المسلمون “يتخلون” عن هاريس ويدفعون بمرشحة ثالثة نحو الانتخابات الأمريكية
ضربة محتملة في الولايات الحاسمة
ذكر موقع “ميدل إيست آي” في تقرير نشره الجمعة أن ناخبين مسلمين أمريكيين في مجموعة من الولايات المتأرجحة (الحاسمة) انضموا إلى حملة “التخلي عن هاريس” في إشارة إلى رفضهم التصويت لصالح نائبة الرئيس ومرشحة الحزب الديمقراطي كامالا هاريس في الانتخابات الرئاسية المقررة في 5 نوفمبر/تشرين الثاني المقبل.
ودعا هؤلاء الناخبون المسلمون كل من يرفض موقف إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن من الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة إلى معاقبة الديمقراطيين بالتصويت لحزب ثالث، غير الحزبين الكبيرين، الديمقراطي والجمهوري، لأنهم يرفضون أيضا التصويت لصالح المرشح الجمهوري دونالد ترامب.
اقرأ أيضا
list of 4 itemsآخر تطورات السباق الرئاسي الأمريكي.. ترامب يصعّد ضد المهاجرين وهاريس تستهدف الأقليات
ترامب: اليهود سيكونون مسؤولين جزئيا إذا خسرت الانتخابات
انطلاق التصويت المبكر في الانتخابات الرئاسية الأمريكية
وقال حذيفة أحمد، المتحدث باسم حركة “التخلي عن هاريس”، لموقع ميدل إيست أي “نشعر أن تهميشنا وتجاهلنا يمثل تهديدًا”، في إشارة إلى تجاهل هاريس لما يطالبون به من تغيير في السياسة الأمريكية اتجاه الحرب على غزة.
تقدم “جيل ستاين” في ولايات حاسمة
وأشار التقرير إلى أن مرشحة حزب الخضر، جيل ستاين، هي المفضلة لدى الناخبين المسلمين في ثلاث ولايات متأرجحة على الأقل، وأنها تحصل تقريبًا على نفس الدرجة من التأييد في هذه الولايات، وفق استطلاع رأي قام به مجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية (كير) في أواخر أغسطس/آب ونُشر هذا الشهر.
وأظهر الاستطلاع أن 40% من الناخبين المسلمين في ولاية ميشيغان، وهي موطن جالية كبيرة من الأمريكيين العرب، أيّدوا ستاين. وحصل ترامب على 18%، بينما جاءت هاريس في المؤخرة بنسبة 12%.
كما أظهر الاستطلاع الذي أجري عبر الرسائل النصية قبل أسبوعين من مناظرة هاريس وترامب في العاشر من سبتمبر/أيلول، أن هاريس متقدمة على ترامب بحصدها 29.4% مقابل 11.2% للمرشح الجمهوري، ويفضل 34% مرشحي طرف ثالث منهم ستاين التي حصدت 29.1%.
وبيّن الاستطلاع، الذي شمل 1155 ناخبًا مسلمًا في أنحاء الولايات المتحدة، أن هاريس تمثل الاختيار الأول للناخبين المسلمين في جورجيا وبنسلفانيا، بينما تقدم ترامب في نيفادا بحصوله على 27%، متفوقًا بواحد في المئة فقط على هاريس. وجميعها ولايات متأرجحة لم تُحسم إلا بهامش ضئيل في الانتخابات الأخيرة.
وحزب الخضر موجود على قوائم التصويت في أغلب الولايات، بما في ذلك جميع الولايات المتأرجحة التي قد تحسم نتيجة الانتخابات، ما عدا ولايتي جورجيا ونيفادا حيث يخوض الحزب معركة قضائية من أجل إدراجه على قوائم التصويت.
كما تتقدم ستاين (التي ينحدر والداها من عائلة روسية يهودية)، على هاريس بين المسلمين في أريزونا وويسكونسن، وهما ولايتان متأرجحتان تضمان عددًا كبيرًا من السكان المسلمين، حيث هزم بايدن ترامب في 2020 بهامش ضئيل.
