني غزة يرتفع إلى (25) شهيداً، وهم المعلن عنهم فقط والمعروفة هوياتهم.
وأكدت الهيئة ونادي الأسير أن الاحتلال يواصل إخفاء هويات العشرات من الشهداء بين صفوف المعتقلين الذين ارتقوا في السجون والمعسكرات، فيما لا يوجد رقم نهائي ودقيق لأعدادهم حتى اليوم، إضافة للمعتقلين الذين تعرضوا لعمليات إعدام ميدانية حسب تعبيرهم.
ويأتي استشهاد المعتقل زيارة، مع استمرار تصاعد الشهادات الصادمة والمروّعة لمعتقلين من غزة عن مستوى عمليات التعذيب والتنكيل والإذلال والجرائم التي نفذت بحقهم بمختلف مستوياتها ومنها عمليات اغتصاب، سواء لمعتقلين أفرج عنهم، أو من خلال الزيارات المحدودة التي جرت لمعتقلين من غزة في بعض السجون والمعسكرات.
وأشارت الهيئة إلى أنّ سلطات الاحتلال لم تصرح حتى اليوم عن العدد الكليّ لمعتقلي غزة منذ تاريخ السابع من أكتوبر، مؤكدين تواصل تنفيذ ما وصفوها بجريمة الإخفاء القسري بحقّ الغالبية العظمى منهم، رغم الجهود التي بذلتها المؤسسات مؤخراً في ضوء بعض التعديلات القانونية التي جرت والتي أتاحت لهم فرصة استيضاح أماكن احتجاز كل من مر على اعتقاله أكثر من 90 يومًا، وزيارة البعض منهم تحت رقابة مشددة، علما أن الاحتلال فرض تعديلات قانونية في بداية الحرب، لترسيخ جريمة الإخفاء القسري ومنها منع المعتقلين من لقاء المحامين.
وحمّل البيان، الاحتلال المسؤولية الكاملة عن استشهاد المعتقل نصر زيارة، واتهموا الاحتلال بتعريضه لجريمة مركبة من خلال عملية اعتقاله والتنكيل به، واحتجازه في ظروف مذلة وقاسية ككل معتقلي غزة الذين يواجهون عمليات تعذيب غير مسبوقة في كثافتها ومستواها
كما جددت الهيئة والنادي، مطالبتهما للمنظومة الحقوقية الدّولية بتجاوز ما وصفوها بحالة العجز الدّولية المستمرة أمام حرب الإبادة، واتخاذ قرارات واضحة لمحاسبة دولة الاحتلال الإسرائيليّ، ووقف العدوان الشامل على العب الفلسطيني، بما فيها الجرائم التي ترتكب بحقّ الأسرى والمعتقلين في سجون ومعسكرات الاحتلال الإسرائيليّ.