الزيارة الأخيرة.. أم شريف اختفى أبناؤها الـ7 في معتقلات الأسد لتبدأ رحلة بحث مؤلمة منذ 2012 (شاهد)

المال مقابل بعض الأخبار

“أم شريف” أمٌّ سورية من منطقة دير بعلبة بحمص، اعتقل نظام بشار الأسد أبناءها السبعة أواخر عام 2012، دون أي ذنب أو تهمة حسب وصفها، لتبدأ رحلة بحث شاقة ومتعبة ومكلفة عنهم.

2012 البداية

ووصفت أم شريف ما حصل، للجزيرة مباشر، قائلة “في 2012 أتانا خبر بأن ابني شريف تم اعتقاله أثناء توجهه لعمله في فندق السفير بحمص”.

وتابعت “بعد 13 يومًا، داهمت قوات الأمن التابعة لنظام بشار الأسد بيتي واعتقلوا 4 من أبنائي أيضًا، وعندما قمت بالبحث عنهم في حاجز الجامعة القريب من بيتنا، وجدت هويّاتهم وعلمت من عناصر الحاجز أنه تم اقتيادهم للأفرع الأمنية”.

وأضافت “بعدها بفترة قريبة داهموا بيتنا للمرة الثانية واعتقلوا ابنًا سادسًا لي وبقي لي ابن واحد فقط حاول الخروج باتجاه لبنان لكن تم اعتقاله عند حاجز القطيفة بريف دمشق وتم اقتياده لفرع الأمن العسكري. في ذات الفترة اعتقلوا العشرات من شبان منطقتنا بعد اقتحامها، ومن عائلتي فقط تم اعتقال 14 شخصًا منهم 7 من أبنائي واثنين من إخوتي”.

المال مقابل بعض الأخبار

وكانت أم شريف كلما سمعت عن أي عفو أو إطلاق سراح معتقلين تذهب -رغم كبر سنها- وتقطع مسافات طويلة إلى العاصمة دمشق وسجن صيدنايا بريف دمشق بحثا عنهم، إضافة إلى دفعها مبالغ طائلة على الطرقات رغم فقرها الشديد ومرضها.

كما دفعت أيضًا مبالغ كبيرة لوسطاء ليبحثوا عن أبنائها أو لتجد أي خبر عنهم، وقدّمت مئات المرات وثائق وأوراقًا رسمية بطرق قانونية لمديريات وأفرع الأمن لتعلم في أي سجن يُعتقل أبناؤها.

الزيارة الأخيرة

وبعد رحلة طويلة من البحث لم تمكنت من الوصول إلى ابنها الأكبر شريف في سجن صيدنايا الشهير وزارته 3 مرات، وفي المرة الأخيرة ودّعها بطريقة غير مباشرة، وبعدها لم تستطع زيارته.

وأوضحت “عندما زرته في المرة الأخيرة ذهبت معي زوجته وابنتاه، وعندما انتهت الزيارة أوصى زوجته بالأولاد وكأنه يودعهم، وابن آخر لي أعطوني شهادة وفاة له، بينما البقيّة لم أستطع طوال رحلات البحث المتعبة المضنية المكلفة، أن أجد لهم أثرًا”.

رحلة البحث في صيدنايا

وبعد أن سقوط نظام الأسد، بحثت أم شريف عن أبنائها في سجن صيدنايا بعد “تحرير دمشق“، ثم انطفأ الأمل المتبقي بعودة أي من أبنائها حيًّا بعد نحو 12 سنة من الانتظار.

وقالت “بعد التحرير وسقوط النظام بحث أقاربي عن أبنائي في سجن صيدنايا لأيام متواصلة ولم يجدوا أحدًا وبحثوا في المشافي أيضا دون جدوى واختفى أثرهم نهائيًّا كالآلاف غيرهم”.

وأكدّت في الختام، أنها تعمل الآن مع زوجات أبنائها اللواتي بقين معها، في غسل الأواني التي تُستخدم لحفظ الألبان، واعتبرت أنه عمل بسيط متواضع ومردوده قليل لكنهن مضطرات كي لا يحتجن إلى أحد في غياب أي معيل أو كفيل لهن ولأبناء وبنات أولادها المفقودين.

المصدر : الجزيرة مباشر

إعلان