نديم خان.. محامٍ يدافع عن المسلمين في الهند ويواجه حملة كراهية شرسة (شاهد)

قصة مؤلمة

يواجه الناشط الحقوقي الهندي، نديم خان، ضغوطًا متزايدة من قبل الحكومة الهندية، حيث تسعى الشرطة إلى توقيفه بتهم تتعلق بـ”الدعوة إلى الكراهية”، في وقت يواصل فيه تقديم الدعم القانوني والمالي لعدد من المسلمين الذين تم سجنهم ظلمًا في الهند.

ويعد خان أحد أبرز المدافعين عن حقوق الإنسان في البلاد، إذ يدير جمعية “حماية الحقوق المدنية”، التي تشتهر بتسجيل جرائم الكراهية ضد المسلمين وتقديم المساعدة القانونية للمتضررين من وحشية السلطات.

وكانت شرطة دلهي قد وجهت في ديسمبر/كانون الأول الماضي، اتهامات لنديم خان تتعلق بجريمة عقوبتها أقل من 3 سنوات، في وقت كان يسعى فيه لحماية حقوق الضحايا الذين يعانون القمع على يد السلطات، وقال أنصاره إن تلك الاتهامات جزء من محاولة لإسكاته.

ضغوط الهندوس المتشددين

ووفقًا لأنصار خان، فإن محاولات الشرطة لاحتجازه تأتي بسبب ضغوط الهندوس المتشددين، وهو ما يراه بعض المتابعين محاولة لإسكات الأصوات التي تدافع عن حقوق المسلمين.

وفي المقابل، يقول خان إنه سيظل يرفع صوته ضد انتهاكات حقوق الإنسان في الهند، مؤكدًا أنه لن يتراجع عن دعم المتضررين من قمع السلطات.

وفي تصريحات، للجزيرة مباشر، عبر خان عن قلقه من الظروف القانونية التي يعيشها المسلمون في السجون، مشيرًا إلى أن نسبة المسلمين في السجون تتضاعف مقارنةً بنسبتهم في المجتمع المدني، وفقًا لسجل حكومي لعام 2021، حيث شكل المسلمون ما يقرب من 30% من جميع المعتقلين في السجون الهندية، على الرغم من أن نسبة المجتمع المسلم في الهند تبلغ 14.2% فقط.

فئات مهمشة

ووفقًا لخان، يعود ذلك إلى ضعف قدرة المسلمين على الدفاع عن أنفسهم قانونيًّا، نتيجةً لانتمائهم إلى فئات اجتماعية مهمشة وعجزهم عن دفع تكاليف الدفاع القانوني؛ مما يسهّل على السلطات توريطهم في قضايا ملفقة.

ويوضح خان أن هناك العديد من السجناء المسلمين الذين يُزج بهم في السجون بسبب اتهامات غير صحيحة، ويظل العديد منهم محتجزين سنوات طويلة بسبب عدم قدرتهم على دفع غرامات مالية بسيطة. ويصف النظام القضائي الحالي بأنه يشكل منظومة غير عادلة، حيث يتم انتهاك حقوق المسلمين في غياب الدعم القانوني.

ويتابع خان عمله من خلال جمعية “حماية الحقوق المدنية” التي تسعى لتوفير الدعم القانوني لضحايا القمع، ولا سيما أولئك الذين تم اتهامهم في قضايا ملفقة، إذ يقدم خان وزملاؤه التماسات إلى المحكمة لمنع تجريف منازل المسلمين في بعض المناطق، كما يتابع قضايا المسلمين الذين وُرِّطوا في جرائم كراهية زائفة.

ويتم دعم هذه القضية من خلال شبكة كبيرة من المحامين الذين يزيد عددهم على ألف محامٍ، والذين يتطوعون للعمل على هذه القضايا؛ مما يعكس التزامهم بالقيم الإنسانية والاجتماعية.

(الجزيرة مباشر)

قصة مؤلمة

ورغم حملات التشويه، يواصل خان تعزيز موقفه باعتباره مدافعًا عن حقوق الإنسان والقيم الأساسية التي يعتمد عليها الدستور الهندي، الذي يضمن “البراءة حتى تثبت الإدانة”، ويؤكد خان أن “الدستور الهندي ونظام العدالة يتيحان لنا دعم المتهمين”.

ويروي آصف تنها، وهو سجين سابق تم إطلاق سراحه بكفالة بعد الدعم القانوني الذي قدمه له المحامي الحقوقي نديم خان، قصته المؤلمة التي عاشها أثناء الاضطرابات الطائفية التي شهدتها العاصمة الهندية دلهي في فبراير/شباط 2020.

وفي حديثه عن تلك الفترة، يقول تنها للجزيرة مباشر “تم رفع التهم ضد العديد من الأشخاص، بمن فيهم أنا، وأُلقي القبض على الكثيرين دون وجود أدلة حقيقية تدينهم. ومع ذلك، تابعت المحكمة العليا في دلهي قضيتي، وأفرجت عني بكفالة. اليوم، أنا خارج السجن بفضل الدعم القانوني الذي قدمه لي نديم خان”.

أهمية الدعم القانوني

كما أشار تنها إلى أهمية الدعم القانوني في مثل هذه القضايا المعقدة، خاصة لأولئك الذين لا يمتلكون خلفية اقتصادية قوية أو الذين لم يتعاملوا مع الشرطة أو المحاكم من قبل “الشخص الذي لا تمتلك عائلته موارد مالية قوية ويواجه قضايا عديدة، بحاجة إلى من يقف إلى جانبه قانونيًّا. بالنسبة لي، كان نديم خان هو الشخص الذي قدم لي أكبر دعم”.

وأضاف تنها “نديم خان لا يقتصر عمله على تقديم الدعم في القضايا الجنائية فحسب، بل يعمل أيضًا على متابعة قضايا قتل المسلمين على يد الحشود الهندوسية”.

وفي هذا السياق، يقول تنها “نديم خان يتعامل مع عدد من قضايا قتل المسلمين مثل قضية عليم الدين، وأفرازول حافظ جنيد، اللذين قُتلا على يد الحشود في وقت سابق”.

المصدر : الجزيرة مباشر

إعلان