الظهور الأخير للشهيد محمد الضيف أثناء التحضيرات النهائية لطوفان 7 أكتوبر (فيديو)

“ولي في هذه الأرض آلاف البذور”

بثت الجزيرة عبر برنامجها “ما خفي أعظم” مشاهد حصرية تُظهر قائد هيئة أركان كتائب القسام، محمد الضيف ورفاقه القادة خلال التخطيط من داخل غرفة العمليات، ووضعه اللمسات الأخيرة على التحضيرات لمعركة “طوفان الأقصى” التي انطلقت يوم 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.

الظهور الأخير للضيف

وقال الضيف في كلمته “كما أنتِ هنا مزروع أنا، ولي في هذه الأرض آلاف البذور، ومهما حاول الطغاة قلعنا، ستنبت البذور. أنا هنا في أرضي الحبيبة الكثيرة العطاء، ومثلها عطاؤنا يواصل الطريق ولا يخطئ المسير”.

وكان هذا الظهور هو الأخير الذي توثّقه كتائب القسام للضيف، من داخل غرفة العمليات، قبل إعلان استشهاده، كاشفة عن دوره المباشر في التخطيط للطوفان.

الضيف يعلن بدء الطوفان

وفي صباح ذلك السبت 7 أكتوبر 2023، خرج الضيف في تسجيل صوتي ليعلن أكبر هجوم ضد إسرائيل منذ عقود، حيث قال “نعلن بدء عملية طوفان الأقصى، وقد تجاوزت الضربة الأولى أكثر من 5000 صاروخ وقذيفة خلال 20 دقيقة”.

واعتبر الضيف أن “اليوم هو يوم المعركة الكبرى لإنهاء الاحتلال الأخير على سطح الأرض”، وقال قررنا أن نضع حدًا للانتهاكات الإسرائيلية للاعتداءات على المسجد الأقصى. آن الأوان لأن تتحد كل القوى العربية والإسلامية لكنس الاحتلال”، داعيًا إلى “مشاركة كل الجبهات في الانخراط والالتحام في المعركة ضد الاحتلال”.

إعلان استشهاد “رجل الظل”

وبعد استكمال الإجراءات الأمنية اللازمة، أعلنت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، مساء أمس الخميس، استشهاد القائد محمد الضيف، أبو خالد، قائد هيئة الأركان، إلى جانب ثلة من القادة الكبار، بعد سنوات طويلة قضاها في قيادة المقاومة الفلسطينية.

ووُلد محمد دياب إبراهيم المصري، المعروف باسم محمد الضيف، في غزة عام 1965، لعائلة فلسطينية هُجّرت من قرية القبيبة التي أقيمت على أنقاضها مستوطنة كفار ميخائيل بعد نكبة 1948.

ونشأ في مخيم خان يونس، وكان شغوفًا بالمسرح، حيث أسس فرقة “العائدون”، لكن سرعان ما تحول إلى شخصية محورية في المقاومة، ليتصدر لاحقًا قيادة كتائب القسام.

بدأ الضيف أولى عملياته العسكرية عام 1988، واعتُقل عام 1989 بسبب نشاطه المقاوم، وبعد إطلاق سراحه تدرج في صفوف كتائب القسام حتى تولى قيادتها عام 2002، خلفًا للشهيد صلاح شحادة الذي اغتالته إسرائيل.

ومنذ ذلك الحين، أصبح المخطِّط الأول لعمليات القسام، وقاد العديد من الهجمات التي أرّقت الاحتلال، حتى بات أحد أكثر المطلوبين لدى إسرائيل، التي أطلقت عليه لقب “ابن الموت”.

10 محاولات اغتيال

وتعرض الضيف لمحاولات اغتيال متكررة بين عامي 2003 و2014، منها هجوم إسرائيلي أسفر عن استشهاد زوجته وداد عصفورة، ونجله الرضيع علي، ونجا أطفاله الثلاثة الآخرون، ومع ذلك، واصل قيادة القسام من الظل، دون أن تتمكن إسرائيل من تصفيته، حتى جاء إعلان استشهاده أمس الخميس.

ورغم احتفاء إسرائيل باغتياله، واعتبارها ذلك “نصرًا كبيرًا”، إلا أن اغتيال الضيف لا يعني نهاية المقاومة، حسبما أكدت القسّام، ففي حين نشرت إسرائيل صورته على أوراق اللعب التي تحمل صور أبرز قادة (حماس)، ووصفته بأنه “الأكثر قيمة”، إلا أن أنصاره يرون أن استشهاده سيعمّق الرغبة في مقاومة الاحتلال، ولن يضعف عزيمة المقاتلين.

المصدر : الجزيرة مباشر

إعلان