الضفة.. الاحتلال يصعّد عدوانه على جنين وطولكرم والقسام تنعى 5 من مقاوميها

عربة عسكرية إسرائيلية تغلق طريقًا في جنين قبل أن يقوم جنود الاحتلال بتفتيش الإسعاف (الفرنسية)

يتمادى جيش الاحتلال الإسرائيلي في شن اقتحامات بالضفة الغربية، تزامنا مع تصعيد العدوان على جنين وطولكرم، إضافة إلى مجزرة بلدة طمون قرب طوباس استُشهد جراءها 10 فلسطينيين مساء أمس الأربعاء.

وأعلنت كتائب القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، في بيان اليوم الخميس، أن 5 من مقاوميها استشهدوا في مجزرة طمون.

يأتي ذلك في حين يواصل الاحتلال، عدوانه على مدينة جنين ومخيمها شمالي الضفة لليوم العاشر على التوالي؛ مما أدى إلى استشهاد 17 فلسطينيا وإصابة عشرات آخرين، وترافق ذلك مع حملة اعتقالات وسط تدمير واسع للممتلكات والبنية التحتية.

ونقلت وكالة الأنباء الفلسطينية عن رئيس بلدية جنين، أن الاحتلال هدم عددًا كبيرًا من منازل المواطنين في مخيم جنين وفي أحياء قريبة منه، وتسبب في انقطاع التيار الكهربائي بشكل كامل عن المخيم، ونقص كبير في المياه.

جندي إسرائيلي يقف خلف جدار في جنين خلال اقتحام المدينة -29 يناير (الفرنسية)

كما تعمّد الاحتلال، تدمير ممتلكات المواطنين ومحالهم التجارية، وبدأت المواد الغذائية تنفد في عدد من أحياء المدينة، في حين يحاصر الاحتلال مخيم جنين بشكل كامل وأجزاء من المدينة في محيط المخيم.

وشنت قوات الاحتلال حملة اعتقالات خلال اقتحام بلدة ميثلون شرق جنين، وقرية بير الباشا جنوب جنين وحاصرت منزل شاب واعتقلته من داخل المنزل كما اعتقلت شابين آخرين من نفس المنزل.

ويواصل الاحتلال دفع تعزيزات عسكرية من حاجز الجلمة إلى المدينة ومحيط المخيم، ويعرقل وصول الإسعاف إلى مستشفى جنين الحكومي.

تفجير منزل شهيد

ونقلت وكالة الأنباء الفلسطينية عن شهود، أن قوات الاحتلال فجرت اليوم الخميس، منزلا يعود لعائلة الشهيد “جمال أبو هنية” بقلقيلية (قرب الخط الأخضر)، يتكون من ثلاثة طوابق.

واقتحمت قوات الاحتلال، مدينة قلقيلية من مدخلها الشرقي فجرا وانتشرت بأحد الشوارع، وباشر جنود الاحتلال عمليات حفر بآليات ثقيلة بالقرب من منزلي الشهيدين “علي خليل أبو بكر، وجمال أبو هنية” ثم تركزت الحفريات بمنزل “أبو هنية”، وأجبر الاحتلال المواطنين بالمنطقة على إخلاء منازلهم، ثم فجّر المنزل بشكل كامل.

واستشهد أبو هنية في شهر أغسطس/آب العام الماضي بقصف الاحتلال لمركبة على طريق زيتا -عتيل شمال طولكرم؛ مما أدى إلى اشتعال المركبة واستشهاده وكان برفقته الشهيد علي خليل أبو بكر.

وفي هذا السياق، تواصل سلطات الاحتلال الإسرائيلي، تشديد إجراءاتها العسكرية من اقتحامات وحواجز عسكرية على مداخل قرى وبلدات بالمحافظة، وتتعمد عرقلة حركة المواطنين بإيقافها مركباتهم وتفتيشها بشكل دقيق على الحواجز.

منع الهلال الأحمر في طولكرم

وفي طولكرم، منع جيش الاحتلال في الساعات الأولى من فجر اليوم الخميس، إدارة وطواقم جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني في مدينة طولكرم، من الوجود أمام مقر الجمعية، وأجبرها على المغادرة فورا وعدم الرجوع إلى المكان.

ونقلت الوكالة الفلسطينية عن مديرة الجمعية، أن جنود الاحتلال داهموا ساحة الجمعية، وطلبوا من طواقمها إبعاد مركباتها المصطفة أمام المقر ومغادرة المكان والذهاب إلى منازلهم تحت تهديد السلاح.

وأشارت إلى أنهم اضطروا إلى مغادرة المقر وإغلاق أبوابه، تحت تهديد الاحتلال، وتجاهله لطبيعة العمل الإنساني الذي تقوم به الجمعية وحاجتهم للاستجابة لحالات الطوارئ الناتجة عن العدوان الإسرائيلي المستمر على المدينة ومخيمها.

يأتي ذلك في وقت تواصل فيه قوات الاحتلال عدوانها على مدينة ومخيم طولكرم لليوم الرابع، وسط مداهمة منازل المواطنين والمباني السكنية والتجارية وتحويلها إلى ثكنات عسكرية، وما رافقها من تخريب وتدمير للبنية التحتية والممتلكات العامة والخاصة.

“الضفة تمر بمرحلة خطيرة”

وقد حذرت حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، في بيان، من أن الضفة الغربية المحتلة “تمرّ بمرحلة خطيرة تستدعي الدفاع عن الأرض ومقاومة الهدم والتهجير بكل الوسائل”.

وقال القيادي في حركة حماس محمود مرداوي إن تصاعد عمليات الهدم والتدمير لمنازل وممتلكات المواطنين في الضفة الغربية، والعمليات العسكرية الإسرائيلية وخاصة في شمال الضفة، يشير إلى خطورة المرحلة القادمة التي تستدعي استنهاض الكل الفلسطيني للدفاع عن الضفة وأرضها.

وأضاف أن ما تخطط له وبدأت بتنفيذه حكومة نتنياهو المتطرفة، والجماعات الاستيطانية من نهب وضم لأراضي الضفة وتوسيع المستوطنات، يأتي بغطاء أمريكي وتجاهل دولي لانتهاكات الاحتلال بحق الفلسطينيين وحقوقهم”.

وأكد أن الشعب الفلسطيني لن يترك أرضه ولن يسمح بتهجيره منها مهما بلغت التضحيات، وأن مشهد عودة النازحين إلى شمال قطاع غزة أكبر دليل على ذلك.

معارك ضارية مع المقاومة

وفي هذا السياق، أفادت مصادر الجزيرة مباشر، باندلاع اشتباكات بين مقاومين فلسطينيين وقوات الاحتلال الإسرائيلي، في بلدة قفين شمالي طولكرم بالضفة الغربية.

وكشفت سرايا القدس -الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين– أن مقاومين يخوضون معارك ضارية مع قوات الاحتلال في عدة محاور ويمطرون قوات العدو والآليات العسكرية.

وقالت سرايا القدس-كتيبة طولكرم “يخوض مقاتلونا في (سرية قفين) معارك ضارية مع قوات الاحتلال في عدة محاور ويمطرون قوات العدو والآليات العسكرية في محيط المنزل المحاصر بزخات كثيفة من الرصاص محققين إصابات مؤكدة”.

المصدر : الجزيرة مباشر + وكالة الأنباء الفلسطينية

إعلان