خلال رحلة العودة إلى شمال غزة.. كبار السن يعانون من صعوبة تحريك كراسيهم المتحركة على الأرض المدمرة (فيديو)

بعد أكثر من عام على تهجيرهم قسرا تحت القصف والحصار، خاض عشرات الآلاف من النازحين الفلسطينيين من سكان شمال قطاع غزة رحلة عودة على الأقدام إلى ديارهم وبلداتهم وقراهم في مشهد غير مسبوق، وفقا لترتيبات المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار.

المعاناة تشتد أكثر، وتبدو ظاهرة بحق كبار السن الذين يخوضون مشقة العودة على كراسيهم المتحركة في طريق غير معبَّد بعد أكثر من 15 شهرا من التهجير والنزوح.

الجزيرة مباشر تحدثت إلى نازح غزي، وصف خلالها المعاناة الشديدة في طريق الرجوع الرملي ومعه والدته المحمولة على كرسي متحرك مع غياب أي أطعمة أو مياه لإطعام الأطفال والنساء وكبار السن.

وقالت مُسنة فلسطينية مقعدة على كرسي متحرك، يدفعها حفيدها “الطريق صعبة للغاية في ظل انعدام أدنى المقومات”.

وقال نازح مُسن (78 عاما) “قطعت مسافة طويلة على قدمي، أعاني من ألم في الغضاريف، ركبتاي لم تعد تحملاني”.

وأضاف “بعد كل هذا التعب، سأعود إلى بيت مهدم (ردم) سأقيم في خيمة بجانب منزلي” مفضلا انتهاء النزوح.

وقالت النازحة ريم بدوي التي جاءت من دير البلح “أنا مصابة بالسكري والسرطان، أبنائي استشهدوا، وبيتي تم قصفه”.

وأضافت “تركت بناتي في دير البلح بسبب عدم قدرتهم على الحركة بعد إصابتهم برصاص الاحتلال”.

وأفاد مُسن فلسطيني مقعد على كرسي متحرك “الطريق وعرة وطويلة، زوجتي مريضة وتتحرك بصعوبة، لكن تهون المصاعب في سبيل العودة إلى منزلنا”.

وتأتي عودة النازحين من محافظات الجنوب والوسطى إلى غزة والشمال، عبر نقطتين من محور نتساريم الذي أنشأه جيش الاحتلال في 27 من أكتوبر/تشرين الأول 2023 وسط القطاع.

النقطة الأولى هي شارع الرشيد الساحلي الذي خُصص وفق اتفاق وقف إطلاق النار لعودة النازحين مشيا على الأقدام إلى مدينة غزة.

أما النقطة الثانية فتتمثل في شارع صلاح الدين الذي خُصص لمرور المركبات بعد خضوعها لتفتيش أمني بجهاز أشعة سينية (X-RAY)، وفق ما نص عليه اتفاق وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه في 19 من يناير/كانون الثاني الجاري.

وجاءت هذه العودة بعدما فكك جيش الاحتلال، صباح الاثنين، منشآته العسكرية غرب محور نتساريم وانسحب منه متوجها إلى شرقه.

ومن المقرر في 22 من يناير أن يكمل الجيش انسحابه حتى المنطقة العازلة قرب السياج الفاصل بين غزة وإسرائيل، على طول الحدود من الشمال إلى الجنوب، حسب الاتفاق.

المصدر : الجزيرة مباشر

إعلان