“صيدنايا ليبيا”.. تسريبات مروّعة لتعذيب معتقلين في قرنادة تفجر غضبا وانتقادات واسعة (شاهد)
مطالبات بإجراء تحقيق “فوري وشفاف”

عبّرت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا عن انزعاجها البالغ إزاء مقاطع الفيديو “الفظيعة” التي يتم تداولها على وسائل التواصل الاجتماعي، والتي تُظهر التعذيب الوحشي وسوء المعاملة للمعتقلين في مركز احتجاز قرنادة شرقي ليبيا.
وبحسب البيان الأممي، اليوم الأربعاء، تُظهر هذه الفيديوهات العديد من المحتجزين، سواء من الليبيين أو الأجانب، وهم يتعرضون للضرب المبرح، ويُجبرون على اتخاذ أوضاع مجهدة على يد الحراس الذين يرتدون الزي الرسمي.
اقرأ أيضا
list of 4 itemsليبيا.. العثور على جثث مهاجرين في مقبرة جماعية شرقي البلاد وانتشال غرقى من غربها (فيديو)
غزة وسوريا وليبيا والصومال.. مصر وتركيا تعلنان جملة من المواقف المشتركة
“قهر الرجال”.. المتحدث السابق لثوار بنغازي يكشف تفاصيل تعذيبه في “صيدنايا ليبيا” (فيديو)
وأضاف البيان “تتوافق هذه المقاطع مع الأنماط المُوثَّقة لانتهاكات حقوق الإنسان في مراكز الاحتجاز في مختلف أنحاء ليبيا“.
وقال البيان “بينما تواصل بعثة الأمم المتحدة التحقق من ملابسات اللقطات المتداولة، فإنها تُدين بشدة هذه الأفعال التي تشكل انتهاكات جسيمة للقانون الدولي لحقوق الإنسان، بما في ذلك حظر التعذيب”.
ودعت البعثة الأممية إلى إجراء تحقيق “فوري وشفاف” في هذه الانتهاكات المزعومة ومحاسبة مرتكبيها.
وختمت بيانها بأنها “تنسق مع القيادة العامة للجيش الوطني الليبي لتأمين الوصول دون قيود لموظفي حقوق الإنسان التابعين للبعثة ومراقبين مستقلين آخرين إلى منشأة قرنادة، وكذلك مراكز الاحتجاز الأخرى الخاضعة لسيطرتها”.
تعذيب جسدي مبرح
وقبل يومين، نشرت المؤسسة الوطنية لحقوق الإنسان بليبيا، عبّر فيسبوك، مشاهد ترصّد وتُوثق تعرضّ عددٍ من الأشخاص المعتقلين تعسفيًا بسجن قرنادة في مدينة شحات شرقي البلاد، للتعذيب الجسدي المبرح على يد عناصر أمن وعسكريين.
وقالت إنه جرى رصد وتوثيق هذه الفيديوهات من قبل قسم تقصّي الحقائق والرصد والتوثيق بالمؤسسة والتي تم تداولها عبر منصات التواصل الإجتماعي وتُظهر وتُوثق تفاصيل الحادثة.
صيدنايا ليبيا
وأثارت المشاهد المسربة لتعذيب معتقلين في مركز احتجاز قرنادة، غضبًا وانتقادات حقوقية واسعة، وشبّهه ناشطون بسجن صيدنايا سيئ السمعة في سوريا أثناء حكم نظام بشار الأسد.
وقال ناصر الهواري رئيس منظمة ضحايا لحقوق الإنسان، للجزيرة مباشر، إن “المقاطع صوّرت في سجن قرنادة عام 2020 لتعذيب أشخاص من الجنسيتين الليبية والسورية، وتم التعرّف على الضحايا الذين تم تعذيبهم”.
وأضاف “هناك يظهر حتى في المقاطع بعض الأشخاص من جنسية غير ليبية أظنهم من الجنجويد أو من (العدل والمساواة) السودانية، يقومون بتعذيب أشخاص”.
وقالت منظمة العفو الدولية “نعرب عن قلقنا البالغ إزاء مقاطع الفيديو التي تزعم تعرّض معتقلين للتعذيب وغيره من ضروب سوء المعاملة في سجن قرنادة”، ودعت في بيان السلطات إلى محاسبة المسؤوالين عبر تحقيقات مستقلة وشاملة وسريعة.
ولم يصدر تعليق بعد من السلطات الليبية بشأن مقاطع الفيديو المتداولة. وتشهد ليبيا حالة من الفوضى منذ الإطاحة بنظام معمر القذافي في انتفاضة 2011.