أبو سلمية: الحرب العسكرية هدأت لكن حرب التجويع والحصار ومنع الدواء لا تزال مستمرة (فيديو)

حذر مدير مجمع الشفاء الطبي في غزة محمد أبو سلمية من أن القطاع الصحي يعيش “أسوأ مراحله على الإطلاق”، رغم الهدوء النسبي الذي أعقب دخول الهدنة يومها الثاني، مؤكدا أن كل يوم يمر دون إدخال الأدوية والمستلزمات الطبية يعني موتا محققا لمرضى السرطان والفشل الكلوي والأمراض المزمنة.
وقال أبو سلمية للجزيرة مباشر، مساء السبت، إن “الحرب العسكرية هدأت، لكن حرب التجويع والحصار ومنع الدواء لا تزال مستمرة”، مطالبا المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية بسرعة التدخل لإدخال الأدوية والمستلزمات الطبية العاجلة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه.
اقرأ أيضا
list of 4 items- list 1 of 4الأمم المتحدة تحذر من “نسق جديد” لعنف المستوطنين في الضفة الغربية (فيديو)
- list 2 of 4مكتب إعلام الأسرى: سجون الاحتلال ساحة لانتهاك القواعد الإنسانية عبر التجويع والإهمال الطبي
- list 3 of 4شاهد: فلسطينيون يتصدون لاعتداءات المستوطنين في الأغوار
- list 4 of 4هيئة البث: “سياسة عليا” تكبح تحرك إسرائيل ضد هجمات المستوطنين في الضفة الغربية
مستشفيات خارج الخدمة
وأكد أن القطاع الصحي في شمال غزة ومدينة غزة “انهار فعليا” بعد تدمير معظم المستشفيات، موضحا أن مستشفى العيون، ومستشفى الرنتيسي للأطفال، ومجمع الشفاء، ومستشفى القدس خرجت جميعها عن الخدمة.
وأشار إلى أن “الكادر الطبي” يعمل في ظروف قاسية لخدمة أكثر من 40 ألف جريح و350 ألف مريض بالأمراض المزمنة و12 ألف مريض بالسرطان دون توفر الحد الأدنى من الإمكانات.
نسبة العجز في الأدوية تجاوزت 70%
وأوضح أن نسبة العجز في الأدوية والمستلزمات الطبية تجاوزت 70%، وأن مختبرات التحاليل تكاد تتوقف بالكامل. وقال “لم يدخل إلى غزة حتى الآن أي نوع من الأدوية أو المستلزمات الطبية، بما في ذلك أدوية القلب والعلاجات الكيماوية”.
وأضاف مدير مجمع الشفاء أن المجاعة والتجويع المتعمد تسببا في تفشي أمراض خطيرة، منها النزلات المعوية والتنفسية، والأمراض الجلدية، وعودة أمراض كانت قد اختفت منذ عقود مثل شلل الأطفال، مؤكدا أن سوء التغذية ونقص المناعة جعلا الأطفال وكبار السن والجرحى أكثر عرضة للمضاعفات القاتلة.

حالات حرجة
وكشف أبو سلمية أن 5 آلاف شخص خضعوا لعمليات بتر، بينهم 2000 طفل، وأن هؤلاء بحاجة عاجلة للسفر إلى الخارج لاستكمال العلاج والتأهيل. وقال “كل يوم يتم فيه تأجيل علاجهم يزيد من معاناتهم، ويصعب فرص إنقاذهم لاحقا”.
كما أشار إلى وفاة 450 مريضا بالفشل الكلوي خلال الأسابيع الماضية بسبب انقطاع العلاج، مبيّنا أن عددا من مرضى السرطان ومرضى القلب يفقدون حياتهم يوميا بسبب غياب الأدوية والعلاج الإشعاعي.
وأضاف أن نحو 17 ألف مريض وجريح لديهم ملفات طبية جاهزة بانتظار السماح لهم بالخروج للعلاج في الخارج، مؤكدا أن جميع المعابر لا تزال مغلقة، وأن الوضع الصحي “لم يعد يحتمل أي تأخير”.
عودة مليون نازح
وتوقع أبو سلمية عودة ما بين 800 ألف إلى مليون نازح إلى شمال غزة خلال الأيام المقبلة، لكنه حذر من أن هؤلاء “لن يجدوا مستشفيات أو مراكز صحية أو حتى مياها صالحة للشرب”، مشيرا إلى أن أحياء كاملة في مدينة غزة -منها الشجاعية والشيخ رضوان ومخيم الشاطئ– دُمرت بالكامل.
وختم أبو سلمية بالقول “غزة اليوم مدينة منكوبة بكل المقاييس. لا دواء ولا طعام ولا مأوى. والمأساة الحقيقية أن الموت مستمر ولكن بصمت، داخل غرف المرضى الذين ينتظرون العلاج ولا يجدونه”.