هآرتس: لا تحفظات للجيش الإسرائيلي على وقف عملياته بعد خسائره الفادحة في شمال غزة

حماس تستغل صفقة التبادل لتعزيز مكاسبها

جنود إسرائيليون متوغلون في شمال قطاع غزة
جنود إسرائيليون متوغلون في شمال قطاع غزة (رويترز)

أشار تحليل نشرته صحيفة هآرتس، اليوم الأربعاء، إلى أن الجيش الإسرائيلي ليس لديه أي تحفظات على وقف العمليات العسكرية في شمال غزة وفق اتفاق وقف إطلاق النار، حيث يتساءل العديد من الضباط عن مدى فائدة العمليات العسكرية شمالي القطاع في ضوء الخسائر الفادحة التي تكبدها الجيش هناك مؤخرًا.

وقال المحلل العسكري عاموس هرئيل إن العمليات في شمال غزة، وخصوصًا في مخيم جباليا وبلدة بيت حانون، كبّدت الجيش الإسرائيلي خسائر فادحة. ورغم الجهد والثمن المبذولين للسيطرة على شمالي القطاع، فإن هنالك شكوكًا حول الفائدة المتحققة من هذه العمليات.

وأضاف قائلا إن “ضباطًا كبار في الجيش يتساءلون عن جدوى العملية في ظل الخسائر الكبيرة”.

مكاسب إضافية

من ناحية أخرى، قال هرئيل، إن صفقة التبادل المتوقعة بين إسرائيل وحماس تعطي فرصة للحركة الفلسطينية لتعزيز مكاسبها بينما تواجه تل أبيب تحديات داخلية.

وتناول المحلل الإسرائيلي التداعيات السياسية والعسكرية للصفقة، قائلًا إن “قيادة حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، وبالتحديد محمد السنوار (الشقيق الأصغر للشهيد يحيى السنوار)، ربما رأت في اللحظة الراهنة فرصة لممارسة مزيد من الضغط على إسرائيل“.

وأشار إلى أنه رغم إعلان قيادة الحركة في الخارج دعمها الكامل للصفقة، فإن محمد السنوار، الموجود في أنفاق غزة “ربما يسعى لتحسين بعض البنود لصالح الحركة”، وأن “التأخير في الرد من قبل السنوار يثير القلق من أنه يسعى لاستغلال الوضع لتحقيق مكاسب إضافية”.

عامل الوقت

في هذه المرحلة، بحسب هرئيل، يؤدي الوقت دورًا حاسمًا. فالرئيس الأمريكي المرتقب دونالد ترامب أوضح أنه يتوقع تنفيذ الاتفاق قبل عودته إلى البيت الأبيض، وهو ما يبدو أن قيادة حماس في غزة تحاول استغلاله لدفع إسرائيل نحو المزيد من التنازلات، حيث جرى الإعلان عن الصفقة خلال اليومين الماضيين والمصادقة عليها سريعًا في البرلمان الإسرائيلي (الكنيست)، كي تبدأ المرحلة الأولى من تنفيذها بإطلاق النساء المحتجزات لدى حماس.

على الجانب الإسرائيلي، لم يُعلق رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو علنًا التقدم الحاصل في المفاوضات، وهو ما علق عليه هرئيل بأن صمت نتنياهو يترك الميدان مفتوحًا أمام المعارضين من داخل الائتلاف الحكومي، مثل وزير المالية بتسلئيل سموتريتش، الذي وصف الصفقة بأنها “كارثية”، ووزير الأمن القومي إيتمار بن غفير الذي دعا إلى انسحاب مشترك من الحكومة احتجاجًا على الصفقة.

وعلّق الكاتب على تصريحات بن غفير بشأن نجاحه في إحباط صفقات تبادل في الماضي، فقال “إن صدق بن غفير، فإن الضغوط السياسية التي مارسها مع سموتريتش هي التي عرقلت الاتفاق على مدار عام كامل، مما أدى إلى موت عشرات الأسرى في الاحتجاز ومقتل مئات الجنود في المعارك”.

التحضير لانسحاب محتمل

وأشار التحليل إلى أن الجيش الإسرائيلي بدأ فعليًّا التحضير لانسحاب محتمل ضمن المرحلة الأولى من الاتفاق، ويشمل ذلك تفكيك المواقع العسكرية في ممر نيتساريم ومحور فيلادلفيا على الحدود مع مصر. وبينما لا يُبدي الجيش الإسرائيلي معارضة لوقف إطلاق النار، تبقى التساؤلات حول مدى فاعلية العمليات المستمرة في شمال القطاع.

وأكد هرئيل أن تأخّر الاتفاق يعود إلى حسابات سياسية معقدة، مشيرًا إلى أن استمرار الحرب يخدم مصالح بعض الأطراف السياسية في إسرائيل، لكنه حذر من أن هذا النهج قد يؤدي إلى تداعيات خطيرة على المستوى الداخلي والخارجي.

تفاصيل قيد الانتهاء

واليوم، نقلت أسوشيتد برس عن مسؤول إسرائيلي قوله إن هناك تقدمًا تم إحرازه في الاتفاق لكن التفاصيل قيد الانتهاء، وإن “المفاوضات التفصيلية” بشأن المرحلة الثانية ستبدأ خلال المرحلة الأولى.

وأشار إلى أن إسرائيل ستحتفظ ببعض “الأصول” طوال المفاوضات -إشارة إلى الوجود العسكري الإسرائيلي في القطاع- ولن تغادر قطاع غزة حتى يعود كل المحتجزين في غزة إلى ديارهم.

ولا تتضمن الصفقة -بحسب المسؤول- ضمانات مكتوبة باستمرار وقف إطلاق النار حتى يتم التوصل إلى اتفاق، وهذا يعني أن إسرائيل قد تستأنف حملتها العسكرية بعد انتهاء المرحلة الأولى.

المصدر : أسوشيتد برس + صحيفة هآرتس الاسرائيلية

إعلان