اختطف سفينة أسلحة في شبابه.. بحار أمريكي عارض حرب فيتنام يندد بالحرب على غزة (فيديو)

في جلسة استماع بالكونغرس الأمريكي، ندد البحار الأمريكي آل غلاتكوفسكي بما وصفه بحرب الإبادة الجماعية في غزة، وهو الأمر الذي دفع الشرطة إلى طرده من القاعة قبل انتهاء كلمته التي ندد فيها أيضًا بإصدار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قرارًا بتعيين بيت هيغسيث وزيرًا للدفاع في حكومته.

والتقت الجزيرة مباشر آل غلاتكوفسكي، الذي خطط قبل 50 عامًا لاختطاف سفينة تجارية تحمل قنابل وأسلحة للجيش الأمريكي، كان يعتزم الأخير استخدامها في حربه ضد فيتنام، واستنكر خلال مقابلته تورط الإدارة الأمريكية في تمويلها.

وتحدَّث غلاتكوفسكي عن الحرب في غزة، قائلًا “كنت ضد حرب فيتنام منذ البداية، وبعد أن عشت هناك أصبحت معارضتي أقوى. اليوم، أرى أوجه تشابه مقلقة بين ما حدث في فيتنام وما يحدث الآن في فلسطين. ما يحدث في غزة هو الاستراتيجية نفسها، وهو تدمير شعب بأكمله. ومن المؤلم أن أرى الولايات المتحدة تدعم هذا النوع من الإبادة وتموله”.

كما رفض البحّار الاعتراف بالدعاية التي تروج لها بعض الأوساط الأمريكية، خصوصًا من سمّاهم “الصهاينة المسيحيين” الذين يعتقدون أن فلسطين لم تكن موجودة. وأضاف “فلسطين كانت موجودة ولها تاريخ وثقافة وهوية، كان لديهم جوازات سفر ومفاتيح بيوت، ولكن اليوم تُسرق أراضيها بشكل منهجي”.

وبشأن الإدارة الأمريكية الحالية، عبَّر غلاتكوفسكي عن قلقه من استمرار السياسات نفسها، قائلًا “الرئيس الجديد لا يتعلم من أخطاء أسلافه، بل يواصل دعم الحروب والاستفادة منها شخصيًّا. هؤلاء الأشخاص لا يهتمون إلا بمصالحهم الشخصية، ولا تهمهم معاناة الشعوب الأخرى”.

وأعرب عن استيائه من تعيين ترامب وزيرًا للدفاع يَعُده “صهيونيًّا مسيحيًّا” كالذين سبقوه، مضيفًا “رجاله في وحدته الخاصة أخذوه، وقدَّموا شكاوى ضده لكونه عنصريًّا. هو ليس وزير الدفاع، هو وزير الحرب”.

وقال عن وزير الدفاع الذي عيَّنه ترامب “هو يحاول بكل جهده المساعدة في تسكين المزيد من الصهاينة، سواء أكانوا صهاينة مسيحيين أم صهاينة يهودًا. يجب أن يتوقف، بعدم السماح له بأن يصبح وزير الدفاع”.

وفي 14 من مارس/آذار 1970، خطط البحاران الأمريكيان آل غلاتكوفسكي (21 عامًا آنذاك) وكلايد ماكاي (16 عامًا) لاختطاف سفينة تجارية لمنع وصول شحنة قنابل نابالم وأسلحة فتاكة إلى الجيش الأمريكي في قتاله ضد الفيتناميين.

وتمكَّن الشابان من السيطرة على السفينة بعد خدعة إنذار بحري، وقادا 24 بحارًا إلى قوارب النجاة، واحتجزا القبطان وبعض أفراد الطاقم، ثم توجّها إلى كمبوديا لطلب اللجوء السياسي وحجز الشحنة، إلا أن انقلابًا مواليًا لأمريكا أطاح بالحكومة الكمبودية، مما أدى لاعتقالهما وإعادة السفينة إلى الولايات المتحدة.

آل غلاتكوفسكي في شبابه
آل غلاتكوفسكي في شبابه

وقُتل ماكاي لاحقًا أثناء هروبه، بينما قضى غلاتكوفسكي 8 سنوات في السجن، مشيرًا إلى عدم ندمه.

واليوم، يبلغ غلاتكوفسكي 76 عامًا، ويواصل معارضته الحروب الأمريكية، مشاركًا في احتجاجات ضد الحرب في غزة.

وكان غلاتكوفسكي في مظاهرة أمام البيت الأبيض منذ أشهر مرتديا قميصًا أحمر، في إشارة إلى تجاوز رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو “الخطوط الحمراء” في غزة.

المصدر : الجزيرة مباشر

إعلان