هآرتس تفضح جنرالا إسرائيليا استعان بأشقائه لتنفيذ “مهمة جنونية” في غزة

عصابة هدم

جنود الاحتلال الإسرائيلي خلال عملية عسكرية في غزة -14 مايو (الفرنسية)

نشرت صحيفة هآرتس الإسرائيلية تحقيقًا، يسلط الضوء على سلوك العميد يهودا فاخ، قائد الفرقة 252 المدرعة في الجيش الإسرائيلي، الذي نُسبت إليه قرارات فردية أدت إلى تنفيذ عمليات إبادة وتهجير للفلسطينيين في غزة.

“عصابة هدم”

وكشف التحقيق، الذي نشرته الصحيفة أمس الثلاثاء، أن فاخ سمح لشقيقه جولان بتشكيل “عصابة هدم” خارج نطاق الجيش، كانت تعمل على تدمير المنازل الفلسطينية في القطاع.

وتقول الصحيفة إن فاخ أجرى ترتيبات غريبة عند تسلمه قيادة الفرقة في أغسطس/آب الماضي، حيث سمح لأشقائه بدخول غزة والتعامل معهم على أنهم “شخصيات مهمة”، متجاوزًا الإجراءات الأمنية المعتادة.

ووفقًا لشهادات ضباط، فإن جولان، الذي شغل منصب عقيد في قوات الاحتياط، قام بتشكيل وحدة هدفها تدمير غزة. وتمت الإشارة إلى أن هذه القوات كانت تعمل بدون إشراف أو معرفة قيادة الفرقة 252.

مشاهد جوية للدمار في مدينة الزهراء وسط غزة
مشاهد جوية للدمار في مدينة الزهراء وسط غزة (الجزيرة مباشر)

“مهمة جنونية”

وبينما كثّف الجيش الإسرائيلي عمليات الهدم في محور نتساريم، نشطت جهة غير رسمية تعمل وفق أهداف خاصة بتوجيه من فاخ. وكان الهدف المعلن تدمير المباني الفلسطينية بأسرع وقت ممكن، دون معايير واضحة للاختيار. ووفقًا لشهادات الجنود، كان الفريق يتنقل من منزل إلى آخر بهدف تسوية المنطقة بالأرض.

ونقلت الصحيفة عن جندي احتياط، كان ضمن فريق مكلف بحماية تلك القوة، قوله “كانت مهمتهم بالكامل تتمثل في تسوية غزة بالأرض بأسرع وقت ممكن، هذا ما كانوا يفعلونه طوال اليوم”.

وعن أعضاء قوة الهدم هذه، قال الجندي ذاته “كانوا أشخاصا مشحونين بالكراهية، مزيجا من جنود ومدنيين، معظمهم متدينون. شعروا بأنهم في مهمة جنونية واعتبروا ذلك شرفا عظيما لهم”.

من الحوادث المثيرة التي وقع فيها جولان دخوله نفقًا في غزة دون اتخاذ التدابير الأمنية المناسبة؛ مما أدى إلى انهيار النفق عليه وإصابته. وبعد الحادث تقرر حل “قوة الهدم”.

دمار هائل في شمال غزة (الجزيرة مباشر)

خطة الجنرالات

وتطرق التحقيق أيضا إلى السلوك المتهور لفاخ الذي أدى إلى مقتل جنود تحت إمرته، ووفقا لشهادات ضباط من الفرقة 252، قُتل 8 جنود بين 17 و28 أغسطس الماضي عندما قرر فاخ دخول حي الزيتون جنوب مدينة غزة، في إطار محاولاته المستمرة للوصول إلى مواقع أبعد نحو الشمال، دون التخطيط الميداني الكافي. وهو ما أدى إلى انفجارات وهجمات مسلحة أودت بحياة أولئك الجنود.

التحقيق أشار أيضًا إلى أن فاخ كان يخطط لتهجير سكان شمال غزة وفقًا لخطة “اللواءات” التي اقترحها غيورا أيلاند، الرئيس السابق لمجلس الأمن القومي الإسرائيلي، والتي كانت تهدف إلى إعادة احتلال غزة بشكل تدريجي.

لكن التحقيق لم يكشف مصير الجنرال الإسرائيلي أو أشقائه، وما إذا كانوا تعرضوا للمساءلة القانونية أم لا.

المصدر : الأناضول + الجزيرة مباشر

إعلان