جثامين مجمدة وأربطة مشدودة.. تفاصيل صادمة من تقرير الطب الشرعي في غزة (شاهد)

بعد استقبال المستشفى الميداني بمجمع ناصر الطبي في خان يونس بقطاع غزة الدفعة الرابعة من جثث الشهداء الفلسطينيين التي أفرجت عنها قوات الاحتلال الإسرائيلي أمس، وصل إجمالي عدد الجثث المُتسلَّمة إلى 135، وسط مشاهد وصفتها المصادر الطبية بأنها “صعبة للغاية” وتُظهر آثارا قاسية على الأجساد.
توثيق آثار التعذيب والتنكيل
قام فريق من وزارة الصحة الفلسطينية ولجنة إدارة الجثامين ودائرة الطب الجنائي بتوثيق حالة الجثث التي وصلت، وأكد رئيس لجنة إدارة الجثامين بوزارة الصحة أحمد ضهير وجود آثار واضحة للتعذيب والتنكيل، حيث لوحظ وجود أربطة مشدودة بقوة على أجساد بعض الشهداء، بما في ذلك رباطان فوق العينين، أحدهما فوق الأذن والآخر أسفل الرأس، مشدودان “بشدة ” لدرجة أن الرباط لم ينفك عن العينين. كما لوحظ ربط قوي حول الكاحلين وأسفل المرفق.

وأشار ضهير إلى وجود كدمات متعددة وواضحة (ازرقاق) في كل زاوية من زوايا الجسد، نتج عنها فقدان للدم. ولوحظ أيضا وجود آثار تسحج حول العنق، رغم أن الرباط حول العنق كان واسعا.
اقرأ أيضا
list of 4 items- list 1 of 4المصلون يحيون مساجد غزة المهدمة بالتكبير والدعاء في رابع جمعة منذ وقف الحرب (فيديو)
- list 2 of 4خليل الحية: هذا ما فعله طوفان 7 أكتوبر.. وزياد النخالة يوجه رسالة من قلب بيروت (فيديو)
- list 3 of 4من الشوكولاتة إلى الإندومي.. غزة بلا أغذية أساسية والأطفال يشتهون وجبة بيض عادية (شاهد)
- list 4 of 418 لعبة فردية وجماعية.. الجزيرة مباشر تواكب فعاليات يوم رياضي في النصيرات (فيديو)
وتم توثيق وجود قطع في إصبع الإبهام الأيسر أو الإصبع الأوسط الأيمن أو أصابع القدمين، ويُعتقد أن ذلك حدث بهدف أخذ عينات الحمض النووي (دي إن إيه).
عقبات في تحديد الهوية
تواجه الطواقم الطبية تحديات هائلة في عملية تحديد هويات الشهداء، خاصة أن الجثث وصلت في حالة تجميد شديد، وتفتقر وزارة الصحة إلى الإمكانات اللازمة. وأكد أحمد الضهير أنه ليس لدى دائرة الطب الشرعي أي مقومات مثل مختبرات أو أجهزة أو أنسجة لإجراء الصفة التشريحية والتحقق من الوفاة أو سببها. كما أنهم يفتقرون إلى ثلاجات حفظ كافية، وتُستخدم شاحنات تبريد غير مخصصة لحفظ الجثث (مثل شاحنات نقل المثلجات).
وأشار ضهير إلى أن الصليب الأحمر زودهم بستة أسماء فقط من أصل 120 جثة، وبعد الفحص تبيَّن وجود أخطاء في اسمين، إذ كان رقم الهوية يعود إلى شاب بينما الجثة لشخص مُسن.

إجراءات التعرف والدفن
تقوم دائرة الطب الشرعي حاليا بتوثيق جثث الشهداء بالتصوير الفوتوغرافي، ونشر صور واضحة على رابط وزارة الصحة للتعرف عليها من أقربائهم. وتم تحديد المستشفى الميداني (علماء بلا حدود) مكانا لمراجعة ذوي المفقودين للتعرف على الجثث، يوميا ما عدا الجمعة.
وللحالات التي لن يُتعرَّف عليها، سيجري دفنها في مقابر مجهولي الهوية في دير البلح خلال الأيام المقبلة، مع الترتيب لعمل خريطة مكانية لمقبرة الشهداء لتسهيل التعرف المستقبلي على الرفات.