“كانت هذه وصيتي”.. غزيون يكشفون عن وصاياهم بعد وقف الحرب (فيديو)

تحت وطأة قصف الطيران الحربي لجيش الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة، سارع كثير من الفلسطينيين في القطاع إلى إعداد وصاياهم تحسُّبا لاستشهادهم كما استشهد أقرباؤهم ومحبّوهم.
وبينما كُشف عن وصايا العديد من الشهداء الذين قضوا خلال الحرب التي استمرت أكثر من عامين، تحدثت الجزيرة مباشر إلى عدد من الناجين من حرب الإبادة الإسرائيلية، الذين كشفوا عن وصاياهم التي أسَّروا بها إلى أقربائهم أو دوَّنوها بينهم وبين أنفسهم، تعبيرا عن خشيتهم من الموت ورغبتهم في أن يتركوا رسالة لأحبتهم.
اقرأ أيضا
list of 4 items- list 1 of 4اللجنة المصرية تنقل مئات الخيام إلى نتساريم في قلب قطاع غزة (شاهد)
- list 2 of 4تحطيم قبور الصحابة.. “جريمة تهويدية جديدة” قرب باب الرحمة وحماس تدعو لإيقاف “عبث الغزاة”
- list 3 of 4مراتب الفوز واليقين.. دروس من غزة مع الدكتور جميل مطاوع (فيديو)
- list 4 of 4الأب مانويل مسلم يرد على من “يطعنون المقاومة في ظهرها” (فيديو)
هديل أبو عربيد (33 عاما) أم فلسطينية جاء في وصيتها خشيتها على ابنتها أن تعيش يتيمة من بعدها، إذ قالت للجزيرة مباشر “كنت موصية إذا استشهدت، أن توضع ابنتي الصغيرة آلاء معي في القبر”.
وأوضحت هديل أن ابنتها كانت تحلم بلقاء والدها الذي استُشهد قبل أن يُفتح الحاجز، مضيفة “كنت أخشى أن تعيش ابنتي في هذا العالم الظالم بدون أب وأم. نحن نُعذَّب في غزة، ولا شيء يصف حجم الألم الذي نعيشه”.
وفي الجامعة الإسلامية حيث تقيم تمام أبو عودة (60 عاما) وهي نازحة من بيت حانون، جلست تتحدث عن وصيتها، قائلة “عشت يتيمة، وبين الحروب تقدمت بي السن، وكل ما أتمناه أن أرى أولادي يحبّون بعضهم، وأن يُقسَّم إرثنا بالعدل بين البنات والأولاد كما أمر الله”.
أضافت أم عودة بصوت مرتجف “المجتمع لا ينصف المرأة في الميراث، لكن وصيتي أن يكون العدل حاضرا. وأتمنى أن ينظر العالم إلى غزة بعين الرحمة، فنحن نستحق أن نعيش بكرامة”.
أما نمر غريب (85 عاما) فقال للجزيرة مباشر “كل خطوة كانت دمارا، وكل طريق نزوح، لكنني راضٍ عن أولادي وأتمنى لهم السعادة”.
كان نمر قبل الحرب مدرسا للغة الإنجليزية وحافظا للقرآن الكريم، ويقول إن وصيته الوحيدة أن يتقبله الله ويدخله الجنة بعد كل هذه المعاناة.
وفي زاوية أخرى من غزة، قالت الطفلة قمر (8 أعوام) “طول الحرب كنت أشعر بالموت، وكنت أوصي عائلتي بأن تهتم بنفسها. أبي أصيب أمام عيني، وهو الآن مشلول”. وقالت قمر إن أمنيتها هي أن يسافر والدها للعلاج خارج غزة، مضيفة “أتمنى أن أرجع المدرسة، وأرى أبي يمشي على قدميه”.
وفي خيمة أخرى، تحدَّث محمود بردع (32 عاما) عن وصاياه المتكررة كلما نجا من قصف إسرائيلي “كنت أوصي مَن حولي بأطفالي الصغار، أن يهتموا بهم ويبنوا لهم بيتا، ويمنحوهم حقهم في التعليم مثل باقي أطفال العالم”.

وأضاف “الحمد لله بقيت حيّا، وأنتظر انسحاب الجيش من حي الشجاعية لأرجع إلى حارتي، رغم الدمار، هناك أشعر بالأمان”.
أما أيمن ريحان (57 عاما) فكانت وصيته ملخصة في درس المحبة بعد الفقد “استشهدت ابنتي في الحرب، جمعت أولادي وقلت لهم: تحابّوا واحموا أخواتكم البنات، ضعوهن في أعينكم”.
وأضاف “الحرب علمتنا هشاشة الحياة، وأغلى وصية هي الرحمة بيننا”.
وفي 10 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، دخل اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ، وذلك وفق خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب التي تقوم إلى جانب وقف الحرب على انسحاب متدرج لجيش الاحتلال، وإطلاق متبادل للأسرى، ودخول فوري للمساعدات إلى القطاع.
وأنهى الاتفاق حربا استمرت سنتين، وأسفرت عن استشهاد أكثر من 68 ألف فلسطيني وإصابة نحو 170 ألفا، وتدمير أغلبية البنى التحتية في قطاع غزة.