ستاين مناصرة قوية لغزة
وتخوض ستاين حملة تستند بقوة إلى غزة، في حين يلتقي ممثلو ترامب مع المجموعات الإسلامية ويعدون بإحلال سلام أسرع مما تستطيع هاريس تحقيقه.
وحصلت ستاين في 2016 على ما يزيد قليلًا على واحد بالمئة فقط من الأصوات، لكن بعض الديمقراطيين ألقوا باللوم عليها وعلى حزب الخضر في انتزاع الأصوات من الديمقراطية هيلاري كلينتون.
ولا يتوقع منظمو استطلاعات الرأي أي فرصة لفوز ستاين في 2024، غير أن دعم ستاين لوقف دائم لإطلاق النار في غزة وفرض حظر فوري على الأسلحة الأمريكية لإسرائيل ولحركات الطلاب الهادفة لإجبار الجامعات على سحب استثماراتها في الأسلحة، جعلها محط الأنظار في الدوائر المؤيدة للفلسطينيين.
أما زميلها على بطاقة الترشح بوتش وير، وهو أستاذ في جامعة كاليفورنيا في سانتا باربرا، فهو مسلم.
وتحدثت ستاين هذا الشهر في مؤتمر “عرب كون” في ديربورن بولاية ميشيغان، وهو تجمع سنوي للأمريكيين العرب، وظهرت على غلاف صحيفة “ذي أراب أمريكان نيوز” تحت عنوان “الاختيار 2024”.
وقالت في مقابلة الأسبوع الماضي مع برنامج “ذي بريكفاست كلوب” الإذاعي في نيويورك “كل صوت تحصل عليه حملتنا هو تصويت ضد الإبادة الجماعية”.
يذكر أن بايدن فاز بأكثر أصوات المسلمين في انتخابات 2020، إذ حصل بحسب استطلاعات للرأي عقب التصويت على تأييد ما يتراوح بين 64 و84% منهم، لكن دعم المسلمين للديمقراطيين انخفض بشكل حاد منذ بدء الحرب التي تشنها إسرائيل على غزة منذ قرابة عام.
لا هاريس ولا ترامب ولا طرف ثالثا
وفي سياق متصل قالت حركة “غير ملتزم” الخميس إنها لن تدعم هاريس على الرغم من معارضة الحركة لترامب، وإنها لن توصي بالتصويت لطرف ثالث.
وذكرت الحركة أن ترامب سيسرع أعمال القتل في غزة إذا أعيد انتخابه، لكن هاريس لم تستجب لطلب الحركة بالاجتماع مع الأمريكيين الفلسطينيي الأصل ممن فقدوا ذويهم في غزة، إضافة إلى عدم موافقتها على مناقشة وقف شحنات الأسلحة إلى إسرائيل.
وقال متحدث باسم حملة هاريس إن المرشحة الديمقراطية ملتزمة بكسب كل صوت وتوحيد البلاد، مع مواصلة العمل لإنهاء الحرب في غزة.
وأحجمت الحملة في وقت سابق عن التعليق على تحوّل التأييد عنها بين العرب والمسلمين. ولم يكن مسؤولون مكلفون بالتواصل مع المسلمين متاحين لإجراء مقابلات.
وأفاد نحو 3.5 ملايين أمريكي بأنهم من أصول تعود لمنطقة الشرق الأوسط في تعداد الولايات المتحدة لعام 2020، وهو العام الأول الذي تُسجل فيه مثل هذه البيانات.
ورغم أنهم لا يشكّلون سوى واحد في المئة تقريبًا من إجمالي سكان الولايات المتحدة البالغ عددهم 335 مليون نسمة، فإن ناخبيهم قد يثبتون أنهم حاسمون في سباق تظهر استطلاعات الرأي أنه متقارب بين هاريس وترامب.