وزير الكهرباء السوري يكشف ما خلّفه نظام الأسد ويطرح خطة تطوير من 3 مراحل (فيديو)
20 سنة من التدمير الممنهج
أكد وزير الكهرباء في حكومة تصريف الأعمال السورية، المهندس عمر شقروق، أن هناك العديد من التحديات التي تواجه شبكة الكهرباء في البلاد، سواء على مستوى القدرة والاستطاعة أو على مستوى البنية التحتية.
وقال في لقاء مع الجزيرة مباشر، إن هناك نقصًا في توريدات الوقود ونقصًا في الغاز الذي تحتاج إليه محطات التوليد، موضحًا أن محطات التوليد في سوريا بعضها يعمل بالغاز الطبيعي، وبعضها يعمل بالفيول، وأكد أن محطات التوليد في سوريا معظمها خارج الخدمة، وحتى التي تعمل منها تعمل بأدنى مقومات العمل، وهناك كثير منها خارج الخدمة، وكثير منها انتهى عمرها الافتراضي.
اقرأ أيضا
list of 4 itemsأحمد الشرع يستقبل رئيس الوزراء القطري في دمشق
إمبراطورية “البعث”.. ما مصير الجيش والأمن والتشكيلات الحزبية في سوريا؟
مجندون سابقون في نظام الأسد يروون كيفية معاملة الإدارة السورية الجديدة لهم (فيديو)
20 سنة من التدمير الممنهج
وأضاف أن “النظام خلال فترات حكمه ما كان يعمل لتطوير البنية التحتية، والناظر لحال شبكة الكهرباء السورية يرى أن النظام من 2005 لم يقم بأي تطوير للبنية التحتية، ولم يحدّث محطات التوليد”.
وأوضح أن معظم شبكات الكهرباء في العالم تحتاج سنويًّا إلى القيام بما يسمى “تطوير استطاعة” تقوم من خلاله الدولة بتجديد محطات التوليد حتى تواكب هذه الاستطاعة، وفي 2010 كان هناك بداية أزمة في الطاقة الكهربائية، وبدأت في المناطق الريفية لأن التوليد كان غير كاف لاحتياجات الشبكة، مردفًا “النظام كان مقصرًا من قبل، وليست الثورة السبب”.
وتابع “مع بداية الثورة، كانت حجة جديدة للنظام فأهمل قطاع الكهرباء بشكل كامل، فلم يقم بأي تجديد للبنى التحتية بالنسبة للتوليد، وبالنسبة لمحطات التحويل وخطوط نقل القدرات، وخطوط التوترات العالية، ومحطات التحويل مدمرة، وتعمل بدون حمايات، كما بها توترات عالية، خطوط بدون حماية، وهذا أمر خطير جدا، لأن أي خلل يمكن أن يتسبب بأضرار كبيرة في المحطة بشكل كامل”.
واستطرد “حتى إذا امتلكنا القدرة الكاملة التي تحتاجها سوريا للتغذية 24 على 24، لن تستطيع خطوط النقل الموجودة التي استلمناها ومحطات التحويل الموجودة أن تمد المواطنين بالاستطاعة اللازمة”.
وزاد “إذا افترضنا أننا قمنا بحل مشكلة الوقود، وحل مشكلة التوليد، وامتلكنا الاستطاعة الكافية لسوريا، فإن خطوط النقل وخطوط التوترات العالية، وخطوط التوزيع ومحطات التحويل الرئيسية لن تستطيع ولن تكون كافية على تحمل هذه الاستطاعة نتيجة التدمير الممنهج الذي قام به النظام”.
وقال إن “محطات الجهود المنخفضة تقوم بتحميل شديد على الشبكة، الكثير من اللوحات بدون حماية، لوحات بدون قواطع، الخطوط لا تتحمل، والنتيجة أن الكهرباء تأتي 10 دقائق 20 دقيقة ثم تفصل”.
وأضاف “نحن ننظر للجغرافية السورية نظرة واحدة، من أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب، ومن الساحل حتى أقصى الشرق، الجميع في سوريا واحدة، نحاول التوزيع العادل، الآن الكمية المتوفرة نوزعها على المحافظات قدر الإمكان، ونحاول أن يكون هناك عدل في التوزيع”.
حصة المواطن ساعتان فقط
وقال شقروق إن “جميع المحافظات السورية تعاني من أزمة في الكهرباء، وحصة المواطن ساعتا تغذية خلال اليوم، وهو أمر معيب ومؤسف، ولكن هذا هو الواقع الذي تركه النظام، ونحن نحاول تحسين هذا الواقع في العاصمة وباقي المناطق”.
خطة من 3 مراحل
وقال شقروق إن “مشكلة الكهرباء تحتاج إلى بنية تحتية، إلى تجهيز، وتهيئة، وفترة زمنية حتى تستطيع أن تلبي الاحتياجات، وقد جاء وفد تركي وطرح المساعدة، وعرضنا عليهم، وعلى الوفود الصديقة والشقيقة التي زارت سوريا الخطة التي نفكر فيها، والتي قسمناها إلى ثلاث مراحل”. وفصّل تلك المراحل قائلًا:
المرحلة الأولى: مرحلة الطوارئ، أو الحلول الإسعافية، التي أستطيع بها أن أرفع قدرة التغذية إلى 8 ساعات، خلال شهر أو شهرين، من خلال رفع القدرة على التوليد.
المرحلة الثانية: مداها الزمنى 3 سنوات، وتستهدف تلبية الاحتياجات 24 ساعة، من خلال العمل على تطوير البنية التحتية في المناطق التي دمرها النظام بشكل كامل سواء في ريف حلب أو ريف إدلب أو ريف دمشق، وإعادة تأهيل البنية التحتية في هذه المناطق حتى يستطيع الأهالي العودة إلى مدنهم وقراهم.
المرحلة الثالثة: وتمتد من 7 إلى 10 سنوات، وهدفها الكبير العودة بسوريا إلى المكانة التي تستحقها وتشجيع المستثمرين والاقتصاديين على العودة إلى سوريا، من خلال العمل على مضاعفة الاستطاعة والقدرات الكهربائية السورية، وإعادة النظر في خرائط محطات التوليد وأعدادها، وفق خطة تمتد مبدئيًّا حتى 2030، حتى نكون جاهزين لتلبية الاحتياجات الجديدة.