دعت الوسطاء للتدخل العاجل.. حماس تتهم إسرائيل بارتكاب “خروقات جسيمة” لاتفاق شرم الشيخ

سقوط عشرات الشهداء رغم بدء اتفاق وقف إطلاق النار
سقوط عشرات الشهداء رغم بدء اتفاق وقف إطلاق النار (الأوروبية)

اتهمت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) سلطات الاحتلال الإسرائيلي بارتكاب سلسلة من “الانتهاكات والجرائم الجسيمة” التي تمثل خرقا فاضحا لبنود اتفاق شرم الشيخ الموقع في 9 أكتوبر/تشرين الأول 2025.

وأكدت الحركة التزامها الكامل بتنفيذ الاتفاق نصا وروحا، ومطالبة الوسطاء والضامنين بالتدخل العاجل لإلزام الاحتلال باحترام بنوده ووقف ممارساته العدوانية.

اقرأ أيضا

list of 4 itemsend of list

وقالت الحركة في بيان، اليوم الأحد، إنها التزمت “التزاما كاملا ودقيقا وأمينا” بتنفيذ الاتفاق الذي جرى برعاية وضمانة مصر وقطر وتركيا والولايات المتحدة، مشيرة إلى أن الوسطاء لم يقدموا أي دليل على قيامها بخرق بنود الاتفاق أو عرقلة تنفيذه، بينما تعمدت إسرائيل “خرق الاتفاق منذ اليوم الأول لسريان وقف إطلاق النار”.

استهداف المدنيين عمدا

وأوضح البيان أن قوات الاحتلال “استهدفت المدنيين عمدا في المناطق المسموح لهم بالتحرك فيها”، ما أدى إلى استشهاد 46 فلسطينيا وإصابة 132 آخرين حتى الساعة الثانية والنصف ظهرا من يوم البيان، نصفهم من النساء والأطفال وكبار السن، مشيرا إلى أن من بين الضحايا “عائلة أبو شعبان التي أبيدت بالكامل وضمت 7 أطفال وامرأتين”.

واعتبرت الحركة أن هذه العمليات تمثل “محاولة لتقويض الاتفاق وإفشاله”.

تجاوز الخط الأصفر

وأضاف البيان أن قوات الاحتلال تجاوزت حدود “الخط الأصفر” المنصوص عليه في الاتفاق، إذ تواصل فرض سيطرتها النارية على شريط يمتد بمسافات تتراوح بين 600 و1500 متر جنوبا وشرقا وشمالا من القطاع، مانعة المواطنين من العودة إلى أماكن سكناهم، باستخدام القذائف المدفعية وطائرات المراقبة النحلية “الكوادكابتر” والآليات العسكرية، ضمن مساحة تقدَّر بنحو 45 كيلومترا مربعا.

تدفق المساعدات مازال ضعيفا رغم الاتفاق
تدفق المساعدات ما زال ضعيفا رغم الاتفاق (غيتي إيميجز)

عدم الالتزام بالبروتوكول الإنساني

واتهمت الحركة إسرائيل بعدم الالتزام بالبروتوكول الإنساني، مشيرة إلى منع إدخال أصناف أساسية من الغذاء:

  • منع إدخال العديد من الأصناف الأساسية مثل اللحوم والبيض والدجاج والمواشي الحية.
  • إدخال كميات محدودة جدا من الوقود وغاز الطهي، إذ لم يسمح سوى بدخول 3 شاحنات غاز و29 شاحنة وقود خلال 9 أيام، في حين ينص الاتفاق على إدخال 50 شاحنة وقود يوميا، أي أن ما دخل يشكل بنسبة 7.1% مما هو متفق عليه
  • إغلاق معبر “زيكيم” الذي يساهم في استقبال المساعدات القادمة من الأردن.
  • منع إدخال البذور الزراعية والأعلاف والأسمدة وألواح الطاقة الشمسية اللازمة للإنتاج الزراعي.

إعادة إعمار البنية التحتية

وفيما يتعلق بإعادة إعمار البنية التحتية، أكدت حماس أن الاحتلال يمنع دخول المستلزمات الضرورية لإعادة تشغيل محطة الكهرباء وإصلاح المنشآت الحيوية وخطوط الصرف الصحي وترميم المستشفيات، غير أن الاحتلال ما زال يمنع إدخال المستلزمات الضرورية لذلك، ومنها:

  • سيارات ومعدات الدفاع المدني والإسعاف، والأجهزة والمعدات الطبية.
  • مواد ومستلزمات تأهيل شبكات الاتصال والطرق والمياه والتصريف الصحي.
  • السيولة النقدية للبنوك وعدم استبدال العملات الورقية القديمة التي أصبحت بالية بعد عامين من الاستخدام.
  • مواد البناء اللازمة لإعادة إعمار البنية التحتية والمرافق الخدمية والمستشفيات والمخابز العامة.
دعوات لإدخال مزيد من الآليات لمساعدة الدفاع المدني في انتشال الجثث
دعوات لإدخال مزيد من الآليات لمساعدة الدفاع المدني في انتشال الجثث (رويترز)

ملف الأسرى

وفي ملف الأسرى، قالت الحركة:

  • يواصل الاحتلال تعنته وتأخّره في الإفراج عن النساء والأطفال الذين ما زالوا رهن الاعتقال.
  • لم يلتزم الاحتلال حتى تاريخه بتزويد الحركة بكشف دقيق وشامل بأسماء وبيانات المعتقلين في سجونه، ولا بأسماء مئات الشهداء الذين لا يزال يحتجز جثامينهم.
  • لم يلتزم الاحتلال بالسماح لذوي المعتقلين المفرج عنهم والمبعدين خارج فلسطين – في صفقتي 19 يناير/كانون الثاني و9 أكتوبر/تشرين الأول – بمغادرة الضفة الغربية للقاء ذويهم.
  • تعرض المعتقلون للضرب والإهانة والتعذيب الممنهج، وحتى من جرى الإفراج عنهم استمر الاحتلال في إهانتهم وتجويعهم وضربهم حتى لحظة تسليمهم للصليب الأحمر.

التنكيل بالشهداء

كما كشف البيان عن تسلم المقاومة جثامين 150 شهيدا “بعضهم مقيد اليدين ومعصوب العينين، وآخرون ظهرت على جثامينهم آثار شنق أو سحق تحت جنازير الاحتلال”، ما يؤكد –بحسب الحركة– “إعدامهم بعد أسرهم”، معتبرة ذلك “جريمة حرب متكاملة الأركان وجريمة ضد الإنسانية”.

وطالبت بإدخال أجهزة فحص الحمض النووي (DNA) للتعرف على هويات الشهداء، ومعدات ثقيلة لإزالة الركام الذي ما زالت تحته جثامين كثيرة.

تمسك كامل بالاتفاق

وختمت الحركة بيانها بالتأكيد على تمسكها الكامل بالاتفاق وتنفيذه “بكل دقة ومسؤولية”، محملة سلطات الاحتلال المسؤولية الكاملة عن أي تدهور أو انهيار قد يصيب الاتفاق، وداعية الوسطاء والمجتمع الدولي إلى “تحمل مسؤولياتهم القانونية والأخلاقية والإنسانية” ووقف الخروقات التي تهدد الأمن والاستقرار في قطاع غزة.

المصدر: الجزيرة مباشر

إعلان