“نحن مواليد 27 يناير 2025 وأشعر كأني عائد من الحج”.. فرحة مسنّ بالعودة إلى شمال غزة (شاهد)

بعد نزوحه خمس مرات

وسط مشاهد مؤثرة وهتافات التكبير والتهليل، تدفقت العائلات النازحة عبر شارع صلاح الدين في طريقها للعودة إلى شمال قطاع غزة، بعد أشهر طويلة من النزوح والمعاناة التي خلفتها الحرب الإسرائيلية.

“كأني عائد من الحج”

وفي يوم وصفه بأنه مشهود، أعرب النازح موسى أبو جراد، العائد إلى بيت حانون بشمال قطاع غزة، عن فرحته الغامرة بعودته إلى مسقط رأسه بعد رحلة نزوح قاسية وطويلة، قائلًا “اليوم أشعر وكأنني عائد من الحج، لم نكن نتصور أن هذا اليوم سيأتي، لكنه تحقق بإرادة الله”.

وأضاف أبو جراد أن اللحظة كانت غير متوقعة بعد أن عايش أشهرًا من النزوح والمعاناة، قائلًا “اليوم كنا لا نفكر فيه إلا أن الله أراده لنا، والحمد لله على ما صار”.

وأكد أن الفرحة لا تكتمل دون استذكار الشهداء والجرحى، مضيفًا “نسأل الله الرحمة للشهداء، والرزق الطيب للأطفال، والصبر لنا جميعًا على هذا المشوار الطويل الذي أوصلنا إلى هنا”.

نزح خمس مرات

وروى أبو جراد تفاصيل النزوح المتكرر الذي عاشه خلال الحرب قائلًا “نزحنا 5 مرات، في كل مرة كنا نفك الأخشاب، وننصب الخيام، ونبحث عن مكان نأوي إليه”.

وأشار إلى حجم الصعوبات المعيشية التي واجهها النازحون في أماكن التهجير، قائلًا “عشنا بلا طعام ولا ماء، بلا مصدر رزق ولا عمل، حتى أبسط الاحتياجات اليومية أصبحت بعيدة المنال”.

“نحن مواليد 27 يناير 2025”

ورغم هذه التجربة القاسية، أكد أبو جراد أن الصبر كان مفتاح النجاة، قائلًا “الحمد لله، صبرنا، ومن يصبر ينل”.

ووصف عودته اليوم بأنها “ولادة جديدة”، قائلًا “نحن مواليد 27 يناير/كانون الثاني 2025، كأننا نولد من جديد بعد هذه المحنة”، لكنه في الوقت ذاته يدرك أن التحديات لم تنتهِ، فالمنازل التي يعود إليها النازحون مدمرة وتحتاج إلى إعادة إعمار، مشددًا على ضرورة دعم الفلسطينيين في هذه المرحلة الصعبة.

وبدأ آلاف النازحين الفلسطينيين، صباح اليوم الاثنين، العودة إلى مدينة غزة وشمال القطاع، بعد أن هجّرهم جيش الاحتلال قسرًا من منازلهم جراء الحرب.

ومساء الأحد، أعلنت قطر تفاهمات جديدة بين حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وإسرائيل تتم بموجبها عودة نازحي قطاع غزة بدءًا من صباح الاثنين، مقابل تسليم الأسيرة أربيل يهود وآخرين خلال الأيام المقبلة.

المصدر : الجزيرة مباشر

إعلان