“أمنيتي الوحيدة زيارة قبر أبي”.. حكاية 5 بنات صغيرات في غزة مع الحرب والنزوح (شاهد)

“الحياة لا تُحتمل من دون والدينا”

خمس بنات يعشن بلا أب ولا أمّ، ويواجهن ويلات الحرب والنزوح في غزة وحدهن، حيث ترعاهن أختهن الكبرى آلاء أبو طعيمة (15 عامًا) في ظل حياة مليئة بالصعوبات والآلام، بعدما استشهد والدهن الذي كان العائل الوحيد للأسرة، أما الأم فتعيش في مكان آخر عقب الانفصال عن زوجها قبل الحرب.

وعن تفاصيل استشهاد الأب، قالت الطفلة تالا أبو طعيمة، البالغة 12 عامًا للجزيرة مباشر “أول شيء، انتقلنا إلى مدرسة في رفح وبقينا أسبوعًا هناك، بعد ذلك، ذهب والدنا لجلب المال الذي نحتاجه، لكنه استشهد في خان يونس، ولم نتمكن من العثور عليه، وبحثنا عنه 7 أشهر حتى أخبرنا أحدهم بأنه دفن في مقابر جماعية”.

“الحياة لا تُحتمل من دون والدينا”

وأضافت تالا للجزيرة مباشر “الحياة أصبحت لا تُحتمل من دون والدينا، والآن نحن نعيش في مخيم بركة للأيتام بمواصي خان يونس”، مشيرة إلى أن أختها الكبرى هي المسؤولة عنهن.

وأوضحت الفتاة الصغيرة أنهن يجدن معاناة في الحصول على الطعام والشراب، الأمر الذي يدفعهن إلى الاعتماد على المساعدات والتكيات، وقالت “كنا نعيش مع عائلتنا، لكننا الآن بلا مصدر دخل”.

وتحدثت شقيقتها أسيل أبو طعيمة، التي تبلغ 14 عامًا، عن تحديات الحياة اليومية فقالت “الحياة صعبة للغاية بعد فقدان والدينا، ونحصل على غذائنا من التكيات، ونشعر بعبء كبير عندما نحمل الطعام إلى المنزل”.

الأمم المتحدة تحذر من أن غزة على وشك المجاعة
الأمم المتحدة تحذر من أن غزة على وشك المجاعة (رويترز)

“الليل مخيف جدا”

وتابعت “الليل مخيف جدًّا بسبب الأصوات المرعبة للقصف، ونتمنى لو كان هناك من يمد لنا يد الاحتضان”.

في السياق ذاته، أكدت الأخت الكبرى ألاء أبو طعيمة، صعوبة وضعهن قائلة “أنا الآن المعيلة الوحيدة لأخواتي، الحياة صعبة جدًّا بعد فقدان والدنا، وكل ما نسمع عن تسجيلات للمساعدات نذهب للتسجيل فيها، ولكن لا نجد أي دعم مادي”.

أما عن معاناتها في رعايتها لأخواتها الأربع الصغيرات، فتقول “أضطر للقيام بكل شيء، من التنظيف إلى الطبخ، الشعور بأني أربي أربع أخوات في ظل هذه الظروف هو شعور مؤلم للغاية”.

الأمنية الوحيدة

أما أختهن الصغيرة رهف (9 سنوات) فتلخّصت أمنيتها في أن تزور قبر والدها، حيث قالت “نفسي أزور قبر أبي وأشعر بالفقدان من بعده”، في حين تجلس الأخت الصغرى ديما (7 سنوات) في أحضان أخواتها بحثًا عن الأمان المفقود في ظل حرب إسرائيلية مستعرة لا ترحم كبيرًا ولا صغيرًا.

ويتواصل العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة منذ عملية طوفان الأقصى في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي؛ مما أدى إلى استشهاد أكثر من 40 ألف فلسطيني، معظمهم من الأطفال والنساء والمدنيين، وتدمير البنى التحتية لعموم القطاع، ومجاعة كارثية بسبب الحصار الخانق الذي اشتد منذ بداية الحرب.

المصدر : الجزبرة مباشر

إعلان