لافتات غامضة.. هل تتحول احتفالات “ديوالي” إلى ساحة إقصاء اقتصادي لمسلمي الهند؟

أطلقت جماعات هندوسية متطرفة في الهند حملة لفرض مقاطعة اقتصادية ضد المسلمين في ولايتي ماديا براديش وأوتار براديش شمالي البلاد، تزامنا مع اقتراب احتفالات مهرجان “ديوالي” الهندوسي المقرّر في 20 أكتوبر/تشرين الأول الجاري.
وخلال الأيام الماضية، ظهرت لافتات وإعلانات في الأماكن العامة بمدينة بوبال (عاصمة ماديا براديش) وفي منطقة كانوج بأوتار براديش، كُتب عليها شعار: “احتفل بمهرجانك، وتاجر مع أبناء طائفتك”، بينما جاء في لافتات أخرى: “اشترِ مستلزمات ديوالي من الباعة الذين يمكنهم الاحتفال بديوالي من أرباحهم”.
اقرأ أيضا
list of 4 items- list 1 of 4استفزه فوز ممداني.. كاهن هندوسي يسيء للنبي محمد (فيديو)
- list 2 of 4السلطات الهندية تهدم العشرات من متاجر المسلمين بعد اشتباكات طائفية غربي البلاد (فيديو)
- list 3 of 4جيوش الذكاء الاصطناعي.. كيف تعيد رسم صورة المسلمين افتراضيا في الهند؟ (فيديو)
- list 4 of 4فيديو يفجر غضبا واسعا.. متطرفون يجبرون شابا مسلما على السجود لتماثيل هندوسية
ورغم أن هذه اللافتات لا تذكر المسلمين بالاسم، فإنها استخدمت تعبيرات مبطّنة تدعو فعليا إلى مقاطعة المجتمع المسلم اقتصاديا.
كما تداول كثيرون على وسائل التواصل الاجتماعي في الهند مقطع “فيديو” يُظهر أعضاء من جماعتي “الهندو أوتساف ساميتي” و”سانسكريتي باچاو مانش” وهم يتجولون في الشوارع، داعين الناس إلى عدم الشراء من يسمّونهم “الجهاديين” (في إشارة إلى المسلمين).
وقال أحد الرجال في “الفيديو” متحدثا لبعض الأشخاص في أحد الأسواق: “لا تشتروا من هؤلاء الجهاديين الذين يستخدمون أموالكم في الجهاد بعد عودتهم إلى بيوتهم، والذين يصفوننا بالكفار لكنهم يبيعون لنا التماثيل. وعندما يحين وقت التجارة لا يعتبروننا كفارا، ومع ذلك فنحن عُبّاد التماثيل كفار في نظرهم”.
وحظيت حملة مقاطعة المسلمين بدعم النائب راميشوار شارما من حزب بهاراتيا جاناتا الحاكم في بوبال، الذي قال في منشور على وسائل التواصل الاجتماعي إنه يريد من الهندوس أن يشتروا فقط “منتجات طاهرة وخالية من البصاق”، في إشارة مهينة إلى الباعة المسلمين متهما إياهم بالبصق في بضائعهم قبل بيعها.
الحكومة تشجع
وفي تصريحات للجزيرة مباشر، قالت قيادات إسلامية وهندوسية إن هذه الحملة لن تؤثر في عامة الناس لأنها مقتصرة على أولئك الذين يروّجون لمثل هذه القضايا لتحقيق مكاسب سياسية.
وقال محمد ماهر، رئيس مجلس تنمية المسلمين في ماديا براديش: “أعتقد أن بوبال مدينة ذات ثقافة مميزة، ولن تنجح مثل هذه الحملات هنا. قد تنجح في ولايات مثل أوتار براديش، ولكن في المدينة القديمة في بوبال، يعيش الناس في انسجام طائفي دون مشاعر كراهية أو تمييز، والجميع متعاونون فيما بينهم”.

وأضاف ماهر أن هذه العقلية القائمة على المقاطعة الاقتصادية ضد المسلمين تتنامى، لأن الحكومة نفسها تشجع مثل هذه الأفكار.
وأضاف: “عندما يحمل بعض المسؤولين في الحكومة هذه العقلية، يقوم آخرون بإطلاق مثل هذه الحملات ليظهروا ولاءهم للنظام… بعض الناس يعتقدون أنهم سيحققون مصالحهم إذا شاركوا فيما تريده الحكومة. وقد حصل كثيرون فعلا على ما أرادوا عبر هذه الممارسات”.
وأشار إلى أن الحكومة تستخدم هذه الحملات وتشجعها للتغطية على فشلها، وتابع: “اليوم الذي تتوقف فيه هذه الممارسات سيكون اليوم الذي تُكشف فيه الحكومة وتُساءل عن فشلها”.
شهرة شخصية
من جانبه، قال عارف مسعود، وهو نائب مسلم في بوبال، للجزيرة مباشر إنه لا يرغب في تضخيم القضية، موضحا أن تسليط الضوء الكبير عليها قد يسبب مشاكل للمسلمين المحليين، وأضاف: “هؤلاء الناس يطلقون مثل هذه الحملات لتحقيق شهرة شخصية. لا أحد يستجيب لمطالبهم”.
أما هاريشانكار خاتيك، الأمين العام لحزب بهاراتيا جاناتا الحاكم في الولاية، فقد تهرّب من الرد على أسئلة الجزيرة مباشر حول حملة المقاطعة، وبدلا من ذلك تحدّث عن حملة الحزب الداعية إلى شراء المنتجات الهندية فقط.
وعندما سُئل عن العلاقات التجارية بين المسلمين والهندوس، تجاهل السؤال مجددا واكتفى بالقول إن الهنود يجب أن يشتروا فقط المنتجات المحلية، مضيفا: “هذا هو تعليقي الأول والأخير على الموضوع”.
ومن جانبه أدان بي. سي. شارما، القيادي البارز في حزب المؤتمر والوزير السابق في الولاية، هذه الحملة وقال للجزيرة مباشر: “هذا خطأ. بوبال ستُدار وفقًا لثقافتها التعددية والدستور… يجب إدانة هذا السلوك بأشد العبارات”.
وأضاف شارما: “هؤلاء الناس يريدون فقط الترويج لسياساتهم، ولا أحد يولي مطالبهم أي اهتمام. إنهم يريدون إخافة الناس. أوجه ندائي للناس بألا يعيروا هذه الحملات أي اهتمام وأن يشتروا ما يشاؤون من أي مكان”.