لحظة إعلان الفائز بجائزة نوبل للسلام.. من هي ماريا كورينا التي أضاعت حلم ترامب؟ (فيديو)

حصدت زعيمة المعارضة الفنزويلية ماريا كورينا ماتشادو جائزة نوبل للسلام لعام 2025 تقديرا لـ”إبقاء شعلة الديمقراطية متقدة وسط عتمة متزايدة” في بلادها، وفق لجنة نوبل.
جاء الإعلان من أوسلو اليوم الجمعة 10 أكتوبر/تشرين الأول، منهيا تكهنات وضغوطا سياسية قادها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الساعي للجائزة هذا العام.
لحظة الإعلان عن الفائز بجائزة #نوبل_للسلام_لعام2025
📌لجنة نوبل النرويجية تعلن فوز المعارضة الفنزويلية ماريا كورينا ماتشادو بجائزة نوبل للسلام#الجزيرة_مباشر pic.twitter.com/Kgi2VzMaaI
— الجزيرة مباشر (@ajmubasher) October 10, 2025
من هي ماريا كورينا ماتشادو؟
مهندسة صناعية من كاراكاسن، مواليد 1967 (58 عاما)، تخرجت في جامعة أندريس بيو الكاثوليكية وتخصصت في التمويل بـ(IESA)، وشاركت في برنامج “وورلد فيلوز” بجامعة ييل (2009).
اقرأ أيضا
list of 4 items- list 1 of 4رئيسة وزراء اليابان تشيد بترامب وترشحه لـ”جائزة أحلامه”
- list 2 of 4ترامب يشتكي مجددا من تجاهله في جائزة نوبل (فيديو)
- list 3 of 4جائزة نوبل في الاقتصاد تذهب إلى 3 فائزين
- list 4 of 4مصداقية “نوبل” على المحك.. المؤسسة تتحرى تسريبات وشبهات مراهنات
برزت ماتشادو مبكرا مع تأسيسها منظمة “سوماته” لمراقبة الانتخابات، قبل أن تنتخب نائبة في الجمعية الوطنية (2011–2014).
لاحقا شاركت في تأسيس حزب “فينتي فنزويلا” الليبرالي وتولت تنسيقه الوطني، لتصبح أحد أبرز وجوه المعارضة المدنية في وجه حكمي هوغو تشافيز ونيكولاس مادورو.

طريق ماتشادو إلى زعامة المعارضة
راكمت ماتشادو حضورها عبر الدفاع العلني عن التعددية والاقتراع الحر، وقيادة احتجاجات سلمية، والعمل على توحيد الطيف المعارض.
في أكتوبر/تشرين الأول 2023 فازت باكتساح في الانتخابات التمهيدية للمعارضة، ما ثبت زعامتها الشعبية ورسخ خطاب “الصناديق لا البنادق” كخيار استراتيجي في بلد مزقته الأزمات.
المنع والمطاردة ثم “مرشح بديل”
رغم فوزها في التمهيديات، أقصيت ماتشادو بقرار “عدم الأهلية” ومنعت من الترشح. قادت مع ذلك حملة موحَدة دفعت بمرشح بديل هو إدموندو غونزاليس إلى الواجهة قبل انتخابات 2024 المثيرة للجدل التي شهدت تضييقا واسعا واعتقالات وتوترا داميا.
واصلت الناشطة نشاطها وهي متوارية جزئيا عن الأنظار، بينما تماسكت المعارضة حول شعار الانتقال السلمي عبر صناديق الاقتراع. هذا المسار، برغم القمع، كان من بين الأسباب التي ذكرتها لجنة نوبل لتكريمها.

لماذا اختارت لجنة نوبل ماتشادو؟
تقول لجنة نوبل إن ماتشادو تكرَم “أولا وقبل كل شيء” لجهودها في دفع الديمقراطية في فنزويلا، ولأن الدفاع عن حق التعبير والانتخاب والتمثيل أساس السلام داخل الدول وفيما بينها.
في صياغة اللجنة، تقول إن نموذجها يبرهن أن النضال السلمي المنظم يمكنه إحداث تغييرات بنيوية حتى في بيئات سلطوية.
جوائز ماتشادو
قبل نوبل، تقاسمت ماتشادو مع غونزاليس جائزة زاخاروف (2024)، وتلقت تقديرات دولية متزايدة لدورها في توحيد المعارضة وتثبيت خيار الانتقال السلمي.
ويعزز منح نوبل اليوم هذا المسار، ويضع تجربتها ضمن تقليد عالمي لتتويج مدافعين عن الديمقراطية وحقوق الإنسان تحت أنظمة قمعية.

