الدوافع السياسية قبل الضرائب.. تزايد ظاهرة تخلي الأمريكيين عن جنسيتهم

الاحتجاجات ضد هيئة إنفاذ قوانين الهجرة والجمارك من مخاوفَ بشأن الحقوق المدنية، وسلامة المجتمع، ومزاعمَ تجاوزاتٍ فيدرالية
احتجاجات ضد هيئة إنفاذ قوانين الهجرة والجمارك بالولايات المتحدة

كشف تقرير لصحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية عن ظاهرة متنامية ومثيرة للقلق بين المواطنين الأمريكيين المقيمين في الخارج، وهي التخلي عن الجنسية الأمريكية.

وبحسب الإحصاءات الرسمية، يتراوح عدد الأمريكيين الذين يتخلون عن جنسيتهم سنويا ما بين 5 آلاف و6 آلاف شخص، وكانت الأسباب ضريبية أو إدارية في الغالب.

اقرأ أيضا

list of 4 itemsend of list

التحولات السياسية تحسم القرار

أكد محامون متخصصون للصحيفة أن الدوافع السياسية باتت تحتل موقعا متقدما اليوم بين أسباب التخلي عن الجنسية. فبالرغم من القائمة الطويلة من المضايقات التي يفرضها القانون الأمريكي على المقيمين في الخارج، مثل ازدواج الإقرارات الضريبية وارتفاع التكاليف، إلا أن التقرير يشير إلى أنهم كانوا يتعايشون معها حتى جاءت “التحولات العاصفة في الداخل الأمريكي”.

هذه التحولات، التي شملت أحداث اقتحام الكونغرس في 6 يناير/كانون الثاني 2021، والانقسامات الحزبية، وحوادث إطلاق النار، وقيود التصويت، وثقافة الإلغاء، هي ما دفع الأمريكيين إلى حسم قرارهم، على حد وصف الصحيفة.

تزايد السخط على الحكومة وعودة ترامب

تُظهر بيانات شركة “غرينباك” للاستشارات الضريبية الدولية أن نسبة الأمريكيين المقيمين بالخارج الذين يفكرون في التخلي عن جنسيتهم ارتفعت بشكل كبير من 30% في عام 2024 إلى 49% في عام 2025.

الأسباب الرئيسية للتخلي (2025): أشار 61% إلى الضرائب كسبب رئيسي، بينما أشار 51% إلى “عدم الرضا عن الحكومة أو التوجه السياسي للبلاد”.

ونقلت الصحيفة عن أمريكي يعيش في لندن، بدأ إجراءات التخلي عن جنسيته بعد يوم واحد من فوز ترامب في الانتخابات الرئاسية الأخيرة، مرسلا رسالة إلى السفارة الأمريكية يقول فيها باختصار: “أريد الطلاق”. وأكد الرجل للصحيفة، شريطة عدم الكشف عن هويته خوفا من انتقام الإدارة الأمريكية، أن هويته الأمريكية “ماتت” مع عودة ترامب إلى السلطة. كما أشار عدد من الذين تحدثت إليهم الصحيفة إلى أن الخوف من الانتقام السياسي من إدارة ترامب كان دافعا أساسيا لقطع علاقتهم نهائيا بالولايات المتحدة.

التعقيدات الضريبية والإجرائية

تعد الولايات المتحدة، إلى جانب إريتريا، الدولة الوحيدة التي تفرض الضرائب على مواطنيها أينما كانوا في العالم، ما يجبرهم على تقديم إقرارات ضريبية مزدوجة. كما تواجه هذه الشريحة رفض بعض البنوك لفتح حسابات لهم بسبب التعقيدات التي تفرضها القوانين الأمريكية.

فيما يتعلق بالإجراءات، فإن التخلي عن الجنسية معقد وبطيء ويتطلب:

  • الحصول على جنسية أخرى.
  • إثبات الالتزام بسداد ضرائب السنوات الخمس السابقة.
  • قد يواجه البعض ضريبة خروج باهظة إذا تجاوزت ثروتهم حدا معينا.

كما لفتت الصحيفة إلى أن هناك تراكما في الطلبات لدى السفارات الكبرى (مثل لندن)، مما دفع المحامين إلى توجيه عملائهم نحو سفارات أخرى في مالطا أو براغ. وحذّرت المحامية جانيس فلين، من أن التخلي عن الجنسية قرار نهائي ولا رجعة فيه، مشيرة إلى أن هؤلاء سيقفون في صفوف “غير المواطنين” في المطارات الأمريكية، متخوفين من صلاحية تأشيراتهم أو أي منشورات مخالفة للسياسة الأمريكية على وسائل التواصل الاجتماعي.

المصدر: الجزيرة مباشر + واشنطن بوست

إعلان