مقال بـ”فورين أفيرز”: هذه أفضل طريقة لمنع “حريق إقليمي” بعد اغتيال نصر الله
“دبلوماسية مكوكية” في مواجهة “البطة العرجاء”
قال أندرو ميلر، نائب مساعد وزير الخارجية الأمريكي السابق للشؤون الإسرائيلية الفلسطينية، إن الولايات المتحدة بحاجة إلى استراتيجية جديدة لتجنب كارثة أعظم في الشرق الأوسط، مؤكدًا أن “الدبلوماسية المكوكية” لا بد أن تكون مدعومة بضغوط حقيقية.
وأضاف ميلر في مقال نشرته مجلة (فورين أفيرز) الأمريكية أنه على الرغم من اعتقاد القادة الإسرائيليين أن تكثيف العمل العسكري من شأنه أن يدفع حزب الله إلى التراجع، فإن هذا النوع من استراتيجية “التصعيد من أجل التهدئة” نادرًا ما يحقق النتائج المرجوة.
اقرأ أيضا
list of 4 itemsالتايمز: لماذا لا يبدو أن إسرائيل قادرة على قتل السنوار؟
أبو عبيدة يعلق على عملية “المقاومة الإسلامية في العراق” ضد إسرائيل
عام على الحرب الإسرائيلية على غزة.. تسلسل زمني لأبرز الأحداث
وأشار ميلر، الذي استقال على خلفية موقف الإدارة الأمريكية من الحرب الإسرائيلية على غزة في يونيو/حزيران الماضي، إلى أنه من غير المرجَّح أن يتغير موقف حزب الله بشأن ربط وقف هجماته على إسرائيل بإيقاف الحرب في غزة، في أعقاب اغتيال إسرائيل لنصر الله، موضحًا أن أفضل طريقة لمنع اندلاع حريق إقليمي أكبر هي وقف إطلاق النار في غزة.
“بطة بايدن العرجاء”
وتابع ميلر أن نافذة التوصل إلى اتفاق تُغلَق بسرعة قبل الانتخابات الرئاسية الأمريكية في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل، مبيّنًا أن وضع بايدن كـ”البطة العرجاء” بعد الانتخابات الرئاسية سيقلل من نفوذه الدولي.
ولفت إلى أن الولايات المتحدة بحاجة إلى القيام بـ”دبلوماسية مكوكية” أكثر استباقية بهدف إنهاء الحرب في الأسابيع القليلة المقبلة، مشيرًا إلى “فشل” الدبلوماسية المضنية وسياسة الصبر التي تنتهجها الإدارة الأمريكية في دفع إسرائيل وحماس وخاصة قادتهما “المتمردين” إلى اتفاق.
ونوّه ميلر إلى أنه يجب على بايدن أن يرسل على الفور وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن إلى المنطقة، للقيام برحلات مكوكية بين إسرائيل ومصر وقطر لأكبر عدد ممكن من الأيام اللازمة، لسد جميع الفجوات المتبقية في اتفاق وقف إطلاق النار في غزة. وأضاف “سوف يتطلب هذا الهدف أن تكثف واشنطن ضغوطها السياسية والدبلوماسية والعسكرية على نتنياهو“.
“الدبلوماسية المكوكية” هي الحل
وأوضح أن هذا الشكل من الدبلوماسية تم تصميمه لإجبار المتحاربين على الاختيار بين تقديم تنازلات صعبة، وقول “لا” لمسؤول على مستوى مجلس الوزراء الأمريكي مع عواقب سلبية واضحة، وتابع “الدبلوماسية المكوكية أكثر فعالية عندما تكون مصحوبة بعواقب واضحة لعدم الامتثال”.
وبيَّن ميلر في مقاله أن عدم القدرة على الوصول إلى زعيم حماس يحيى السنوار، الذي سيكون صانع القرار النهائي بشأن أي اتفاق والحدود التي تفرضها الولايات المتحدة على حماس، من شأنها أن تجعل مهمة الدبلوماسية المكوكية أكثر صعوبة.
وأضاف “الضغط السياسي الذي قد يولّده بلينكن من خلال التنقل بين مصر وإسرائيل وقطر هو المطلوب إذا كانت الولايات المتحدة تريد أن يكون لها أي أمل في كسر الجمود. أما بايدن فهو في وضع أفضل لامتصاص التكاليف السياسية لدبلوماسية المكوك الفاشلة، مقارنة بأي من خلفائه المحتملين مع عدم بقاء المزيد من الوقت حتى الانتخابات”.
تكثيف الضغوط على السنوار
ميلر في مقاله أوضح أيضًا أنه سيجب على بلينكن إقناع نتنياهو بأن لديه ما يخسره برفض الولايات المتحدة، إذ قد تهدد إدارة بايدن علنًا بوصف نتنياهو بأنه “خطر على الشراكة الأمريكية الإسرائيلية” أو التعبير بوضوح في خطاب رئيسي عن فقدان الثقة في تعامله مع الحرب.
وأضاف “يجب على بايدن وبلينكن أن يهددا بحجب أنظمة الأسلحة الإضافية بجانب القنابل التي تزن 2000 طن التي أدت إلى وقوع إصابات بين المدنيين في غزة، والتي تُعَد غير ضرورية لأمن إسرائيل مثل قذائف الفوسفور الأبيض”.
ورأى ميلر أن واشنطن سوف تضطر إلى العمل مع الوسطاء العرب لتكثيف الضغوط على السنوار، بما أن الدبلوماسيين الأمريكيين لا يتفاعلون بشكل مباشر مع قادة حماس.
وذهب ميلر في مقاله إلى أنه من الأهمية بمكان أن تصر الولايات المتحدة ومصر وقطر على أن يفوض زعيم حماس سلطة التفاوض لشخص خارج غزة، لتسهيل التحركات المكوكية للولايات المتحدة، مؤكدًا أن تمكين مسؤول حماس الموجود في الدوحة أو القاهرة، من شأنه أن يسمح لبلينكن بتأمين ردود فعل وإجابات موثوقة من حماس عبر قطر ومصر.