محافظ حماة السابق يكشف للجزيرة مباشر كواليس “شعار” دفع الأسد لعزله في 2011 (فيديو)
“يسقط أبو حافظ ويعيش المحافظ”
في الثاني من يوليو/تموز عام 2011 أعلن التلفزيون السوري أن الرئيس بشار الأسد أصدر مرسومًا يقضي بإعفاء محافظ حماة أحمد خالد عبد العزيز من مهامه عقب مظاهرات حاشدة تطالب بإسقاط نظام بشار الأسد شارك فيها ما يقارب نصف مليون شخص.
وفي لقائه مع الجزيرة مباشر، قال عبد العزيز إن “النظام السوري البائد، هو نظام أمني بامتياز لا مثيل له في العالم باستثناء بعض الأنظمة الشمولية مثل كوريا الشمالية وبعض الأنظمة في قارة إفريقيا”.
اقرأ أيضا
list of 4 itemsالخارجية القطرية: نعمل على صياغة المرحلة الثانية من اتفاق غزة (فيديو)
الشرع يوجه خطابا إلى ترامب بعد تنصيب الأخير رئيسا للولايات المتحدة
وزير الدفاع السوري يرفض اقتراحا ببقاء المسلحين الأكراد كتلة واحدة داخل الجيش
وقال “الطائفة الحاكمة سابقًا في سوريا هي ليست الطائفة العلوية كما يشاع بل هي الطائفة الأسدية أو طائفة النظام التي تتضمن أسوأ شخصيات من كل مكوّن سوري إلا ما ندر، إلا ما رحم ربي”.
وتابع “بالتالي الطائفة الحاكمة هي الطائفة الأسدية وليس الطائفة العلوية الكريمة التي اتخذ منها بشار الفار درعًا بشريًّا واستغل شبابها بالتطوع كعناصر أمنية عسكرية لحمايته، دون أن يؤمن لها مصادر العيش الكريم كإقامة المشاريع مثلا والمعامل في ريف طرطوس واللاذقية”.
النظام الأمني
وأضاف عبد العزيز أن “نظام بشار حاقد بكل معنى الكلمة، على كل من يعارضه حتى الموت، من بشر أو حجر، مثلًا المعارض يُعتقل ويرمى في السجن ويعذب حتى الموت، أو يترك بزنزانة دون أكل إلا من النزر اليسير ويبقى على حاله حتى يموت جوعًا، ولا سقف للتعذيب في سجون النظام”.
العزل من المنصب
وحول قصة عزله من منصبه، قال عبد العزيز “أنا تكفلت بالمتظاهرين، وقلت سأقنعهم ألا ينزلوا إلى الساحة، وما يعملوا مشاكل وما يعملوا تخريب إلى آخره، ولكن الأمن لم يقبل بهذه السياسة المرنة أو سياسة التفاوض مع المتظاهرين”.
وتابع “في صبيحة الأول من يوليو كانت هناك مظاهرات دائمة تهتف بإسقاط النظام وترفع شعار (يسقط أبو حافظ ويعيش المحافظ)، هذه المظاهرة عندما كانت تمر أمام مكتب المحافظة، تهتف بهذا الهتاف، أنا كنت بالمكتب وبجواري رئيس مكتب الأمن الوطني، قلت له أنا أضع نفسي تحت تصرف القيادة، أنا بعرف أنه في حال وجود جماهير تهتف باسم وتسقط الرئيس يعني هذا الشيء من المحرمات، فالمسألة صارت خطيرة”.
واستطرد “إلى أن جاءت جمعة (ارحل)، كان هناك مئات الآلاف في الساحة، فطلب مني مدير مكتب الأمن الوطني أن نحفر الساحة ونسويها مرآب حتى نعطل وصول المتظاهرين إلى الساحة”.
وأضاف “قلت إن هذه المسألة بدها اعتماد وبدها سؤال، فما ما مشي الحال الجماهير، ولأن عنوان الجمعة كان جمعة ارحل، بدلًا من قيام النظام بالرحيل، رحل المحافظ”.
وقال “أنا لا أستطيع أن أتصور أنه والله تعذيب إنسان حتى الموت أو قتله جوعًا أو قتله برصاصة رأس عن طريق القناصات، فكان الشعب يلمس هذا الاهتمام، أنا عملت مبادرة (منتدى الحوار الحموي)، فيها نلتقي بالناس ونروح عند الناس، ونشرح لهم لأنني كنت خايف عليهم كثيرًا، وبالتالي صار في ثقة بيني وبين الشعب، أنا كنت أمشي بين الشعب بدون أي خوف، كنت أخاف من المخابرات وليس من الشعب”.
“سقوط بشار كان حتميا”
وتابع عبد العزيز “سقوط نظام بشار كان حتميًّا، يعني ما في شك في سقوطه لأن الظلم في الدولة هو مثل السرطان بجسم الإنسان، قد يقاوم جسم الإنسان شهورا قد يقاوم سنين، لكنه ينتهي، الظلم أيضًا في الحكم ينهي النظام ولو بعد حين، بشار الفار خان مؤيديه، خان عائلته، رب العالمين حب أن يذله”.
مرحلة ما بعد الأسد
وقال “نحن الآن في مرحلة إعادة إنتاج السلطة ولكن لا نملك ترف الوقت، نحن عندنا دستور 1920، وعندنا دستور 1950 الذي كان نتيجة جمعية تأسيسية منتخبة، وعندنا دستور 2012، العبرة في تطبيق الدستور، كل الدساتير تحكي بمبدأ سيادة القانون ومبدأ الفصل بين السلطات، ومن خلال جمعية خبراء دستوريين قانونيين نسلمهم المهمة، واجتماع دائم مفتوح حتى يطلعوا بنتيجة، ولا ننتظر 3 سنوات حتى يتم وضع دستور أو 4 سنوات حتى يتم إجراء انتخابات”.