جيش الاحتلال يعلن استمرار بقائه في جنوب لبنان والجيش اللبناني يؤكد وقوفه بجانب الأهالي

عمت الاحتفالات في الضاحية الجنوبية لبيروت احتفالا بمرور مهلة الستين يوما التي نص عليها اتفاق وقف إطلاق النار بين حزب الله وجيش الاحتلال الإسرائيلي.
وأظهرت مقاطع مصورة خروج الأهالي في مواكب وهم يرفعون أعلام لبنان وحزب الله احتفاء بقرب عودتهم إلى قراهم.
اقرأ أيضا
list of 4 itemsالصفدي: الأردن للأردنيين وفلسطين للفلسطينيين (فيديو)
تدريبات مسلحة وسيارات تويوتا.. تحقيق إسرائيلي جديد يكشف جوانب من الإهمال داخل جيش الاحتلال قبل “طوفان الأقصى”
آلاف ينتظرون العودة للشمال.. حكومة غزة تتهم الاحتلال بالتهرب من التزامات وقف إطلاق النار
وشهدت الطرق المؤدية إلى عشرات البلدات الحدودية جنوبي لبنان ازدحاما كبيرا حيث توجه الأهالي إلى المناطق المحيطة ببلداتهم.
وبموجب الاتفاق المبرم بوساطة أمريكية، الموقع في 27 من نوفمبر/تشرين الثاني، يجب على إسرائيل سحب قواتها خلال 60 يومًا، أي بحلول اليوم، الموافق 26 من يناير/كانون الثاني، وأن يترافق ذلك مع تعزيز انتشار الجيش اللبناني وقوات اليونيفيل.
كما يجب على حزب الله سحب أفراده وتجهيزاته، والتراجع إلى شمال نهر الليطاني الذي يبعد نحو 30 كيلومترًا من الحدود، وتفكيك أي بنى عسكرية له في الجنوب.
مواكب سيّارة وإحتفالات تعمّ الضاحية الجنوبية pic.twitter.com/DOL1ln1kCk
— قناة المنار (@TVManar1) January 26, 2025
22 شهيدا وعشرات الجرحى بنيران الاحتلال جنوبي لبنان
في هذا الإطار، منع جيش الاحتلال سكان جنوب لبنان من العودة إلى منازلهم حتى إشعار آخر، بعد إعلانه عدم انسحابه من المنطقة رغم نهاية الـ60 يوما المحددة في الاتفاق، بدعوى أن قواته تعمل في منطقة جنوب لبنان وتنفذ عمليات إطلاق نار تحذيرية لإزالة التهديدات.
وقال جيش الاحتلال في بيان “مصممون على الاستمرار في العمل وفقا للتفاهمات بين إسرائيل ولبنان رغم محاولات حزب الله للعودة إلى منطقة جنوب لبنان”.
ومنذ صباح الأحد، قتل جيش الاحتلال 22 لبنانيا، بينهم 6 نساء، وأصاب 124 آخرين، بينهم 12 امرأة ومسعف، خلال محاولتهم العودة إلى بلداتهم بالجنوب، وفق وزارة الصحة اللبنانية.
وفي كلمة متلفزة على منصة إكس، قال المتحدث باسم جيش الاحتلال أفيخاي أدرعي “إلى سكان لبنان، ولا سيما سكان الجنوب اللبناني، لا يزال الجيش الإسرائيلي منتشرا في أماكن معينة بجنوب لبنان وفقا لاتفاق وقف إطلاق النار”.
وزعم أدرعي أن انتشار جيش الاحتلال بهدف تمكين انتشار فعال للجيش اللبناني تدريجيا وتفكيك وإبعاد حزب الله، بعناصره وبنيته التحتية من جنوب لبنان، وعدم السماح له بالعودة وإعادة ترسيخ وجوده في هذه المنطقة.
وادعى أدرعي أن “حزب الله يضع مصلحته الضيقة فوق مصالح الدولة اللبنانية، وهو السبب الرئيسي في تدمير جنوب لبنان”، وأضاف أنه سيتم قريبا إصدار تحديث بالأماكن التي يمكن للبنانيين العودة إليها في جنوب لبنان.
وأكد أدرعي أنه “يُحظر على اللبنانيين العودة إلى 66 بلدة في جنوب لبنان“، مطالبا أهالي المنطقة بالانتظار، “وعدم السماح لحزب الله باستغلالهم”، حسب تعبيره.
