التعذيب والجرَب والبرد.. روايات صادمة بشأن معتقلي غزة في سجن النقب الإسرائيلي
ضرب مبرح وإهانة مستمرة
نشرت هيئة شؤون الأسرى والمحررين (وهي هيئة فلسطينية رسمية) ونادي الأسير الفلسطيني، شهادات جديدة تسلط الضوء على الظروف القاسية التي يواجهها معتقلو غزة في سجن “النقب الصحراوي” بالداخل المحتل.
وتكشف الشهادات عن مستويات غير مسبوقة من التعذيب والتنكيل، يعانيها المعتقلون منذ بدء العدوان الإسرائيلي.
اقرأ أيضا
list of 4 itemsابن حسام أبو صفية: عذبوا والدي واستخدموه درعا بشريا (فيديو)
انتهاكات جسيمة بحق الأسيرة الفلسطينية خالدة جرار (فيديو)
تقرير: إسرائيل تدرس احتلال مدينة غزة وسط تصعيد سياسي وعسكري
ومن أخطر التحديات التي يواجهها المعتقلون انتشار مرض الجرب (السكايبوس)، الذي أصاب معظم الأسرى، مخلفًا دمامل والتهابات شديدة على أجسادهم. ويعيش هؤلاء في ظروف قاسية، خاصة المحتجزين في أقسام الخيام التي تفتقر إلى التدفئة والملابس المناسبة لمواجهة برد الشتاء.
وأكدت شهادات الأسرى أن الاحتلال يستخدم أساليب تعذيب ممنهجة، إذ روى أحد المعتقلين كيف اعتُقل وعانى ضربا مبرحا وإهانة مستمرة خلال التحقيق، إذ ظل مكبلًا ومعصوب العينين مدة 82 يومًا.
“ذبحونا ضرب”
ونقل البيان المشترك للهيئة والنادي، شهادة لمعتقل لم يسمّه، قال فيها “تعرضت للاعتقال من الممر الآمن في مدينة الشيخ في شهر مارس/آذار 2024، ومنذ اللحظة الأولى على اعتقالي تعرضت لكل أشكال التعذيب والتنكيل، وقد شاهدت الموت ألف مرة”.
وتابع “جرى نقلي إلى أحد المعسكرات في غلاف غزة، وبقيتُ هناك 82 يومًا، وخلال فترة احتجازي فيه، بقيتُ مكبلًا ومعصوب العينين على مدار 24 ساعة، ممنوعا من الحركة، وعلى المعتقل أن يجلس 16 ساعة باليوم ويمنع عليه الحديث، وخلال فترة التحقيق، تعرضت للتعذيب الشديد”، وأضاف البيان أن ذلك دفع الأسير إلى أن “يطلب منهم أن يكتبوا الإفادة التي تناسبهم ليوقع عليها”.
وأفاد آخر في شهادته بأنه اعتُقل من مستشفى كمال عدوان “وخلال الأيام الأولى من الاعتقال تعرضتُ لكافة أشكال التعذيب والتنكيل، ذبحونا من الضرب على مدار يوم كامل”.
وتابع “جرى نقلي ومعتقلين آخرين إلى مكان آخر، وألقوا علينا مياها عادمة، وتبولوا علينا، ثم جرى نقلنا إلى معسكر لمدة 27 يومًا، وخلال فترة احتجازي هذه بقيت طول الوقت راكعا على ركبتيّ ومعصوب العينين ومقيّد من الأيديّ والأرجل، ثم جرى نقلنا إلى سجن النقب، واليوم نعيش الموت البطيء في كل لحظة”.
عشرات الشهداء من الأسرى
وتصاعدت أعداد شهداء الأسرى إلى 54 شهيدًا منذ بدء العدوان، بينهم الشهيد أشرف أبو وردة الذي توفي جراء التعذيب والإهمال الطبي في ديسمبر/كانون الأول 2024. وأكدت شهادات رفاقه معاناته قبل استشهاده من فقدان القدرة على التحدث والحركة، وسط إهمال متعمد من إدارة السجن.
وإلى جانب التعذيب الجسدي، يتعرض الأسرى لإجراءات عقابية إضافية، مثل سحب الفرشات بشكل يومي في ظل الأجواء الباردة. مع هذه الشهادات، حذرت المؤسسات الحقوقية من أن هذه الممارسات تعكس نية الاحتلال تصفية الأسرى بشكل ممنهج.