تعادل ربع مساحة الفاتيكان.. استعدادات لتأسيس أصغر دولة مسلمة في العالم
بداية عهد جديد
قال رئيس وزراء ألبانيا، إيدي راما، إن بلاده ستقوم بتحويل جماعة البكتاشية الإسلامية الصوفية، التي تتخذ من تيرانا مقرًا لها، إلى دولة ذات سيادة، بهدف تعزيز الاعتدال والتسامح والتعايش السلمي.
وفي حديثه أمام الأمم المتحدة قبل أيام، أشار راما إلى أن ألبانيا، وهي دولة صغيرة في منطقة البلقان الغربية، أنقذت اللاجئين اليهود من النازيين خلال الحرب العالمية الثانية وأمّنت الحماية للأفغان بعد سيطرة طالبان قبل ثلاث سنوات.
وأضاف أن الألبان يفخرون أيضًا بأنهم قدموا للعالم، الأم تيريزا، التي “جسدت حب الإنسانية”. ونقل عن الأم تيريزا قولها “ليس بمقدورنا جميعًا القيام بأشياء عظيمة، ولكن يمكننا جميعًا القيام بأشياء صغيرة بحب كبير”.
بداية عهد جديد
وأوضح أن ذلك هو مصدر إلهامهم في دعم تحويل النظام البكتاشي العالمي إلى دولة ذات سيادة في عاصمتهم تيرانا، لتكون مركزًا جديدًا للاعتدال والتسامح والتعايش السلمي.
ويبلغ عدد سكان ألبانيا 2.4 مليون نسمة، يشكل المسلمون حوالي 50% منهم، بينما يتوزع باقي السكان بين المسيحيين الكاثوليك والأرثوذكس إلى جانب مجتمعات دينية أصغر. وتُعرف البلاد بتعايشها الديني وتسامحها. ووفقًا لآخر تعداد سكاني، يشكل المسلمون البكتاشيون حوالي 10% من المسلمين في ألبانيا.
ولم يتضح على الفور كيف سيتم منح الجماعة “السيادة” قانونيًا، لكن جماعة البكتاشية اعتبرت هذه الخطوة بداية لعهد جديد يهدف إلى تعزيز التسامح الديني العالمي.
دولة على غرار الفاتيكان
وجاء في بيان للجماعة “تهدف هذه الخطوة التاريخية إلى الاعتراف بجماعة البكتاشية كدولة ذات سيادة تحكم نفسها بنفسها، ملتزمة بدعم ثقافتها التي تمتد لقرون من الاعتدال والمشاركة الروحية”.
وأضافت الجماعة أن البكتاشية ستنال سيادة مماثلة لتلك التي تتمتع بها دولة الفاتيكان، بحيث تدير شؤونها الدينية والإدارية بشكل مستقل عن ألبانيا. وسيتم منح الجنسية فقط لأعلى الأعضاء الدينيين والأشخاص المشاركين في إدارة الدولة، في حين سيتم قيادة الدولة من قبل رئيس البكتاشية، بابا موندي، ومجلس يراقب العمليات الدينية والإدارية.
وجاء في البيان “لن تسعى الدولة الجديدة إلى أي شيء سوى القيادة الروحية”.
وتعود أصول جماعة البكتاشية إلى الإمبراطورية العثمانية في القرن الثالث عشر، واكتسبت أهمية سياسية في القرن الخامس عشر عندما سيطرت الجماعة على فيلق الإنكشارية، الذي كان يشكل وحدات المشاة النخبوية التابعة للسلطان العثماني.
وبعد تأسيس الجمهورية التركية، حظر زعيمها مصطفى كمال أتاتورك، المؤسسات الدينية التي لم تكن جزءًا من مديرية الشؤون الدينية، فانتقل مقر جماعة البكتاشية إلى ألبانيا حيث بدأت في الانخراط في السياسة. وكان أحد أعضائها، إسماعيل كمال، أحد المشاركين في إعلان استقلال ألبانيا عن الإمبراطورية العثمانية في العام 1912.