الجيش اللبناني: نقف بجانب الأهالي في مواجهة جيش الاحتلال
بدوره، أعلن الجيش اللبناني وقوفه إلى جانب سكان البلدات الحدودية بجنوب البلاد في مواجهة جيش الاحتلال.
وفي بيان له قال الجيش اللبناني إنه “يواصل مواكبة الأهالي العائدين إلى البلدات الحدودية الجنوبية، والوقوف إلى جانبهم في مواجهة العدو الإسرائيلي”.
وأضاف أن ذلك يأتي “انطلاقا من واجبه الوطني في ظل إصرار العدو على استهداف العسكريين والأهالي، موقعا عددا كبيرا من الشهداء والجرحى، ورفضه السافر للالتزام باتفاق وقف إطلاق النار والانسحاب من الأراضي اللبنانية”.
وأشار الجيش اللبناني إلى أنه يستكمل الدخول إلى عدة بلدات جنوبية والانتشار فيها، ودعا المواطنين إلى الالتزام بتوجيهات الوحدات العسكرية.
كما أكد أنه يتابع الوضع عن كثب بالتنسيق مع قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (اليونيفيل) واللجنة الخماسية للإشراف على تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار. وتتألف اللجنة الخماسية من لبنان وإسرائيل والولايات المتحدة وفرنسا واليونيفيل.
يواصل الجيش مواكبة الأهالي العائدين إلى البلدات الحدودية الجنوبية والوقوف إلى جانبهم في مواجهة العدو الإسرائيلي، انطلاقًا من واجبه الوطني، وذلك في ظل إصرار العدو على استهداف العسكريين والأهالي موقعًا عددًا كبيرًا من الشهداء والجرحى، ورفضه السافر للالتزام باتفاق وقف إطلاق النار،… pic.twitter.com/3Es8FNpDIu
— الجيش اللبناني (@LebarmyOfficial) January 26, 2025
“حزب الله” يدعو إلى إلزام إسرائيل بالانسحاب من لبنان
في السياق، دعا حزب الله المجتمع الدولي إلى إلزام إسرائيل بالانسحاب الكامل من جنوب لبنان.
وقال حزب الله، في بيان، إن مشهد العائدين إلى قراهم يُجسد أسمى معاني الثبات والصمود والانتصار، ويؤكد أن هذا الشعب، بإرادته التي لا تُقهر وثباته الذي لا يلين، يشكل السلاح الأقوى للمقاومة.
وأضاف البيان “إننا في حزب الله، إذ ننحني إجلالًا أمام عظمة شعب المقاومة، نؤكد أن معادلة الجيش والشعب والمقاومة التي تحمي لبنان من غدر الأعداء ليست حبرًا على ورق، بل واقع يعيشه اللبنانيون يوميًّا، ويجسدونه بصمودهم وتضحياتهم”.
وشدد حزب الله على أن المجتمع الدولي، وعلى رأسه الدول الراعية للاتفاق “مطالب بتحمل مسؤولياته أمام انتهاكات العدو الإسرائيلي وجرائمه وإلزامه بالانسحاب الكامل من أراضينا”.
ودعا حزب الله جميع اللبنانيين إلى “الوقوف صفا واحدًا مع أهلهم في الجنوب، لتجديد معاني التضامن الوطني وبناء سيادة حقيقية عنوانها التحرير والانتصار”.
ويوم الجمعة الماضي، زعم مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أن صياغة الجزء المتعلق بمهلة الانسحاب المحددة في الاتفاق يُفهم منها أنها قد تستغرق أكثر من 60 يوما.
كما زعم أن الدولة اللبنانية لم تُنفذ اتفاق وقف إطلاق النار بالكامل، وبناءً عليه ستستمر عملية الانسحاب التدريجي (من جنوب لبنان) بالتنسيق الكامل مع الولايات المتحدة، دون تحديد موعد لإتمام انسحابه.
وخلّف العدوان الإسرائيلي على لبنان 4080 شهيدا و16 ألفا و753 جريحا، بينهم عدد كبير من الأطفال والنساء، إضافة إلى نزوح نحو مليون و400 ألف شخص، وتم تسجيل معظم الضحايا والنازحين بعد تصعيد العدوان في 23 سبتمبر/أيلول الماضي.