نيويورك تايمز: هجمات أجهزة الاستدعاء الإسرائيلية تغير قواعد اللعبة العالمية
الجمع بين التقنيات بطريقة مدمّرة
قالت صحيفة نيويورك تايمز في تقرير لها إن الهجمات “الإسرائيلية” الأخيرة على حزب الله، التي استخدمت فيها مئات من أجهزة الاستدعاء وأجهزة الراديو المفخخة، كشفت عن تهديد طالما حذر منه خبراء الأمن السيبراني، وهو “هشاشة سلاسل التوريد الدولية للمعدات الإلكترونية وصعوبة الدفاع عنها”.
وأوضحت الصحيفة الأمريكية أن العملية كانت “مذهلة” في نتائجها، إلا أن التقنيات المستخدمة ليست جديدة تمامًا.
اقرأ أيضا
list of 4 items“حيّ أم شهيد أم أسير؟”.. عائلات المفقودين في غزة تكابد آلام الانتظار (فيديو)
الاحتلال الإسرائيلي يحاصر مستشفى كمال عدوان
مقتل شخصين في مستوطنة كريات شمونة شمالي إسرائيل
وأضافت أن التكتيكات التي يُعتقد أن إسرائيل استخدمتها -دون تأكيد أو نفي رسمي- لاختراق سلسلة التوريد الدولية وزرع متفجرات في أجهزة البيجر التي طلبها حزب الله، قد تم توظيفها من قبل.
الجمع بين التقنيات بطريقة مدمّرة
الجديد، وفقا للصحيفة، هو الجمع بين هذه التقنيات بطريقة مدمّرة؛ مما يسلط الضوء على مستقبل الصراعات الدولية في زمن السلم والحرب والمناطق الرمادية بينهما.
ولن تقتصر الأهداف المحتملة على الجماعات المسلحة فقط، بحسب الصحيفة “فأجهزة الكمبيوتر والسيارات والأجهزة المنزلية الذكية أصبحت جميعها عرضة للاختراق؛ مما يجعل الأهداف المحتملة في كل مكان”.
ومثل العنصر الأساسي للعملية -زرع المتفجرات البلاستيكية في الأجهزة الإلكترونية- تهديدًا أمنيًّا منذ محاولة ريتشارد ريد، المعروف بـ”مفجر الحذاء”، تفجير طائرة في 2001.
وقالت الصحيفة إن هذا هو ما دفع إلى تطوير أجهزة الفحص الأمني في المطارات للكشف عن مثل هذه المتفجرات.
أما استخدام الأجهزة الشخصية في الاغتيالات، فليس بالأمر الجديد على إسرائيل، بحسب نيويورك تايمز، حيث سبق استخدامه ضد عناصر من حركتي حماس وفتح في التسعينيات ومطلع الألفية الثانية.
أكثر الجوانب تعقيدا
وقالت الصحيفة إن اختراق سلسلة التوريد الدولية أكثر الجوانب تعقيدًا في العملية، وهو أسلوب استخدمته الولايات المتحدة سابقًا لأغراض التجسس، كما كشفت وثائق إدوارد سنودن.
وقالت إن إنشاء شركات واجهة لخداع الأهداف أسلوب معروف، حيث يُزعم أن إسرائيل أنشأت شركة لإنتاج وبيع الأجهزة المفخخة لحزب الله. وفي 2019، أنشأ مكتب التحقيقات الفدرالي شركة لبيع هواتف “آمنة” للمجرمين بهدف التنصت عليهم.
وقالت الصحيفة إن خلاصة القول تكمن في أن سلاسل التوريد التكنولوجية أصبحت عرضة للاختراق؛ مما يجعل الجميع في دائرة الخطر، “فأي جهة يمكنها التفاعل مع هذه السلاسل قد تتمكن من تخريب المعدات أو تحويلها لأغراض التجسس أو حتى القتل”.
الأكبر عرضة للخطر
وتعد الأجهزة الشخصية المتصلة بالإنترنت، خاصة في الدول التي تعتمد عليها بكثافة مثل الولايات المتحدة، الأكثر تعرضا للخطر. فقد أثبتت تجارب سابقة إمكانية استغلال الهجمات السيبرانية لإحداث أضرار مادية، كما حدث مع فيروس “ستكسنت” الذي استهدف المنشآت النووية الإيرانية في 2010، وفقًا للصحيفة.
وكشفت وثائق مسربة من وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية عن إمكانية اختراق السيارات عن بُعد، مما قد يُستغل في عمليات اغتيال يصعب كشفها.
وقد أثبتت تجربة عملية في 2015 إمكانية السيطرة على سيارة عن بُعد أثناء قيادتها، مما يؤكد جدية هذه الأخطار، حسبما قالت نيويورك تايمز.