مدى صمود الاتفاق وحكم غزة ومصير حماس.. بشارة بحبح يجيب عن الأسئلة الصعبة عبر الجزيرة مباشر (شاهد)

عبر شاشة الجزيرة مباشر، أجاب الدكتور بشارة بحبح رئيس لجنة العرب الأمريكيين والوسيط غير الرسمي بين حركة المقاومة الإسلامية (حماس) والإدارة الأمريكية، عن عدد من الأسئلة الشائكة المتعلقة بانتهاء الحرب على غزة بشكل نهائي وتجربته مع حماس ومستقبل الحركة ومسألة نزع سلاح المقاومة ومن يحكم القطاع، وغيرها.

وجاء اللقاء عبر برنامج (المسائية) وذلك بعد إتمام عملية تبادل الأسرى بين إسرائيل والمقاومة ضمن المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار الذي تبنّاه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وبعد توقيع قادة مصر وقطر وتركيا والولايات المتحدة، أمس الاثنين، وثيقة تتعلق بالاتفاق.

اقرأ أيضا

list of 4 itemsend of list

وإليكم نص الحوار الذي دار بين المذيع أحمد طه والدكتور بشارة بحبح:

هل انتهت الحرب الإسرائيلية بشكل نهائي؟

يرى بحبح أن الحرب انتهت بالفعل لأن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تبنّى انتهاء الحرب، ولن يسمح لإسرائيل بالعودة إليها تحت أي ظرف من الظروف.

وتابع “إسرائيل ربما تقوم بانتهاكات معينة، ولكن العودة للحرب لن تتم، هذا أهم شيء عدا عن تبادل الأسرى الذي حدث الاثنين، هو تبنّي الرئيس الأمريكي لانتهاء الحرب وهذا يضمن لنا أن الحرب انتهت بالفعل”.

ما الذي تم التوقيع عليه في شرم الشيخ؟

التوقيع تم على المرحلة الأولى من اتفاق غزة، أما المرحلة الثانية ربما يبدأ البت فيها اليوم الثلاثاء وتشمل إعادة الإعمار وقيام جهاز فلسطيني بإدارة القطاع ومسألة سلاح المقاومة.

وقال بحبح إنها عملية غير سهلة، لأن إسرائيل أخذت ما تريده وهو الأسرى وستحاول المماطلة بأي شكل، معربا عن اقتناعه بأن حركة حماس لن تخرق اتفاق وقف اتفاق النار ولن تعطي ذريعة لإسرائيل للعودة إلى العنف.

وعبّر عن استغرابه كلام من يقولون إنه من المبكر الحديث عن دولة فلسطينية، وإنها قائمة فقط في غزة، مؤكدًا أن تجزئة الضفة والقدس عن غزة أمر مرفوض من كل الفصائل الفلسطينية بما فيها حماس، وتابع “مهم أن نرى في نهاية المطاف حلا دائما وقيام دولة فلسطينية معترف بها من قبل الولايات المتحدة وإسرائيل”.

ماذا يعني وجود الرئيس الفلسطيني محمود عباس في قمة شرم الشيخ؟

رغم أن وجوده “رمزي” لكنه مهم جدا، وكشف بحبح أنه حاول منذ تولي ترامب الرئاسة تنظيم اجتماع أو اتصال بينهما لكن مَن حول الرئيس الأمريكي هم الذين كانوا يرفضون بحجّة عدم مكافأة الشعب الفلسطيني بقيام دولته، رغم الاعتراف بالدور البريطاني وهو مهم لعملية السلام في الشرق الوسط.

لماذا تراجع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن حضور قمة شرم الشيخ؟

قال بحبح: في ظني أنه كان خائفًا من أن حضوره يجعل الاتفاقية “التزاما له” من قبل مؤيديه في الحكومة الإسرائيلية وبخاصة إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش، وهذا قد يسقط حكومته، ولكن بالفعل هذه بداية انتهاء عهد نتنياهو السياسي، بمعنى أن أي خطوات مقبلة سوف تهدد حكومته حتى رغم مساندة المعارضة له بعد عملية السلام الحالية.

نتنياهو يريد تجنّب كونه بين الرؤساء العرب والمسلمين والدوليين الآخرين في عملية إنهاء الحرب.

هل يختلق نتنياهو أي ذرائع للعودة إلى الحرب؟

أجاب: سيحاول خرق الاتفاقية لكن قيام الرئيس الأمريكي بالتعهّد وتبنّي الاتفاقية سوف يعني أن نتنياهو لن يكون له مجال للتلاعب مع ترامب، وسوف يصعب جدا عليه خرقها، وإلا فإن ترامب ليس لديه مانع أن يقول له “توقّف وإلا”.

من سيحكم قطاع غزة؟

قال بحبح: حسب ما فهمت، ستكون هناك 3 لجان:

  • الأولى لجنة فلسطينية مستقلة من تكنوقراط مكونة من 12 شخصا من أبناء الشعب الفلسطيني غالبيتهم من غزة ومهمتها ستكون الإدارة اليومية للقطاع.
  • الثانية لجنة السلام التي سيترأسها ترامب وستشمل عددًا من رؤساء دول مختلفة.
  • الثالثة لجنة تنفيذية برئاسة رئيس وزراء بريطانيا السابق توني بلير، وستكون مهمتها جمع الأموال لإعادة بناء غزة وتنظيم إعادة إعمارها.

