رئيس مؤسسة “هند رجب”: هكذا تعقبنا الجندي الإسرائيلي في البرازيل (شاهد)

تحدّث عن خرق قانوني كبير أرعَب إسرائيل

كشف دياب أبو جهجه، رئيس مؤسسة “هند رجب” الحقوقية، مقرها بروكسل، مساء الأحد، الآليات والإجراءات التي اتخذتها المنظّمة لملاحقة جندي إسرائيلي في البرازيل، بتهم ارتكابه “جرائم حرب” في قطاع غزة، وهي خطوة أثارت ضجة كبرى وقلقا واسعا في تل أبيب.

وقال أبو جهجه لبرنامج “المسائية” على شاشة الجزيرة مباشر “نحن لدينا قائمة بيانات كبيرة تحتوي ملفات عن الجنود الصهاينة الذين شاركوا بجرائم حرب في قطاع غزة، وكنا قد قدمنا قبل فترة 1000 ملف إلى المحكمة الجنائية الدولية بهدف تقوية الادعاء، وبالنهاية تقوية ما كان حينها جدالا داخليا في الجنائية الدولية حول مذكرة توقيف لرئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع يوآف غالانت”.

وتابع “إذن عندنا قاعدة البيانات، وفيها جنود نعتبرهم أولوية لأنهم ارتكبوا جرائم بشكل مباشر، فنحن لا نلاحق كل الجنود الإسرائيليين بل الذين لدينا ضدهم أدلة واضحة لجرائم فردية ارتكبوها هم، والجندي المذكور هو واحد من هؤلاء الموجودين على لائحة الأولوية بالنسبة لنا”.

آليات المراقبة وجمع الأدلة

وبشأن آلية المراقبة وجمع الأدلة والتأكد منها، قال “نحن نراقب تحرّكاتهم من خلال السوشيال ميديا ومنصاتهم الرقمية، وعندما لاحظنا دخول الجندي المذكور إلى الأراضي البرازيلية تحرّكنا مباشرة مع محامينا هناك ضده”.

وأوضح ذلك قائلا “كل الدلائل التي لدينا، هي دلائل نشرها الجنود الإسرائيليون أنفسهم، هم ينشرون فيديوهات كثيرة على منصات التواصل ويظهرون فيها وهم يدمرون منازل أو يسرقون ملابس المواطنين الفلسطينيين سواء النازحون أو الشهداء، وكذلك جرائم من أنواع أخرى بعضها اختطاف لمدنيين إلى آخره”.

وزاد “نحن نوثق هذه الجرائم التي ينشرونها، حتى لو حذفوها فيما بعد تبقى لدينا، ومن ناحية أخرى نقوم بربط هذه الجرائم بأسماء وبأشخاص وبكتائب وبوحدات وبناء ملف قضائي جاهز. عندما يتحرك الجندي إلى أي بلد في الخارج نقدّم هذا الملف الجاهز إلى المحامي ليتحرك ضده، هذه هي الآلية”.

التهم الموجّهة إلى الجندي المذكور

وبشأن الجرائم التي ارتكبها الجندي المذكور، قال “بالنسبة لهذا الجندي بالتحديد فهو جرمه تدمير منازل مدنيين فلسطينيين، وقد قام بنفسه بتفجير منازل مدنيين في غزة، ونحن أيضًا اتصلنا بملّاك المنازل وبعضهم أعطونا توكيلات قضائية، ومحامينا في البرازيل يمثّلهم أيضًا في تلك القضية”.

واستطرد “قضيته تدمير منازل وهو مسؤول عنها بشكل مباشر، هو من وضع العبوات مع جنود آخرين طبعًا، والمدّعون هم أصحاب تلك المنازل، وهي قضية ليست بسيطة بل كبيرة وخطيرة جدًّا، فتدمير منازل المدنيين هو جزء من آليات الإبادة الجماعية لأنك تمنع المواطنين من السكن والحياة وهي جرائم حرب”.

كيف تحرّكت السلطات البرازيلية؟

أما بشأن كيفية تحرّك السلطات البرازيلية، فقال “ما حصل هو أننا رفعنا الملف القضائي وكان قويًّا جدًّا مكوّنًا تقريبًا من 500 صفحة من الأدلة والحجج القانونية، فاضطر الادعاء أن ينقل الملف إلى القضاء لأنه لم يستطع أن يأخذ القرار بنفسه”.

وتابع “عندما وصل الملف إلى المحكمة اتخذت أمرًا أصدرته إلى الشرطة البرازيلية للتدخل من أجل التحقيق مع هذا الجندي، يعني القاضي أمر الشرطة بالتحرك ضد المشتبه به ما يعني أن توقيفه محتملًا أو التحقيق معه أو احتجاز هاتفه أو أشياء أخرى، هنالك احتمالات عديدة تقررها الشرطة في كيفية متابعة التحقيق”.

تطور قانوني كبير أرعَب إسرائيل

وعقّب “لكن الأمر القضائي صدر بالفعل، وهذا هو الخرق القانوني الكبير لأنها المرة الأولى التي تقوم بها الدولة بتطبيق فعاليات من معاهدة روما التي أسست المحكمة الجنائية الدولية من دون العودة إلى الجنائية الدولية ذاتها، بل تم الإجراء على مستوى الدولة المحلية”.

وختم بأن هذا “خرق كبير جدًّا لأن هذا يعني الآن أننا نستطيع أن نبني على هذه السابقة ونتحرك في البلدان الأخرى ونطالب بفعل المثل، يعني أن يقوم قاض محلي بتطبيق القانون الدولي من خلال القانون المحلي، ولذلك نرى القلق الكبير في الجانب الآخر (إسرائيل) لأنهم يدركون الآن أن ما كنا نقوم به -وهم كانوا يعتبرون أنها كانت مسائل إعلامية فقط- صار في الواقع مسائل قانونية فعالة”.

“هند رجب” تطارد جنديا إسرائيليا في البرازيل

وأمس، استيقظ الإسرائيليون على نبأ إصدار محكمة في البرازيل أمرًا بالتحقيق مع جندي كان يزور البلاد، عقب شكوى تقدمت بها مؤسسة “هند رجب” (HRF) وهي منظمة مدافعة عن الحق الفلسطيني أُنشئت تخليدًا لذكرى الطفلة الفلسطينية هند رجب، وتسعى إلى كسر ما تصفه بالإفلات الإسرائيلي من العقاب.

وذكرت هيئة البث الإسرائيلية الرسمية، أمس، أنه “بعد ساعات من التوتر، تمكن الجندي من الفرار من البلاد”، كما ذكرت صحيفة “يسرائيل هيوم” أن الجندي خرج من البرازيل وهو في طريقه إلى تل أبيب.

وصباح اليوم الاثنين، أفادت هيئة البث نقلًا عن تقارير أمنية، بارتفاع محاولات ملاحقة جنود الاحتلال قضائيًّا في الخارج، ووصفت هذه المحاولات بأنها “نهج نجاح محتمل”. وأمس، قالت صحيفة “هآرتس” إن الجيش وجه تحذيرًا لجنود الاحتياط المسافرين إلى الخارج من خطر اعتقالهم بناء على شكاوى جنائية بسبب مشاركتهم في الحرب على قطاع غزة.

المصدر : الجزيرة مباشر

إعلان