جيروزاليم بوست: هكذا أثبت القتال الأخير في بيت حانون أن حماس لم تُهزم بعد

ترمز إلى “التحدي الأوسع في غزة”

جنود في جنوب إسرائيل ينظرون إلى المباني المدمرة في بيت حانون (رويترز)

قالت صحيفة جيروزاليم بوست الإسرائيلية في تحليل إن الدرس المستفاد من القتال الأخير في بيت حانون شمالي قطاع غزة، هو أن حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، لم تُهزم بعد، مشيرة إلى أن حماس لا تزال تسيطر على مدينة غزة ووسط القطاع وأجزاء من خان يونس في الجنوب.

واعتبرت أن مشكلة بيت حانون ترمز إلى “التحدي الأوسع في غزة“، حيث وجدت حماس وغيرها من الفصائل المسلّحة “طريقة للبقاء”، وأشارت إلى الخسائر التي تكبّدها الجيش الإسرائيلي في بيت حانون خلال الشهر الماضي مما يوضح “أنه حتى عندما يبدو أن حماس مهزومة، فإنها تستمر في تنفيذ الهجمات”.

التحدي الأوسع في غزة

ولفتت إلى أن قوات جيش الاحتلال وبخاصة لواء ناحال واللواء المدرع 401، خاضت في الأسابيع الأخيرة معارك في بيت حانون القريبة من سديروت، وهي منطقة رئيسية في شمال غزة منها نفّذت حماس وغيرها من الجماعات المسلّحة إطلاق الصواريخ على مدى العقدين الماضيين، كما كانت بمثابة نقطة انطلاق لأنواع أخرى من الهجمات.

وبحسب الصحيفة، ركز الجيش الإسرائيلي أنظاره على “تطهيرها” خلال الشهر الماضي في عملية ليست الأولى.

وقالت إن هناك تهديدًا آخر يتمثل في المباني المفخخة، وقد “أصبح هذا التهديد أكثر فتكًا في شمال غزة”، مردفة “قد لا يتمكن العدو من تنظيم هجمات واسعة النطاق، ولكن حماس تحولت خلال النصف الأخير من العام إلى استخدام العبوات الناسفة المرتجلة، فهم لا يحتاجون إلى خوض حرب تقليدية. هدفهم هو الاستنزاف”.

وبحسب الصحيفة، اجتذبت المعارك لـ”تطهير” بيت حانون عددًا من القوات. على سبيل المثال، في 22 ديسمبر/كانون الأول، أشار الجيش الإسرائيلي إلى أن لواء كفير قد انتقل إلى العمليات غرب بيت حانون، وهذا يعني أن ثلاثة ألوية على الأقل من الجيش، تحت الفرقة 162، شاركت في عمليات بهذه المنطقة.

وأوضحت أنها ليست منطقة كبيرة، وحقيقة أن العديد من الوحدات كان عليها أن تكون مقيّدة منذ منتصف ديسمبر/كانون الأول إلى منتصف يناير/كانون الثاني لمحاربة الحركات المسلّحة في هذه المدينة الواحدة، توضّح المشكلة الأوسع المتمثلة في هزيمة حماس في غزة.

وقالت إنه على سبيل المثال، بدأ الجيش عملية على مستوى الفرقة في جباليا في أوائل أكتوبر/تشرين الأول، وقد امتدت هذه المعركة الآن مدة ثلاثة أشهر، وكانت تلك المرة الثالثة على الأقل التي يقاتل فيها الجيش هناك منذ بدء المعارك البرية في القطاع في أكتوبر 2023،

وأضافت أن الجيش قرر “تطهير جباليا بالكامل هذه المرة”، وكان لا يزال حوالي 70 ألف مدني في المنطقة واضطروا إلى الجلاء جنوبًا إلى منطقة تحت سيطرة حماس، مردفة “هكذا خاضت حرب غزة، نقل المدنيين من منطقة تسيطر عليها حماس إلى أخرى”.

وأكدت أن “هذا يسمح لحماس بالسيطرة على غزة والمدنيين وتجنيدهم للقيام بمهام أخرى، وقد تم الكشف عن آلاف من أعضاء حماس وغيرهم في جباليا. آلاف في هذه المنطقة وحدها”، مردفة “جباليا تتمركز حول مخيم تاريخي للاجئين. وتاريخيًّا كانت مخيمات اللاجئين في غزة مراكز لحماس وغيرها. الآن أصبحت جباليا في حالة خراب، ويبدو أن معظم المسلّحين قد رحلوا”.

حماس لم تُهزم بعد

وتقول الصحيفة “مع ذلك، فقد ظهرت المزيد من التهديدات في بيت حانون. وكان للمرء أن يتصور أن بيت حانون، القريبة من الحدود الإسرائيلية والتي يمكن الوصول إليها عبر الطرق من جباليا، أصبحت معزولة وأن خلاياها المسلّحة قد هُزمت بالفعل”.

وأردفت “لكن الأسبوعين الأولين من شهر يناير/كانون الثاني أظهرا أن هذا ليس هو الحال. فقد لقي جنود من الجيش حتفهم بهجمات بالعبوات الناسفة وأنواع أخرى من الانفجارات. وهذا يكلف خسائر فادحة، وليس بالأمر السهل”.

وأكدت أن “الدرس هنا هو أن حماس لم تُهزم بعد. إن حماس لا تزال تسيطر على مدينة غزة ووسط غزة وأجزاء من خان يونس. وهي تسيطر على كل المدنيين في غزة وتجند كثيرين منهم”.

وأضافت “لا تحتاج حماس إلى تجنيد عدد كبير للبقاء في السلطة، بل تحتاج فقط إلى تجنيد نسبة صغيرة من الشباب الذين بلغوا سن الرشد. إن سكان غزة شباب، وبالتالي فإن هناك العديد من المجندين المحتملين، وكل ما يتعين على حماس أن تفعله هو العثور على شابين أو ثلاثة من كل مئة شاب، حتى تتمكن من تعويض خسائرها”.

وختمت بأن حماس تسيطر على مخيمات اللاجئين الرئيسية في وسط غزة، وهذا يشمل مخيمات النصيرات والبريج ودير البلح والمغازي، وقد تكون كل من هذه المخيمات صعبة مثل مخيم جباليا. وقد أثبتت معركة بيت حانون أنها أكثر تكلفة مما كان ينبغي لها أن تكون. وقد وجدت حماس وغيرها من الجماعات المسلّحة وسيلة للبقاء، وبيت حانون مثال على هذا التحدي.

المصدر : جيروزاليم بوست

إعلان