“أنظر إلى الوجوه فأرى السعادة”.. طبيب عراقي يشارك أهل شمال غزة فرحة العودة (شاهد)
نجح في إعادة وصل يد طفلة مبتورة

أكد الطبيب العراقي محمد طاهر، الذي رافق الطواقم الطبية في غزة على مدار سبعة أشهر من الحرب الإسرائيلية، أنه جاء اليوم ليشارك العائلات الفلسطينية فرحتها بالعودة إلى ديارهم بعد معاناة طويلة من النزوح والحرمان.
وفي لقاء مع الجزيرة مباشر، وصف هذا اليوم بأنه لحظة تاريخية عظيمة، حيث يرى الفرح في عيون الناس رغم كل ما مروا به من آلام وصعوبات.
اقرأ أيضا
list of 2 itemsطبيب عراقي يكشف للجزيرة مباشر كيف أعاد يدًا مبتورة إلى جسد طفلة فلسطينية في غزة (فيديو)
وقال الدكتور طاهر “هذا يوم لا يمكنني إلا أن أكون جزءًا منه. بعد كل هذه الصعوبات، أنظر إلى الوجوه فأرى السعادة، كيف لا أشاركهم هذا الحدث العظيم؟”.
وفي إنجاز جراحي أقرب إلى المعجزات، استطاع طاهر أن يعيد يد طفلة فلسطينية (9 سنوات) إليها بعدما فقدتها جراء قصف إسرائيلي، رغم الأوضاع الصحية المتردية وانعدام الإمكانيات الطبية في قطاع غزة.
عثر على يد الطفلة وأعاد وصلها بنجاح.. جرّاح عراقي يجري عملية نوعية في #غزة#الجزيرة_مباشر https://t.co/lQDuVjtf7p
— الجزيرة مباشر (@ajmubasher) January 6, 2025
من الألم إلى الأمل
ورغم وقف إطلاق النار، شدد الطبيب العراقي على أن المعاناة لم تنتهِ بعد، بل إن الجرحى يحتاجون إلى علاج طويل الأمد، والمنازل التي عاد إليها النازحون مدمرة وتحتاج إلى إعادة إعمار.
وأضاف “وقف إطلاق النار لا يعني أن المعاناة انتهت، بل على العكس، هناك جرحى بحاجة إلى علاج، وهناك عائلات عائدة إلى منازل أصبحت ركامًا”.
ودعا المجتمع الدولي والدول الداعمة إلى تقديم المساعدة الإنسانية والإغاثية العاجلة لإعادة إعمار ما دمرته الحرب، مؤكدًا أن أهل غزة يحتاجون الآن أكثر من أي وقت مضى إلى دعم العالم أجمع.

رسالة تضامن
وتحدّث محمد طاهر عن تجربته خلال الأشهر السبعة التي قضاها في المستشفيات الميدانية داخل قطاع غزة، مشيرًا إلى أن ذاكرته لا تزال مليئة بمشاهد الأطفال الجرحى والنساء المصابات والدمار الذي لحق بالمنازل.
وقال “أنا اليوم سعيد برؤية الناس يعودون إلى بيوتهم، لكني لا أستطيع أن أنسى المعاناة التي عشتها معهم. كانت شهورًا مليئة بالحزن، ولكننا اليوم نأمل بمستقبل أفضل”.
وأضاف “رحم الله الشهداء، وشفى الجرحى، وأقول لأهل غزة لا تيأسوا، فرحمة الله واسعة، والمستقبل سيكون أفضل بإذن الله”.
"أشبه بالمعجزة".. قصة طبيب عراقي أعاد يدا مبتورة إلى جسد طفلة فلسطينية في غزة pic.twitter.com/vxJx1zit55
— الجزيرة مباشر (@ajmubasher) January 8, 2025
العودة قريبة
وأعلن الدكتور طاهر خلال اللقاء، أنه سيغادر غزة مؤقتًا لزيارة والدته، التي لم يرها منذ 4 أشهر، مشيرًا إلى أن هذه هي مهمته الإنسانية الثالثة في القطاع، وأنها استمرت نحو سبعة أشهر.
وأوضح أنه كان من المفترض أن يغادر قبل شهر، لكنه فضل البقاء لعلاج الأطفال الجرحى، مضيفًا “استأذنت والدتي وقلت لها إن هناك أطفالًا بحاجة إليّ، فقالت لي: عليك أن تبقى”.
وأكد محمد طاهر أنه يعتزم العودة قريبًا لمواصلة تقديم الدعم الطبي لأهالي غزة، متمنيًا أن تشهد الأيام المقبلة مرحلة جديدة من الإعمار والاستقرار، مؤكدًا أن ما قدمه لأهل غزة هو واجب إنساني وأخلاقي.
وفي نهاية اللقاء، عبّر الدكتور محمد طاهر عن مشاعره اتجاه ما شاهده من فرحة عودة النازحين إلى ديارهم، قائلًا “أنا سعيد برؤيتهم يبتسمون، لكني أحمل في قلبي الكثير من الذكريات المؤلمة. ومع ذلك، الأمل في الله كبير، وغزة ستنهض من جديد”.