من “موديلز” إلى بائعي بقايا البسبوسة.. كيف غيرت الحرب حياة طفلين شهيرين في غزة (فيديو)

تتبدد أحلام الطفولة والبراءة، في ظل تصاعد الأوضاع المأساوية في قطاع غزة، ومنها أحلام محمد ويحيى بكر اللذين كانا يتألقان في عالم الأزياء والإعلانات ويعتبران أشهر عارضي أزياء في القطاع.

فقد الطفلان بريقهما وتحولا إلى رمز آخر من رموز المعاناة، فأصبحت حياتهما اليوم محصورة في بقايا بسبوسة تُباع في خيام النازحين بخان يونس جنوبي القطاع.

من الإعلانات إلى بيع البسبوسة

تحدثت دلال بكر، والدة محمد ويحيى، عن حياة ابنيها قبل الحرب، قائلة “عندي طفلين موديل. محمد 14 سنة ويحيى 5 سنين، كانوا بيشتغلوا بتصوير الإعلانات، وكنت أتابعهم بنفسي عند شركات الاستوديوهات والمحلات، كانوا مبسوطين بجانب دراستهم، وكانوا معروفين في غزة، الناس كانوا يشوفوا صورهم في الإعلانات ويعرفوهم في الشارع”.

“كبروا عشرات السنين”

وأكدت الأم المكلومة أن الحرب قلبت حياتها وابنيها رأسا على عقب، وقالت “بسبب الحرب والوضع اللي إحنا فيه، قصيت شعر يحيى، كان زعلان لأنه كان يربيه للتصوير، صرت أقول له ما فيش يا ماما تصوير، ما فيش موديل، ولا فيه إعلانات”.

وأردفت بحرقة كبيرة “تحولوا من أطفال مليئين بالحياة إلى أطفال كلامهم أكبر من سنهم، يحكوا عن الطيران والقصف وكأنهم كبروا عشرات السنين في أيام”.

“كل شيء انقلب”

يروي محمد الذي كان يعيش حياة مليئة بالطموح كيف تغيرت حياته “كنت أروح المحلات التجارية ألبس أحلى الأواعي وأتصور، كل الناس تشوفني.. فجأة في يوم، وأنا كنت جاهز أروح للتصوير، قامت الدنيا بالصواريخ، وكل شيء انقلب”.

وعن شعوره بالعجز عندما توقفت جلسات التصوير، قال محمد “كانت أحلامي كبيرة، كنت أشعر أنني نجم، لكن الآن بطل ما فيه إشي، لبستين فقط من أول الحرب، ألبسهم وأروح أبيع بسبوسة في المخيم، مرة شافتني واحدة وقالت لي: مش أنت الموديل اللي كنت بتلبس ملابس حلوة؟ ضايقتني هذه الكلمة ورجعت للبيت متضايق”.

“صرت أبيع بسبوسة”

واختتم الطفل حديثه عن حاله الذي وصل إليه “نفسي أطلع أكبر موديل في غزة وكل الناس تنعجب فيني، أروح على المحلات وأتصور، وتصير المحلات العالمية تطلبني وأطلع وأسافر برة، الحين انقلبت الحياة صار لا في تصوير ولا إشي، صرت أبيع بسبوسة”.

وبحسب وزارة الصحة الفلسطينية في غزة ارتفعت حصيلة العدوان الإسرائيلي على القطاع إلى 41272 شهيدا و95551 مصابا منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي فضلا عن آلاف المفقودين.