ماكرون يأمل “مصالحة على مستوى الذاكرة” مع الجزائر
ماذا عن “الجرح المفتوح”؟
أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أنه مصمم على “مواصلة عمل لجنة الذاكرة والحقيقة والمصالحة، مع الجزائر على خلفية الاستعمار الفرنسي، رغم التوترات، وذلك خلال لقاء مع مؤرخين، حسبما أعلن قصر الإليزيه.
وقالت الرئاسة الفرنسية، الأحد، إن ماكرون أعرب خلال اللقاء، الذي عقد الخميس في القصر، عن رغبته في نجاح العمل الذي تجريه لجنة المؤرخين الفرنسية الجزائرية، وفي “تنفيذ المقترحات الملموسة التي صاغتها اللجنة المشتركة”، حسبما ذكرت وكالة الصحافة الفرنسية.
اقرأ أيضا
list of 4 itemsتطرقت لشخصيات شهيرة.. الملاكمة الجزائرية إيمان خليف ترفع دعوى في فرنسا
جزائري الأصل يستعيد اسمه المسلم بعد 57 عاما من الإجراءات المعقدة في فرنسا
رحلة صعود تيار اليمين المتطرف في فرنسا خلال نصف قرن
“مصالحة على مستوى الذاكرة”
وأضافت أن ماكرون “يأمل أن تسمح هذه المقترحات لبلادنا بإلقاء نظرة واضحة على الماضي وبناء مصالحة على مستوى الذاكرة في المدى البعيد، في عملية تعليم ونقل للشبيبة الفرنسية والجزائرية”.
وأفاد قصر الإليزيه بأن اللقاء مع الرئيس الفرنسي ضم فقط الأعضاء الفرنسيين في لجنة المؤرخين الفرنسية الجزائرية المشتركة.
بداية اللجنة الفرنسية الجزائرية
وفي أغسطس/آب 2022، قرر الرئيس الفرنسي ونظيره الجزائري عبد المجيد تبون إعادة إطلاق العلاقات الثنائية من خلال إنشاء لجنة مشتركة من المؤرخين.
لكن هذا العمل المتعلّق بالذاكرة، الذي بدأه سابقا من الجانب الفرنسي المؤرخ بنجامين ستورا، ما زال معلقا في ظل التوترات الدبلوماسية المتكررة بين البلدين.
“جرح مفتوح”
ويُعقّد الخلاف الجديد بشأن الصحراء الغربية حل مسائل الذاكرة التي ما زالت بمثابة “جرح مفتوح” بعد مرور ستين عاما على استقلال الجزائر.
وأعلنت باريس في نهاية يوليو/تموز الماضي دعمها لخطة الحكم الذاتي المغربية لإقليم الصحراء الغربية المتنازع عليه، في ظلّ دعم الجزائر لجبهة البوليساريو المطالبة باستقلال الصحراء الغربية عن المغرب.
وكان تبون قد أشار في ذكرى يوم المجاهد (قدماء المحاربين) في 20 أغسطس، إلى الماضي الاستعماري لفرنسا التي “راهنت على إخماد ثورة الشعب بقوة الحديد والنار”، كما قال.
توترات سابقة
وشهدت العلاقة بين البلدين تدهورا في خريف 2021 بسبب تصريحات أدلى بها ماكرون، وصف فيها النظام الجزائري بأنه “نظام سياسي عسكري مبني على ريع الذاكرة التاريخية”.
وخلال عمل اللجنة المشتركة للمؤرخين، طلبت الجزائر من باريس إعادة جماجم قادة المقاومة في بداية الاستعمار، إضافة إلى قطع تاريخية ورمزية من القرن التاسع عشر.
كما طلبت الجزائر إعادة قطع هامة تعود للأمير عبد القادر (1808-1883) الذي قاد نضال الجزائريين ضد الاستعمار الفرنسي.