لكن المهم في الوضع أن هناك طلبا دوليا لأن تتم دعوة المؤسسات الدولية من قبل منظمة التحرير والسلطة الفلسطينية لأنها المرجعية القانونية الدولية للشعب الفلسطيني.

هل يعني ذلك أن حكم غزة أصبح مدوّلًا؟

أجاب: لا، تدويل القطاع غير وارد هو من الشعب الفلسطيني إلى الشعب الفلسطيني ولن يكون هناك استعمار بأسماء أخرى في القطاع وهذا ضروري، كما أنه من المهم جدا ربط مصير القطاع بمصير الضفة والقدس لأن ما يحدث فيهما خطير جدا لمستقبل حل الدولتين، حيث انتهاكات المستوطنين التي تجاوزت عشرات آلاف المرات.

ضروري أن ينتبه العالم إلى تآكل الضفة الغربية من قبِل إسرائيل قِسمًا قسما، وعلينا تسليط الأضواء على ما يحدث فيها لأنه في نهاية المطاف قطاع غزة لديه حدوده لكن الضفة من وجهة نظر إسرائيل ليست لديها حدود.

هل سيتم نشر قوة أممية في قطاع غزة؟

قال: إسرائيل رفضت هذا، القوة التي يتكلمون عنها في وجود أوروبي على حدود رفح بين قطاع غزة ومصر، ووجود أمريكي لحوالي 200 جندي داخل إسرائيل عند الحدود مع غزة لمتابعة عملية الانسحاب والضبط الداخلي وعدم قيام أي جانب بخرق لاتفاقية وقف إطلاق النار.

وحسب ما فهمت، ستكون هناك جهة عربية فلسطينية إسلامية من بينها مصر وإندونيسيا، وهناك كلام عن إدخال 5 آلاف عنصر فلسطيني من الضفة أو ممن يتلقون التدريب في مصر وقطر والأردن ليكونوا نواة القوات الأمنية الداخلية، ولا ننسى أن هناك عناصر من الشرطة الفلسطينية موجودة حاليا في القطاع سوف تنضم إليهم.

ماذا عن نزع سلاح حماس؟

أجاب: هو موضوع شائك جدا، تم طرحه لكن أزيل من قبِل الجانب الأمريكي، وبحسب ما فهمته من البيت الأبيض فإن تعريف نزع السلاح يقصد به تسليم “الأسلحة الثقيلة” -ويقصد بها أي سلاح يمكنه قتل 5 أشخاص أو أكثر في آن واحد- مثل الصواريخ مثلا، من المفترض تسليمها إلى الجهة العربية الفلسطينية الإسلامية، وهناك تفهّم من حماس بشأن هذه القصة، وهذا يختلف عن الأسلحة الفردية لأغراض الدفاع عن النفس.

والأولوية الآن لإعادة بناء القطاع لأن الشعب هناك “هلك” ويريد أن ينام بأمان ولا يريد أن يكمل نومه في الشوارع.

ماذا عن الانسحاب الكلي لإسرائيل من غزة، بعد حديثها عن منطقة عازلة وأنها ما زالت بالفعل موجودة فيما يقرب من 50% من أراضي القطاع؟

قال: المفهوم الضمني لاتفاقية غزة أن إسرائيل ستنسحب. كان هناك كلام أنه قد يتم خلال 24 شهرًا أو فور إتمام وجود القوات الأمنية الدولية في قطاع غزة، ولكن الإسرائيليين قاموا بحذفه في المراحل الأخيرة من التداول بهذا الاتفاق.

حسب ما فهمت، سيتم الانسحاب، لكن لا أحد يعرف جدول الانسحاب الكامل. هم يطالبون بمناطق آمنة أو فاصلة بين إسرائيل وبين القطاع، وألا يكون هناك أي وجود فلسطيني في منطقة الشريط الأمني.

هل طويت صفحة حماس في غزة؟

أجاب: حماس كان لها دور وأتصور أنه انتهى وهو كان الدور العسكري. المرحلة القادمة إذا كانت حماس تريد أن يكون لها دور فسوف يكون سياسيًّا بحتًا، أي قد يسمح لها بإنشاء حزب سياسي جديد لكن باسم غير حماس ويكون لها دور في الكيان الفلسطيني السياسي.

ماذا عن تجربتك مع حماس؟

قال: لم تكن طبيعية تماما بسبب التجاذبات أثناء التفاهمات الهادفة لإنهاء الحرب، ولم أكن أقوم بدور البوسطجي بين حماس والإدارة الأمريكية لأن طبيعة الرسائل ونبرتها من الجانبين قد تنسف أي تفاهم يمكن التوصل إليه وبالتالي كنت أوجه كل جهودي لوقف الحرب.

وكوني فلسطينيا ولد في القدس القديمة وجدتي أيضًا مولودة في غزة، كان هذا عاملا مهما جعلني أتفهّم ردود حماس وكوني أمريكيا أيضا جعل هناك دور في التوصل إلى اتفاق.

في النهاية، حماس تريد إنهاء الحرب ولا تريد إدارة قطاع غزة هم يريدون أن يكون لهم دور سياسي مستقبلي وحتى الرئيس الفلسطيني يقبل بحماس كحزب سياسي في المستقبل الفلسطيني.

المصدر: الجزيرة مباشر

إعلان