حماس بذكرى “الانتفاضة الثانية”: لن نسمح بتحقيق أهداف الاحتلال الخبيثة في الأقصى
دعت إلى حشد كل الطاقات لحماية القدس من مخططات الاحتلال
دعا القيادي في حركة المقاومة الإسلامية (حماس) محمود مرداوي، جماهير الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية والقدس والداخل المحتل إلى حشد كل الطاقات الممكنة للدفاع عن المسجد الأقصى وحمايته من مخططات الاحتلال وجماعات “الهيكل المزعوم”.
وقال مرداوي، في بيان تلقت الجزيرة مباشر نسخة منه، إن “الشعب الفلسطيني وأبطال الضفة الغربية، لن يسمحوا للاحتلال بتحقيق أهدافه الخبيثة بحق المسجد الأقصى”.
اقرأ أيضا
list of 4 itemsغزة،، عام على الحرب والقصف لا يتوقف وموضوعات أخرى
نتنياهو: إسرائيل قامت بتغيير الواقع الأمني خلال عام
قصف حيفا وطبريا.. ملخص عمليات حزب الله يوم الأحد (فيديو)
“تجاوز الخطوط الحمراء”
وبيّن أن “معركة طوفان الأقصى انطلقت للذود عن المسجد المبارك، الذي يتعرض لخطر وجودي بسبب ما تعده الجماعات الاستيطانية بدعم من حكومة المتطرفين التي يقودها المجرم بنيامين نتنياهو“.
وأكد مرداوي أن الشعب الفلسطيني سيقدم كل ما يملك للدفاع عن المسجد الأقصى، ولا سيما أن الاحتلال تجاوز الخطوط الحمراء باعتداءاته عليه.
وأوضح القيادي في حماس، أن انتفاضة الأقصى التي انطلقت عام 2000 بعد اقتحام شارون للمسجد المبارك، مثلت رسالة من الشعب الفلسطيني للاحتلال بأنه لن يسمح بتهويد الأقصى مهما بلغت التضحيات.
وشدد على ضرورة التصدي لقوات الاحتلال والمستوطنين وإفشال مخططاتهم التهويدية، والدفاع عن الأقصى بكل الوسائل والأدوات وحمايته من بطش الاحتلال.
وتستعد جماعات الهيكل المزعوم، لأوسع عدوان وانتهاك لحرمة المسجد الأقصى مع بداية الشهر القادم، الذي يعد موسمًا لأعيادهم اليهودية، التي تستمر من 3 إلى 24 أكتوبر/تشرين الأول القادم، في ذروة التهديد الوجودي الذي يشهده منذ احتلاله.
“الانتفاضة الثانية”
ويوافق اليوم السبت، الثامن والعشرين من سبتمبر/أيلول، الذكرى الـ24 لاندلاع الانتفاضة الثانية “انتفاضة الأقصى”، التي ارتقى خلالها ما يقرب من 4500 شهيد، وأصيب أكثر من 50 ألفا.
وكانت الشرارة التي أطلقت الانتفاضة، هي زيارة زعيم حزب الليكود المتطرف آنذاك أرييل شارون لباحات المسجد الأقصى، مدعومًا بحراسة مشددة لم تشهدها القدس من قبل، حيث رافقه نحو 3 آلاف من شرطة الاحتلال والمخابرات والحرس، لتندلع مواجهات عنيفة بين مئات الفلسطينيين الذين هبّوا لطرد شارون وقواته، وقد امتدت تلك المواجهات إلى كل فلسطين، وأصبحت في ساعات قليلة “الانتفاضة الثانية”.
واندلعت الانتفاضة، بعد أسبوعين من المفاوضات التي عقدت في منتجع كامب ديفيد بدعوة من الرئيس الأمريكي الأسبق بيل كلينتون، ومشاركة الرئيس الراحل ياسر عرفات، ورئيس وزراء الاحتلال الأسبق إيهود باراك. وبعد عدم التوصل إلى حل سلمي للصراع مع الاحتلال الإسرائيلي، اندلعت “انتفاضة الأقصى”.
الاحتلال من ناحيته صعّد المواجهة، فقتلت طائراته الناشط البارز في حركة فتح حسين عبيات، وذلك بتاريخ التاسع من أكتوبر/تشرين الثاني، بقصف سيارته بالصواريخ في مدينة بيت لحم، ليكون ذلك بداية لسلسلة اغتيالات الاحتلال للنشطاء الميدانيين وقادة الفصائل والعمل الوطني، وكان أمين سرّ حركة فتح في مدينة طولكرم ثابت ثابت، الهدف الثاني للاغتيال بعد عبيات.
لاحقا ازدادت وتيرة اغتيالات الاحتلال، وشملت معظم الفصائل الفلسطينية وقادتها، وأبرزهم: الزعيم الروحي لحركة حماس أحمد ياسين، وخلفه عبد العزيز الرنتيسي، والأمين العام للجبهة الشعبية أبو علي مصطفى، ومئات النشطاء البارزين من مختلف تنظيمات المقاومة.
ولعل من أبرز أحداث الانتفاضة اجتياح 2002، التي أطلق عليه جيش الاحتلال عملية “السور الواقي”، حيث دخلت دبابات الاحتلال مدينة رام الله في أواخر مارس/آذار، وحاصرت مقر الرئيس عرفات، وكنيسة المهد، وأبعدت المقاتلين الذين تحصّنوا داخلها إلى غزة والأردن ودول أوروبية. وأعادت إسرائيل آنذلك اجتياح جميع مدن الضفة الغربية.
وارتكب الاحتلال خلال الاجتياحات العديد من المجازر بحق المدنيين، أبرزها: مجزرة مخيم جنين، الذي صمد أكثر من أسبوعين في وجه آلة القتل والخراب الإسرائيلية، ودمر الاحتلال البنى التحتية وقطع أوصال المدن والمناطق الجغرافية بالحواجز والسواتر الترابية، ووصلت أعداد الشهداء إلى المئات والجرحى إلى الآلاف، ودمرت مئات المنازل والمنشآت والمركبات.
وكان من أشد نتائجها خرابا، بناء جدار الفصل والتوسع العنصري، الذي يبلغ طوله 728 كم، ويلتهم 23% من أراضي الضفة الغربية، ويفصل 36 قرية فيها 72000 مواطن عن أراضيهم الزراعية، ويقسم الضفة الغربية إلى كنتونات منفصلة، وقد ضمّ الاحتلال 11 قرية فلسطينية فيها 26 ألف نسمة إلى أراضي الـ48.