الألغام تهدد أرواح المدنيين السودانيين (فيديو)

رغم توقف القتال في عدد من المدن السودانية، ما تزال مخاطر الحرب تهدد حياة المدنيين، وفي مقدمتها انتشار الألغام وغيرها من مخلفات الحرب والذخائر غير المنفجرة في شوارع العديد من المدن، متسببة بإصابة عشرات المدنيين، من بينهم أطفال.

وروى الفتى مقدَّم إبراهيم بحر الدين، البالغ من العمر 16 عاما، قصته مع مخلفات الحرب التي تسببت في إصابته بمنطقة أم بدة، غربي أم درمان، حيث أوضح أنه أمسك بقطعة معدن دون أن يعرف أنها ليس سوى “ذخيرة غير منفجرة” (دانة).

اقرأ أيضا

list of 4 itemsend of list

وقال بحر الدين للجزيرة مباشر: “لزقت في يدي مثل المغناطيس، حاولت أن أُزيلها دون جدوى… ثم انفجرت في يدي”.

وتسبب الانفجار في بتر أصابع يده، كما أحدث إصابات متفرقة في جسده، منها في الظهر والبطن والأرجل والفخذين.

وأضاف بحر الدين أن الأذى الذي أحدثته الإصابة لم يقتصر على جسده، بل تسبب في آلام نفسية شديدة له، مشيرا إلى أنه يسعى إلى إجراء عدد من عمليات التجميل الباهظة لتقليل الآثار الصحية والنفسية لإصابته.

وقال مصطفى بحر الدين، عم المصاب مقدَّم بحر الدين، إن ابن أخيه خضع لعدد من العمليات الجراحية، وإن هناك شظايا للدانة ما زالت في جسد الفتى، موضحا أن حالته الصحية غير مستقرة، ويعاني من اضطرابات في النوم والحركة بسبب الإصابة.

الفتى مؤزر منذر، البالغ من العمر 14 عاما، ضحية أخرى للألغام والذخائر غير المنفجرة في منطقة توتي بالخرطوم.

وروى منذر للجزيرة مباشر قصة إصابته قائلا: “كنا بالقرب من حائط المنزل، تخطيت المدخل وذهبت لأجلس، ثم وقع الانفجار”، وأوضح أنه يعاني من إصابات في الجسم، وبتر في أصابع اليد اليمنى، إضافة إلى كسور في الأرجل.

وقالت والدته ليلى عبد الرازق إن الإصابة حدثت بعد عودتهم إلى منطقة توتي أثناء تنظيف المنزل، حيث انفجر اللغم في جسد مؤزر عندما حاول الجلوس على مقعد أمام المنزل.

وأضافت أن مؤزر تعرض لإصابات بالغة وخطرة، وكشفت عن خضوعه لعدد من العمليات الجراحية المكلفة.

من جانبه، كشف محيي الدين عثمان الشيخ، المستشار الفني للمركز القومي لمكافحة الألغام، عن مدى انتشار الألغام ومخلفات الحرب في مدن السودان وخطورة ذلك. وأوضح أن هذا العام شهد إصابة 88 شخصا بسبب الألغام والذخائر غير المنفجرة في كل الولايات المتأثرة بالحرب.

وأكد أن المركز يعمل بتنسيق تام مع الشركاء في منظمات الأمم المتحدة و(اليونيسف)، لتقديم مشاريع توعوية لضحايا الألغام لتمكينهم من الاندماج في المجتمع، حيث تقدم حزمة كاملة من المساعدات تشمل الدعم الطبي، والنفسي، والمشاريع التنموية.

وبدأت المواجهات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في 15 من إبريل/نيسان 2023، وبحسب تقديرات الأمم المتحدة، فقد تسببت الحرب بين الجانبين في مقتل أكثر من 20 ألف شخص، وفرار أكثر من 3 ملايين شخص خارج البلاد، ونزوح نحو 9 ملايين آخرين داخليّا، واعتماد أكثر من 25 مليون شخص على المساعدات الإنسانية.

المصدر: الجزيرة مباشر

إعلان