استجواب واتهامات.. لاجئ سوداني يروي أهوال رحلة الهروب من الحرب (فيديو)

في واحدة من قصص المعاناة التي يعيشها السودانيون على وقع الحرب الدائرة في بلادهم منذ أكثر من 20 شهرا بين الجيش وقوات الدعم السريع، روى الفاتح حسب الله للجزيرة مباشر جانبا من ويلات ما رآه وعائلته في رحلة اللجوء إلى ليبيا.

وعاش حسب الله وأسرته ظروفا معيشية صعبة في بداية الحرب بمنطقته في شرق النيل، بعد أن سيطرت عليها قوات الدعم السريع، وهاجمت عددا من المنازل فيها.

وكشف حسب الله أن بيته تضرر جراء الحرب، وقال “منزلي أصابته دانة (نوع من المتفجرات)، ونزحنا إلى بيت قريبي، لكن بدأ الوضع يزداد سوءا، وقررنا الخروج من المنطقة”.

وتحدَّث حسب الله عن رحلة لجوئه من الخرطوم إلى ليبيا، التي عانى فيها مشاق منذ خروجه حتى وصوله، وقال إنه خرج من الخرطوم في شهر أغسطس/آب ومعه زوجته وأطفاله.

اتهام بالانتماء إلى الدعم السريع

وقال “واحنا في الطريق تم حجزنا والتحقيق معي ومع زوجتي وأطفالي، وتم اتهامي بالانتماء للدعم السريع”، وذلك لأن أشقاء زوجته كانوا ينتمون إلى قوات الدعم السريع. وأضاف أن ذلك تسبب في حجزهم لمدة يومين للتحقيق معهم.

وبعد إطلاق سراحهم، تحرك حسب الله وعائلته، وأكمل رحلته إلى منطقة المثلث على حدود ليبيا، واضطر إلى المبيت في مبنى يفتقر إلى أساسيات الحياة وقيمة الإيجار فيه مرتفعة، مشيرا إلى استغلال حاجتهم رغم المعاناة.

وعانى حسب الله في إقامتهم بهذا المبنى انتشار الحشرات، كما اشتكى من قلة الرعاية الصحية والخدمات، وقال “الأكل كان قليل جدا لدرجة أحيانا كنت أحرم نفسي لأطعم أولادي”.

ضائقة مالية ومعاناة

وكشف حسب الله للجزيرة مباشر أن السفر كان “تهريبا” من الكفرة الليبية إلى أجدابيا، واضطر إلى دفع 600 دينار ليبي (نحو 120 دولارا أمريكيا)، ووصف رحلة التهريب هذه بالموت والذل.

وعاش حسب الله ضائقة مالية صعبة لتوفير تذاكر السفر له ولعائلته، فكان بحاجة إلى توفير تذكرة لطفليه ولزوجته وتذكرة لنفسه، وبعد معاناة استطاع توفير المبلغ، لكن رحلته كانت خطيرة جدا.

وعند وصوله إلى العاصمة الليبية طرابلس، لم يجد حسب الله مكانا يمكث فيه، واضطر إلى النوم في موقف للسيارات، إلى أن وجد منزلا صغيرا، على أمل العودة إلى السودان، بعيدا عن اللجوء والتحقيقات، والتنقل بين المدن تهريبا.

المصدر : الجزيرة مباشر

إعلان