36 شهيدا في الضفة.. الاحتلال ينسحب من جنين وطولكرم بعد عملية استمرت 10 أيام

انسحبت قوات جيش الاحتلال، فجر اليوم الجمعة، من مدينة جنين ومخيمها وطولكرم شمالي الضفة الغربية بعد 10 أيام من العدوان العنيف والمتواصل الذي أودى بعشرات الشهداء والجرحى، وخلف دمارا واسعا.

واستشهد 21 فلسطينيا، من بينهم أطفال ومسنون، كما أصيب آخرون بعضهم بجروح خطيرة، في عدوان الاحتلالً على محافظة جنين، الذي وصِف بـ”الدموي والأعنف منذ عام 2002″.

حصيلة صادمة

وقال الدفاع المدني الفلسطيني إنه وَفق تقييم الأضرار الأوّلي، فإن أكثر من 25 كيلومترا من شوارع أحياء ومخيم جنين قد دمرتها قوات الاحتلال خلال عملياتها في المدينة.

وخلفت العملية العسكرية في جنين وطولكرم وطوباس ومخيم الفارعة 36 قتيلا و150 مصابا، حسب إحصاءات وزارة الصحة الفلسطينية.

من جانبها تصدت فصائل المقاومة الفلسطينية بمختلف تشكيلاتها لقوات الاحتلال في مدن شمال الضفة الغربية واستهدفت آلياتها وأفرادها وأوقعت بها الخسائر، وأصدرت بيانات بهذا الخصوص.

وقال جيش الاحتلال في بيان، اليوم، إن قواته غادرت مدينة جنين ومخيمها بعد عشرة أيام متتالية من القتال، مشيرا إلى أنها “أطول فترة قتال متواصلة هناك منذ عملية الجدار الواقي”، حسب ما ذكر.

ونقلت هيئة البث الإسرائيلية الرسمية عن مصادر في الجيش أن “العملية لم تنتهِ بعد وسيتم استئناف النشاط حسب الحاجة”.

من جانبهم، أعرب مواطنون عن مخاوفهم من عودة قوات الاحتلال لاقتحام المدينة ومخيمها بعد انسحابها وانتشارها على الحواجز العسكرية المحيطة، كما حدث في مرات عديدة سابقة.

دمار واسع

وخلّف الاحتلال في جنين أضرارا كبيرة في البنية التحتية، إذ دمرت الجرافات العسكرية الإسرائيلية شوارع رئيسية ونبشت شبكات المياه والصرف الصحي، واقتلعت أعمدة كهرباء وهدمت منازل ودمرت مركبات.

وفجر 28 أغسطس/آب الماضي، بدأ الجيش الإسرائيلي عملية عسكرية واسعة شمال الضفة طالت مدن جنين ومخيمها، وطولكرم ومخيميها، ومدينة طوباس ومخيم الفارعة.

ومنذ ذلك، ينفّذ الجيش اقتحامات وانسحابات متكررة في محافظتي طولكرم وطوباس، وعمليات قتل واعتقالات بين الفلسطينيين، وشهد مخيم جنين عمليات مداهمة وتفجير منازل واعتقالات وتحقيقات ميدانية.

ومنذ بدء حربه على غزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وسّع الجيش الإسرائيلي عملياته وصعّد المستوطنون اعتداءاتهم بالضفة ما أسفر عن استشهاد 691 فلسطينيا وإصابة 5 آلاف و700 شخص واعتقال ما يزيد على 10 آلاف شخص.

الانسحاب من محيط المستشفى

وفي السياق انسحبت قوات الاحتلال الاسرائيلي بعد منتصف ليل الجمعة، من محيط مستشفى جنين الحكومي، ومستشفى ابن سينا.

ونقلت وكالة الأنباء الفلسطينية عن شهود عيان قولهم إن آليات الاحتلال انسحبت من أمام بوابة مستشفى جنين الحكومي، وعمارة الريان خلف المستشفى التي اتخذها جنود الاحتلال ثكنة عسكرية ومركز عمليات عشرة أيام.

وانسحبت آليات الاحتلال من أمام بوابة الطوارئ لمستشفى ابن سينا، الذي كان محاصرا منذ اليوم الأول للعدوان على جنين.