دلالة سياسية.. و”حلم” رئاسي خاسر
حصدت جائزة نوبل للسلام هذا العام اهتماما أوسع من أي عام آخر، حيث جاء الإعلان عنها وسط حملة علنية غير مسبوقة من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للفوز بالجائزة بعد اتفاقات وهدن في ملفات دولية عدة روّج لها بوصفها إنجازات تستحق فوزه بالجائزة. غير أن لجنة نوبل، التي لا تعلن الترشيحات وتتشدد في استقلالها، حسمت قرارها لصالح ماتشادو، في تأكيد تركيزها على المسار المدني الطويل النفس لا الصفقات الظرفية.
ورأى البعض في تكريم ماتشادو بالجائزة حلا وسطا قد يرضي واشنطن التي تدعم المعارضة الفنزويلية بقوة، لكن البيت الأبيض انتقد قرار لجنة جائزة نوبل منح جائزة السلام لزعيمة المعارضة الفنزويلية بدلا من ترامب.
وقال المتحدث باسم البيت الأبيض ستيفن تشونغ في منشور على منصة “إكس” بأنه “سيواصل الرئيس ترامب إبرام اتفاقات السلام وإنهاء الحروب وإنقاذ الأرواح. فهو يملك قلبا محبا للخير، ولن يكون هناك شخص مثله يستطيع تحريك الجبال بقوة إرادته المحضة”.
وأضاف “لقد أثبتت لجنة نوبل أنها تعطي الأولوية للسياسة على حساب السلام”.

موقف ماتشادو من إسرائيل
تُظهر تصريحات ماريا كورينا ماتشادو انحيازا واضحا لصالح إسرائيل، بينما لم يصدر عنها أي موقف معلن يتعلق بالقضايا الفلسطينية أو الوضع في غزة.
ففي السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 نشرت ماتشادو، منشورا عبّرت فيها عن تضامنها الكامل مع “شعب إسرائيل وإدانتها الشديدة للهجمات التي نفذتها (حركة المقاومة الإسلامية) حماس”.
وفي سياق الهجوم الإيراني على إسرائيل في 14 إبريل/نيسان 2024، الذي جاء ردا على استهداف القنصلية الإيرانية في دمشق، عبّرت زعيمة المعارضة الفنزويلية عن تضامنها مع إسرائيل، معتبرة أن “هذا العدوان المباشر من النظام الإيراني يشكل تهديدا خطيرا للاستقرار الدولي”.
وفي عام 2020، وعدت ماتشادو بأنها إذا وصلت إلى السلطة ستعيد العلاقات مع إسرائيل.
وفي إحدى رسائلها المصورة نشرتها منظمة “المسيحيون في السياسة”، أكدت ماتشادو قبل 4 أعوام: “أعدكم بأنه سيأتي يوم تكون فيه علاقة بين فنزويلا وإسرائيل، وأؤمن وأستطيع أن أعلن أن حكومتنا ستنقل سفارتنا في إسرائيل إلى القدس. سيكون ذلك جزءا من دعمنا لدولة إسرائيل. أعدكم بأنه سيأتي يوم تكون فيه علاقة وثيقة بين فنزويلا وإسرائيل”.
ما التالي؟
عمليا، لا تغير الجائزة ميزان القوى الداخلي فورا، لكنها تمنح ماتشادو ومشروعها زخما سياسيا دوليا يصعب عزل المعارض، كما تضع فنزويلا مجددا في قلب جدول أعمال العواصم والهيئات الحقوقية، ما يطرح التساؤل: هل يمكن لهذا الزخم الرمزي أن يُترجم إلى تقدّم نحو انتقال سلميّ للسلطة في فنزويلا؟