شهادات جديدة عن رحلة عودة مازن الحمادة حتى تصفيته في سجون الأسد (فيديو)

“كان يعتقد أن شهادته أمام الكونغرس ستجلب ضغوطا دولية على النظام للإفراج عن المعتقلين، لكنه أدرك لاحقا أن حقوق الإنسان ليست أولوية، فأصيب باكتئاب حاد، وكان ينعزل ويدخن بشراهة”.

هكذا صرَّح فوزي، شقيق الناشط مازن الحمادة، في لقاء مع الجزيرة مباشر، كشف تفاصيل مثيرة عن عودة أخيه من هولندا إلى سوريا عام 2020.

وأشار فوزي إلى أن مازن شعر بخيبة أمل كبيرة بسبب تجاهل المجتمع الدولي لقضية المعتقلين، وقال “اتصل بي مازن قبل نزوله إلى سوريا، وأخبرني أن هناك وعودا بإطلاق سراح إخوته وابن أخته وصهره. حذرته من العودة، لكن النظام نجح في استدراجه”.

خداع ووعود كاذبة

هذه الرواية أكدها الصحفي قتيبة ياسين، صديق الراحل مازن، بقوله “مازن عانى كثيرا من الاكتئاب بعد خروجه من السجن، وخصوصا مع الغربة في هولندا. كان يتحدث كثيرا عن رغبته في العودة إلى سوريا والمصالحة بين الأطراف هناك، رغم أنني حذرته عدة مرات من العودة، فإنه بدا أنه وقع ضحية استغلال النظام عبر وعود كاذبة بالإفراج عن أقاربه”.

وأوضح قتيبة ياسين للجزيرة مباشر أن مازن كان يخضع للعلاج النفسي، حيث كان يعاني اكتئابا حادّا، لكنه لم يلتزم بعلاجه بشكل منتظم، مما أدى إلى تفاقم حالته النفسية، وفي إحدى المحادثات، قال مازن إنه كان يعاني خيبة أمل كبيرة بسبب عدم تحرك المجتمع الدولي لحماية المعتقلين، رغم شهادته أمام الكونغرس عن جرائم النظام.

الاعتقال والتصفية

وقال شقيقه فوزي إن شهود عيان أكدوا أن مازن كان يبدو مخدَّرا عندما خرج من السفارة السورية في هولندا، وسافر إلى سوريا، علما بأنه لم يكن يملك جواز سفر عندما دخل السفارة.

وعاد مازن إلى سوريا عبر طائرة سودانية هبطت في مطار دمشق الدولي، وأدرك فور وصوله أنه وقع في كمين، واتصل بشقيقته طالبا منها الحضور بمبلغ مالي لتذكرة العودة، لكن الوقت كان قد فات، إذ اعتقلته المخابرات الجوية.

وأضاف شقيقه أن معتقلين سابقين مع مازن أكدوا أنه تعرَّض لضغوط شديدة للظهور على التلفزيون الرسمي لنفي روايته عن التعذيب، لكنه رفض ذلك مرارا رغم التعذيب، ومكررا القول نفسه في كل مرة “كل ما قلته عن التعذيب صحيح”.

تقرير الطب الشرعي

وشدَّد فوزي الحمادة على أن شقيقه مازن تعرَّض لتعذيب وانتهاكات يعجز عن وصفها، وهي ما تسببت في موته، إذ أخبره الطبيب الشرعي أن مازن توفي نتيجة تعرُّضه للتعذيب الشديد. وأضاف “يداه وقدماه كانت مكسورة بسبب الضرب المبرح، كما تعرَّض لصدمات جسدية كبيرة أدت إلى وفاته قبل أسبوع من استلامنا جثته”.

رسالة من أسرته

واختتم شقيقه بقوله “سقط نظام الأسد، لكننا لم نسترد حقوقنا بعد. لن ينال السوريون العدالة إلا عندما يُحاسَب كل من تورط في هذه الجرائم، وعلى رأسهم بشار الأسد“.

واعتقل نظام الأسد الناشط مازن الحمادة 3 مرات منذ انطلاق الثورة السورية، بسبب نشاطه الإغاثي ومشاركته في الاحتجاجات السلمية.

ومكث الشاب المعارض 18 شهرا في أقبية المخابرات العسكرية بدمشق، من مارس/آذار 2012 إلى سبتمبر/أيلول 2013، ذاق خلالها أصنافا من العذاب، واضطر مازن إلى اللجوء إلى هولندا بعد خروجه من المعتقل، ودأب على فضح وحشية نظام الأسد بشهادات جريئة، قبل أن يعود منذ 4 أعوام إلى سوريا بشكل مفاجئ يحيطه الغموض، ليتم اعتقاله وتغييبه مجددا فور وصوله إلى مطار دمشق.

ومع سقوط نظام الأسد وسيطرة المعارضة المسلحة، أملت عائلة مازن أن ينال ابنها نصيبا من التحرير، لكنها فُجعت بالتعرف على جثته في مستشفى بدمشق، وآثار التعذيب عليه تروي مأساة أيامه الأخيرة.

المصدر : الجزيرة مباشر

إعلان