رئيس وزراء قطر: لا نرد على الابتزاز بالتصريحات بل بالعمل.. وهذا موقفنا من إدارة غزة بعد الحرب
في تصريحات خاصة للجزيرة

أكد رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، أن الدوحة لعبت دورًا حاسمًا في التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، مشددًا على أن بلاده لا ترد على الابتزاز السياسي بالتصريحات، بل بالعمل الدبلوماسي الذي أدى إلى تحقيق الاتفاق.
وأشار في تصريحات خاصة للجزيرة، اليوم الجمعة، إلى أن المفاوضات بشأن غزة شهدت “مزايدات وابتزازًا رخيصًا” ضد دور قطر، إلا أن التزام الدوحة بموقفها كوسيط كان واضحًا وثابتًا، حيث أكّدت أن إدارة غزة بعد الحرب هي شأن فلسطيني خالص.
اقرأ أيضا
list of 4 items“من يخرج كأنه ولد من جديد”.. محمد أبو صبرا يروي تجربته المروعة في سجون الاحتلال (فيديو)
رفض عربي وإسلامي واسع لدعوة نتنياهو إلى إقامة دولة فلسطينية على الأراضي السعودية
حي الشجاعية.. زوجان مسنان يعيدان ترميم بيتهما المدمر لإيواء 32 من أفراد عائلتهما (شاهد)
آلية جديدة لإدخال المساعدات الإنسانية
وأوضح رئيس الوزراء القطري، أنه تم التوصل إلى بروتوكول إنساني جديد لتنظيم آلية إدخال المساعدات إلى قطاع غزة، بهدف منع أي استغلال أو ابتزاز سياسي في هذا الملف الإنساني الحساس.
كما شدد على أهمية حشد الدعم الدولي لغزة، ووضع آليات لدعم الأسر المنكوبة، لضمان تخفيف المعاناة الإنسانية التي يعيشها سكان القطاع منذ اندلاع الحرب.

وأكد أن العمل المشترك بين الإدارتين الأمريكيتين لعب دورًا حاسمًا في التوصل إلى الاتفاق، مشيرًا إلى أن الأيام الأخيرة من المفاوضات كانت حاسمة، وأحدثت فرقًا كبيرًا في مسار التفاوض.
كما أعرب عن تطلّعه إلى أن يقوم مجلس الأمن بإصدار قرار ملزم بتنفيذ الاتفاق، لضمان تطبيقه الكامل وإنهاء المأساة التي يعيشها الفلسطينيون في غزة.
أمل في إنهاء الانقسام الفلسطيني
وشدد رئيس الوزراء القطري على أنه من واجب الدول العربية دعم الوفاق الفلسطيني، وصولًا إلى إنهاء حالة الانقسام الداخلي، مشددًا على أن قطر ملتزمة بدعم وحدة الصف الفلسطيني بما يخدم القضية الفلسطينية على المدى الطويل.
وعبّر عن سعادته الكبيرة بالتوصل إلى الاتفاق، قائلًا “نحن فرحون بالاتفاق كفرح أهل غزة“، معربًا عن أمله في تنفيذ الاتفاق بشكل كامل لإنهاء معاناة سكان القطاع وفتح صفحة جديدة نحو الاستقرار والسلام.
رفض التوغل الإسرائيلي في سوريا
وفي شأن آخر، أكد رئيس الوزراء القطري رفض بلاده “إجراء إسرائيل الأرعن بالتوغل في المنطقة العازلة في سوريا”، مشددًا على ضرورة عدم فرض واقع جديد على الأرض.
وكشف عن تفاصيل المحادثات التي أجراها مع أحمد الشرع، القائد العام للإدارة السورية الجديدة، حول تطورات المشهد، حيث تم تأكيد ضرورة انسحاب إسرائيل من المنطقة العازلة وعدم استغلال الوضع الراهن لإحداث تغييرات ديموغرافية أو عسكرية.
السعي لرفع العقوبات
وفيما يتعلق بالأوضاع الاقتصادية في سوريا، أكد رئيس الوزراء القطري أن بلاده تبذل جهودًا منذ اليوم الأول لسقوط النظام من أجل رفع العقوبات المفروضة، معتبرًا أنها كانت موجّهة ضد نظام الأسد، لكنها لم تعد منطقية الآن، حيث قد تؤدي إلى مزيد من المعاناة والانهيار الاقتصادي، وهو ما لا يصب في مصلحة الشعب السوري.
وشدد على أن قطر تريد رؤية سوريا كدولة قائمة على مبدأ المواطنة والكفاءة، بعيدًا عن الطائفية، معتبرًا أن رؤية الشرع لمستقبل الأقليات في سوريا تحمل إشارات إيجابية ومبشرة بالخير.